فرنسا: زيادة محتملة لشحنات الغاز من الجزائر قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال توقيع اتفاق الشراكة المتجددة في الجزائر - 27 أغسطس 2022  - AFP
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال توقيع اتفاق الشراكة المتجددة في الجزائر - 27 أغسطس 2022 - AFP
باريس-الشرقأ ف ب

أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، الأحد، غداة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، أن "إعلانات ستصدر قريباً" بشأن زيادةٍ محتملة لشحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا.

وأفادت "إذاعة أوروبا 1"، بأن مفاوضات جارية حالياً بين مجموعة الطاقة الفرنسية "إنجي" التي كانت رئيستها كاترين ماكجريجور (من بين أفراد الوفد الرسمي المرافق لماكرون)، ومسؤولين جزائريين، لرفع الزيادة في شحنات الغاز بـ50% من الكميات الحالية.

وفي تصريحات عبر قناة "بي إف إم تي في"، قال فيران: "لا أستطيع تأكيد ذلك"، بذريعة أنه "لا يُعلق على (معلومات) متعلقة بالخارجية الفرنسية والخارجية الجزائرية". لكنه أضاف أن "إعلانات ستصدر قريباً"، مؤكداً حصول "تقارب في إطار زيارة" إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، والتي استمرت ثلاثة أيام.

وقال الرئيس الفرنسي خلال زيارته إن "فرنسا تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة، أي حوالي 20%، وفي المجموع تُمثل الجزائر 8 إلى 9%". وأضاف "لسنا في وضع حيث يمكن للغاز الجزائري أن يُغير المعطيات"، مشيراً إلى أن فرنسا "ضمنت احتياجاتها" لفصل الشتاء والمخزونات في حدود 90%.

أول مُصدر للغاز في إفريقيا

وتعد الجزائر أول مصدّر للغاز في إفريقيا، وتمد أوروبا بنحو 11% من احتياجاتها.

وأبرمت الجزائر مؤخراً اتفاقيات مع إيطاليا لزيادة شحنات الغاز بحلول نهاية العام عبر خط أنابيب الغاز "ترانسميد" الذي يربط البلدين. وأصبحت الجزائر المورد الأول لإيطاليا متقدمة على روسيا، بعد غزو أوكرانيا.

ومنذ بداية عام 2022، زودت الجزائر إيطاليا بـ13.9 مليار متر مكعب، متجاوزة الكميات المتفق عليها سابقاً بنسبة 113%.

وفي منتصف يوليو الماضي، وقعت مجموعات "سوناطراك" الجزائرية، و"إيني" الإيطالية، و"أوكسيدنتال" الأميركية، و"توتال" الفرنسية، عقداً ضخماً بقيمة 4 مليارات دولار، ينص على "تقاسم" إنتاج النفط والغاز في حقل بجنوب شرق الجزائر يمتد لفترة 25 عاماً.

ماكرون: لا نتسوّل الغاز

والسبت، قال ماكرون إن فرنسا لم تأتِ لـ"تتسول" الغاز من الجزائر، كما جاء في بعض التعليقات الإعلامية، لأنها تعتمد بنسبة قليلة على الغاز في احتياجاتها من الطاقة أي نحو 20% وفي المجموع، تمثل الجزائر %8 إلى 9%".

وأشاد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي أعقب زيارة مقبرة "سانت أوجين" بالعاصمة الجزائرية، الجمعة، بمساهمة الجزائر في "تنويع" مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.

وأضاف ماكرون: "أشكر الجزائر على زيادة الكميات في أنبوب الغاز الذي يغذي إيطاليا، هذا جيد لروما ولأوروبا، ويعزز تنويع (المصادر) في أوروبا التي كانت تعتمد بشدة على الغاز الروسي".

لكنه اعتبر أن باريس "ليست في منافسة مع روما على الغاز الجزائري"، مشدداً على "ضعف أهمية الغاز في مزيج الطاقة بالنسبة لفرنسا".

وتابع: "لسنا في وضع حيث يمكن للغاز الجزائري أن يغير المعطيات"، مشيراً إلى أن فرنسا "ضمنت احتياجاتها" لفصل الشتاء، و"المخزونات في حدود 90%".

وبالمقابل أكد "إنه لأمر جيد جداً أن يكون هناك تعاون متزايد ومزيد من الغاز تجاه إيطاليا"، مشدداً على الحاجة إلى "التضامن الأوروبي".

تجاوز عقبات الماضي

ووقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، إعلاناً مشتركاً من أجل "شراكة متجددة" بين فرنسا والجزائر، في ختام زيارة الرئيس الفرنسي إلى البلاد. 

كما وقع البلدان عدداً من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بينهما في عدد من المجالات، وذلك ضمن مساعيهما لاستعادة الزخم في العلاقات الثنائية.

ودعا ماكرون إلى تجاوز "عقبات" الماضي المشترك مع الجزائر، وفتح "صفحة جديدة" في العلاقات. وأكد أن "الماضي الفرنسي الجزائري مؤلم ومنعنا أحياناً من المضي قدماً"، مشدداً على ضرورة "فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية لشبابنا وللمنطقة والقارة الإفريقية".

من جانبه، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه جرى الاتفاق على "توجه جديد" في العلاقات، يقوم على "مبادئ الاحترام والثقة"، لافتاً إلى أنه سيتم "تكثيف وتيرة تبادل الزيارات"، كما أعرب  عن أمله في أن "تفتح آفاقاً جديدة في علاقات الشراكة والتعاون". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات