المجر تحبط رغبة أوروبا في فرض حظر على النفط الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي في بروكسل - 27 أبريل 2022 - AFP
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي في بروكسل - 27 أبريل 2022 - AFP
بروكسل-أ ف ب

أحبطت المجر إرادة الاتحاد الأوروبي بحظر واردات النفط الروسي، وفرض عقوبات جديدة على موسكو، "ليدفع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ثمناً باهظاً" لحربه على أوكرانيا.

ورفضت المجر، الأربعاء، مقترحاً أوروبياً بشأن فرض حظر تدريجي للنفط الروسي "بشكله الحالي"، معتبرة أن من شأن ذلك أن "يُدمر تماماً" أمن إمدادات الطاقة لديها.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في رسالة بالفيديو على فيسبوك، إن المقترح "لا يمكن دعمه بشكله الحالي، وبكل مسؤولية لا يمكننا التصويت لصالحه".

وقالت أورسولا فو دير لايين أمام أعضاء البرلمان الأوروبي المجتمعين في ستراسبورج، إن حزمة العقوبات السادسة "تشمل فرض حظر على النفط الروسي الخام، والمكرر المنقول بحراً وعن طريق الأنابيب".

كما تضرب العقوبات القطاع المالي مع استبعاد أهم مصرف روسي "سبيربنك"، الذي يمثل 37% من السوق، ومؤسستين أخريين من نظام المدفوعات العالمية "سويفت". 

كذلك ستمنع 3 قنوات تلفزيونية روسية من بينها محطة "روسيا 24"، و"آر تي آر" الروسية من البث في الاتحاد الأوروبي، وفق الاقتراح الذي اطلعت عليه "فرانس برس".

وأُدرج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، الداعم المعلن للحرب على أوكرانيا، بين الشخصيات الجديدة المدرجة على "القائمة السوداء" للاتحاد الأوروبي إلى جانب عائلة الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، والعديد من العسكريين الذين يشتبه بارتكابهم ما يوصف بأنه "جرائم حرب" في بوتشا.

مخاوف

وقالت فون دير لايين: "نوجه بهذه الطريقة إشارة قوية إلى كل الذين يقودون حرب الكرملين في أوكرانيا: نعلم من أنتم وستحاسبون على أفعالكم".

وسُلم الاقتراح، ليل الثلاثاء، إلى الدول الأعضاء التي طُلب منها المصادقة عليه. وقد عقد سفراؤها في بروكسل أول اجتماع الأربعاء. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي: "أعربت بعض الدول الأعضاء عن مخاوفها إزاء الحظر".

والهدف المُعلن هو دخول الاقتراح حيز التنفيذ قبل تاريخ 9 مايو الذي يُحتفل به في روسيا باعتباره "يوم النصر" على ألمانيا النازية.

وأقرت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن "الأمر لن يكون سهلاً". وقالت وسط تصفيق: "على بوتين أن يدفع ثمناً باهظاً لعدوانه الوحشي" على أوكرانيا.

في المقابل، حذّر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من أن "الرغبة في معاقبة أميركيين وأوروبيين ودول أخرى هي سيف ذو حدين. ومن خلال محاولة إيذائنا، سيتعين عليهم أيضاً دفع ثمن باهظ. لقد بدأوا دفعه. وكلفة العقوبات على مواطني أوروبا ستزداد يوماً بعد يوم".

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الأربعاء، إن فرض حظر أوروبي تدريجياً على واردات النفط الروسي، ربما يؤدي إلى "اضطرابات" في الإمدادات وارتفاع الأسعار في ألمانيا.

وقرر الاتحاد الأوروبي وقف مشترياته من الفحم الروسي، ووجد موردين آخرين في الولايات المتحدة مقابل ثلث مشترياته من الغاز الروسي.

وأكدت فون دير لايين أن وقف استيراد النفط سيكون "تدريجياً ومنظماً من أجل إيجاد شبكات إمداد بديلة، والحد من تأثير (هذا القرار) على الأسواق العالمية".

"غير كاف"

وقالت فون دير لايين "على الاتحاد الأوروبي التخلي عن شحنات الخام في غضون 6 أشهر، والمنتجات المكررة بحلول نهاية العام".

وأقرت بأن العديد من الدول "تعتمد بشكل كبير" على الغاز الروسي. واقتُرح استثناء للسماح للمجر وسلوفاكيا بمواصلة عمليات الشراء من روسيا حتى نهاية عام 2023، لأن هذين البلدين يعتمدان تماماً على الشحنات التي تسلم عبر خط أنابيب "دروجبا"، بسبب عدم وجود اتصالات مع بقية دول الاتحاد الأوروبي، كما صرح مسؤولان أوروبيان لوكالة "فرانس برس".

وقال مسؤول أوروبي: "لن يكون ذلك كافياً". وأعربت المجر، الأربعاء، عن أسفها لعدم وجود "ضمانات" لتأمين موارد الطاقة لها.

بينما طلبت التشيك من جانبها الاستفادة من ذلك الاستثناء، وأعربت مع سلوفاكيا، عن رغبتها في أن تكون قادرة على مواصلة مشترياتها لمدة عامين أو 3 أعوام أخرى.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الأربعاء، إن دول الاتحاد الأوروبي التي سترفض مقترح حظر النفط الروسي ستكون "متواطئة" في جرائم حرب.

وشدد مسؤول أوروبي على أن "تبني كل حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا أصعب لأنها تفرض خيارات سياسية على كل دولة عضو. الإجماع ضروري ولا ضمانات لتبنيها".

وفي عام 2021 وفرت روسيا 30% من النفط الخام و15% من المنتجات النفطية التي اشتراها الاتحاد الأوروبي. وتؤمن 150 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

وذكّر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، بأن المشتريات الأوروبية تموّل المجهود الحربي الروسي.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حققت الواردات الأوروبية من الغاز والنفط والفحم أرباحاً للكرملين بقيمة 44 مليار يورو، وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث في فنلندا. والدول الأربع الرئيسية التي تشتري من روسيا هي ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا.

اقرأ أيضاً: