انطلقت الدورة 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي، مساء الأربعاء، باحتفالية كبيرة، مع إطلالة مفاجئة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الشاشة، وبحضور النجمة الفرنسية كاترين دينوف كضيفة شرف.
وفي قاعة قصر السينما عند جزيرة ليدو قبالة البحر، حصلت الممثلة الفرنسية الشهيرة البالغة من العمر 78 عاماً على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل مسيرتها.
بفستانها الأحمر الطويل الذي خطفت به الأنظار، بدا التأثر على دينوف التي فازت سنة 1998 في المكان نفسه بجائزة أفضل ممثلة، وتوجهت إلى الجمهور بكلمة "شكراً" بالإيطالية، بعد كلمة السينمائي الفرنسي أرنو ديبلوشان.
وطغت الحرب في أوكرانيا على أجواء حفل الافتتاح، مع رسالة مصورة للرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي دعا عالم السينما إلى "عدم نسيان" الحرب التي "لا تقتصر مدتها على 120 دقيقة، بل هي مستمرة منذ 189 يوماً".
وفي ختام مداخلته، عُرضت على الشاشة على خلفية سوداء، قائمة بأسماء ضحايا الحرب الدائرة في أوكرانيا من الأطفال دون سن 18 عاماً، وبجانبها تاريخ ميلاد كل منهم.
وعرض المهرجان في الافتتاح فيلم "White Noise" (صخب أبيض) للمخرج نوح باومبيك، المقتبس من رواية بذات العنوان أنجزها في عام 1985 الكاتب الأميركي دون دي ليلّو، الذي يُعدّ واحداً من أهم الأصوات الروائية في الولايات المتحدة والعالم.
يعرض الفيلم حالة عائلة من زوجين وأولادهما الأربعة، وتدور أحداثه في مطلع ستينيات القرن الماضي، في وقت ما تزال تداعيات وأصداء الحرب العالمية الثانية حاضرة في الأذهان.
كلاهما في منتصف العمر، وفيما يقترب الزوج من الكهولة وقد أثقلت بدنه سنوات العمر، وطبيعة العمل الأكاديمي الذي ينجزه، تشعر الزوجة بمخاوف حقيقية بأن تموت قبل أن يبلغ الأطفال عمراً يُتيح لهم الاستقلال بحياتهم.
الرتابة وتقادم العمر يدفعان هذين الزوجين إلى التفكير المتواصل بالموت، ويدخلان في سباقٍ يُظهر مقدار حبهما لبعضهما، فهما يتسابقان حول من منهما ينبغي أن يموت قبل الآخر.
وحين يؤدي حادث مروري مروّع إلى تفشي غازات سامة وقاتلة في الأجواء، يظهر لهما أن أزمتهما صغيرة إذا ما قيست بما يحدث حولهما.
الفيلم من بطولة آدم درايڤر، وجريتا جيروينج، ودون تشادل، ورافّي كاسيدي، وسام نيڤولا، وماي نيڤولا، وجودي تيرنيرسميث، وآندريه إل بينجامين، ولارس آيدينجير.
كان الفيلم مُترقّباً، خاصة وأن المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا اختاره لافتتاح الدورة الجديدة، لكنه لم يبلغ مستوى الترقّب، باستثناء مقدرة المخرج على إدارة المشاهد الداخلية، مانحاً إياها آليات مسرحية، والتي ظهرت بوضوح على أداء دون تشيدل.
وبرأيي لم يكن لهذا الفيلم أن يقوم دون الأداء المتميّز لآدم درايفر، والذي أراه، رُغم أننا ما نزال في بداية المهرجان، مرشحاً قوياً لجائزة التمثيل في دورة حافلة بحضور نجوم كبار.
أفلام المسابقة الرسمية
ثمة ترقب كبير، في اليوم الثاني من الدورة 79 لأعرق مهرجان سينمائي في العالم، لثنائي إخراجي من العيار الثقيل، إذ يعود المكسيكي أليخاندرو جوانزاليس إينارّتو إلى المهرجان، بعد 8 سنوات من فيلمه The Revenant (العائد)، وذلك بفيلمه الجديد بعنوان Bardo (باردو).
وإلى جانب إينارّتو في المسابقة الرسمية يشارك المخرج تود فيلد بفيلمه TÁR (تار) الذي تؤدي فيه النجمة الأميركية الحسناء كيت بلانشيت، دور قائدة أوركسترا جذابة للغاية.
ويضم برنامج المسابقة الرسميّة للمهرجان 23 فيلماً لمخرجين كبار، مثل الإيطالي جانّي آميليو الذي يُقدّم فيلمه الجريء The Lord of the Ants (سيّد النمل)، ودارين آرونوفسكي الذي يعود إلى فينيسيا بفيلمه الجديد The Whale (الحوت)، والذي يُقدم لنا بريندان فريسير - في دور متميّز يُجسّد فيه معلّماً يعاني من أزمات نفسية وحياتية بسبب بدانته المفرطة التي تُجبره على العزلة.
ومن بين الأفلام التي ستُعرض في المسابقة الرسمية، العمل الإخراجي السادس للنجم الفرنسي مغربي الأصول، رشدي زام، وهو بعنوان Our Ties (أواصرنا)، كما يشارك رشدي زام أيضاً كممثل في هذه الدورة ببطولة فيلم Other People's Children (أبناء الآخرين) إلى جانب ڤيرجيني إيفيرا وكيارا ماسترويانّي، من إخراج مواطنته الفرنسية ريببكّا زلوتوفيسكي.
اقرأ أيضاً: