فاز الديمقراطيون بالسباق المحتدم على مقعدي ولاية جورجيا الأميركية في مجلس الشيوخ، الأربعاء، وفق بيانات غير رسمية حتى الآن، في نصر سيمكنهم من السيطرة على المجلس والسلطة لتحقيق الأهداف السياسية للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
وبث وسائل إعلام محلية خبر إعلان الديمقراطي جون أوسوف، الأربعاء، فوزه بالمقعد الثاني في مجلس الشيوخ المخصص لولاية جورجيا، مؤكداً أن فوزه سيمنح الرئيس المنتخب جو بايدن السيطرة على المجلس.
وقال أوسوف في بيان بثته قنوات التلفزيون "جورجيا، شكراً جزيلاً على الثقة التي أوليتها لي. يشرفني دعمكم وتقديركم وثقتكم وأتطلع لخدمتكم". ولم تعلن وسائل الإعلام الأميركية نتائج الاقتراع بعد كما لم يقر خصم أوسوف الجمهوري ديفيد بيردو بهزيمته.
وكان المرشح الديمقراطي رافائيل وارنوك، أعلن فوزه بالمقعد الأول المخصص للولاية مجلس الشيوخ الأميركي، قبل ذلك بساعات، بعد أن كانت المؤشرات الأولى للفرز أشارت إلى تقدمه على منافسته الجمهورية كيلي لويفلير، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وتفوق المرشح الديمقراطي رافاييل وارنوك، وهو قسّ في الكنيسة التي كان مارتن لوثر كينغ الابن يلقي عظاته فيها، على السيناتور الجمهورية الحالية كيلي لوفلر، ليصبح أول سيناتور أسود في تاريخ الولاية التي تقع في قلب الجنوب الأميركي.
وفي حال فوزه رسمياً، سيصبح المرشح الديمقراطي جون أوسوف، وهو مخرج أفلام وثائقية، أصغر أعضاء مجلس الشيوخ سناً، حيث يبلغ من العمر 33 عاماً ويتقدم على المرشح الجمهوري ديفيد بيردو في السباق على المقعد الثاني لجورجيا. ومن غير المتوقع اتضاح النتيجة النهائية للمنافسة على هذا المقعد إلا في وقت لاحق اليوم على أقرب تقدير.
والنتائج بمثابة رفض للرئيس دونالد ترمب في ولاية سيطر عليها لعقود الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه. وشارك ترمب في الدعاية للمرشحين الجمهوريين في جورجيا، الاثنين. لكن مساعيه طيلة شهرين لقلب خسارته في انتخابات الرئاسة بإطلاق مزاعم التزوير الكاذبة خيمت على تأييده لهما، خاصة وأنها طالت نتائج "جورجيا" التي خسرها لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن. وتضمنت مساعي ترمب في هذا الصدد انتقادات لمسؤولين جمهوريين في الولاية.
وأغلقت مراكز الاقترع في ولاية جورجيا أبوابها، مساء الثلاثاء، بعدما أدلى الناخبون بأصواتهم لاختيار ممثّليهم في مجلس الشيوخ الأميركي، في انتخابات تكميلية ستحدّد لمن مِن الحزبين ستكون الغلبة في المجلس وبالتالي المسار الذي ستسلكه ولاية الرئيس المقبل جو بايدن.
لماذا جورجيا؟
ويكفي أن يتمكن أيّ من السيناتورين الجمهوريين المنتهية ولايتهما من الاحتفاظ بمقعده حتى تبقى الأغلبية في مجلس الشيوخ في واشنطن بيد خصوم بايدن، في حين أن حلفاءه يحتاجون للفوز بكلا المقعدين حتى يضمنوا لرئيسهم بداية ولاية خالية من العراقيل.
وتحدد نتيجة الانتخابات هوية الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ خلال الفترة المقبلة، ومنه على الكونغرس، باعتبار أن مجلس النواب يسيطر عليه الديمقراطيون.
وإذا فاز أي من عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين، ديفيد بيردو، أو كيلي لوفلر، أو كلاهما، فسيحتفظ الحزب الجمهوري بأغلبية بسيطة في المجلس، ما يتيح له حق الاعتراض على تحقيق الوعود التي أطلقها بايدن في برنامجه الانتخابي.
أما إذا فاز الديمقراطيون بالمقعدين فستتساوى الكفتان، وسيكون الصوت الفاصل بين الحزبين، لنائب الرئيس المنتخب، كامالا هاريس.
دعم "رئاسي"
وشهدت انتخابات الإعادة في جورجيا منافسة قوية بين الحزبين، كللت بمؤتمرين انتخابيين على مستوى الرئيسين المنتهية ولايته دونالد ترمب، والمنتخب جو بايدن، اللذين عقدا مؤتمرين انتخابيين، الاثنين، لدعم مرشحَي حزبيهما.
وخصص ترمب الذي لم يقر بهزيمته في انتخابات الرئاسة، جزءاً من تصريحاته في المؤتمر الانتخابي في دالتون بولاية جورجيا، للإشارة إلى أنه سيحاول التشبث بالسلطة، رغم حسم أمر الانتخابات الرئاسية في المجمع الانتخابي، قائلاً: "لن يستولوا على البيت الأبيض، سنقاتل بقوة".
وحذر من أن المرشحين الديمقراطيين للولاية "سيفرضان انعطافاً حاداً نحو اليسار"، وقال: "مقاعد مجلس الشيوخ هذه هي حقاً خط الدفاع الأخير. إنها حقاً قتال من أجل بلدنا، وليس من أجل ترمب"، وذلك بعدما هتف أنصاره "قاتلوا من أجل ترمب".
"بداية جديدة"
بدوره، تعهد بايدن ببداية جديدة للولايات المتحدة تحت حكم الديمقراطيين، قائلاً: "إنه عام جديد، وغداً يمكن أن يكون يوماً جديداً لأتلانتا ولجورجيا ولأميركا".
وانتقد الرئيس المنتخب تعامل إدارة ترمب مع جائحة كورونا التي حصدت أرواح قرابة 350 ألف أميركي ولا تزال تنتشر سريعاً في معظم الولايات، مع تسجيل عكوف عن التقدم للتطعيم، وعدم استخدام أكثر من ثلثي اللقاحات التي جرى شحنها داخل البلاد، وإجماليها 15 مليون جرعة.