دراسة إسرائيلية: استمرار الغارات على سوريا ينقذها من إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
 سوريون يتسوقون في معرض لبيع مستلزمات رمضان بأسعار مخفضة في مدينة حلب السورية، في 14 أبريل 2022  - AFP
سوريون يتسوقون في معرض لبيع مستلزمات رمضان بأسعار مخفضة في مدينة حلب السورية، في 14 أبريل 2022 - AFP
دبي-الشرق

دعت دراسة إسرائيلية حديثة الجيش الإسرائيلي إلى استمرار قصف المواقع التي يعتقد أنها ترتبط بإيران داخل سوريا، على أمل "مساعدة دمشق في التحرر من سطوة طهران".

وجاء في الدراسة، التي أعدها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن الرئيس السوري بشار الأسد "يحاول التملص من النفوذ الإيراني وتقليص وجود إيران العسكري في بلاده". واعتبرت أن "استمرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع مرتبطة بإيران داخل سوريا تدعم الموقف السوري وتزوده بذريعة قوية للمطالبة بإخراج إيران".

كما دعت الدراسة إسرائيل إلى "الاستفادة من تمزق سوريا"، في الوقت الحالي عبر المبادرة إلى إقامة علاقات وصفتها بـ"الخاصة" مع من وصفتهم بـ"الحلفاء المحليين المحتملين"، لا سيما الأكراد في شمال شرقي البلاد والدروز في الجنوب.

وذكرت الدراسة أنه "بعد 11 عامًا من الحرب الأهلية، أصبحت سوريا ممزقة تحت تأثير القوات الأجنبية وتعاني أزمة اقتصادية وإنسانية حادة". واعتبرت الدراسة معاناة سوريا من هذه الظروف الصعبة، التي وصفتها بـ"الفترة الانتقالية"، بمثابة "فرصة لإسرائيل للتأثير على تشكيلها واستقرارها". 

"خسارة فادحة ونصر أجوف"

وأوضحت الدراسة الإسرائيلية أن الحرب السورية انتهت بخسارة فادحة للمعارضة و"نصر أجوف" للنظام السوري، لكنها غيرت وجه سوريا، التي باتت مقسمة إلى 4 مناطق، ترزح كل منها تحت نفوذ قوات أجنبية، وتسببت بأزمة اقتصادية لا حل يلوح لها في الأفق، فضلا عن أزمة إنسانية "خطيرة"، إلى جانب مئات آلاف من اللاجئين الذين غادروا البلاد وآلاف النازحين داخلها.

وقالت إن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري شهدت إنشاء كيانات سياسية شبه مستقلة، وبقيت سوريا بحكم الأمر الواقع مقسمة إلى 4 مناطق: أراضي النظام، ومنطقة الحكم الذاتي الكردي، والأراضي التركية في شمال البلاد، ومنطقة إدلب التي يسيطر عليها من وصفتهم بـ"المتمردون". 

وأكدت أن الحرب تسببت بأزمة اقتصادية حادة وغير مسبوقة في سوريا، حتى أن الأضرار الاقتصادية الناجمة عنها تقدر بنحو 300 مليار دولار، مع انخفاض بنسبة 40% في الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع كبير في التضخم، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للمواطنين. 

كما أدت الحرب إلى أزمة إنسانية خطيرة للغاية، بحسب الدراسة، إذ بات 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر؛ و11 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية بسبب النقص الحاد في الغذاء والمياه. 

وانهار نظام الرعاية الصحية، بينما لا يلبي برنامج المساعدة التابع للأمم المتحدة سوى 46% من الاحتياجات الإنسانية، فيما لجأ نحو 8 ملايين لاجئ سوري إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر وأوروبا، بينما عاد حوالي 300 ألف لاجئ فقط إلى سوريا.

الوضع الإقليمي لسوريا

مع اندلاع الحرب، قطعت معظم دول العالم، بما في ذلك العالم العربي، العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، لكن رياح التغيير بدأت تهب في الآونة الأخيرة، فأعادت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع دمشق في عام 2018. وبعد ذلك تجددت العلاقات بين دمشق ومصر. وفي يوليو 2021، زار العاهل الأردني الملك عبد الله دمشق، وبعدها افتتحت سفارة البحرين في المدينة وزار الرئيس الأسد دولة الإمارات. 

وتصب كل هذه التحركات العربية باتجاه السعي لإعادة سوريا إلى الوطن العربي، والعمل على موازنة النفوذ الإيراني على النظام في دمشق وتقليصه، وخلق محور عربي في مواجهة إيران وتركيا أيضاً.

ولفتت الدراسة إلى أن سوريا في حالة توتر بين مساعي بشار الأسد لاستعادة العلاقات مع الدول العربية والعلاقات القائمة بقوة النفوذ مع إيران، مشيرة إلى أن الرئيس السوري استعاد السيطرة على حوالي 60% من مساحة بلاده ونحو نصف سكانها.

النفوذ الإيراني في سوريا

وأعربت الدراسة الإسرائيلية عن مخاوفها من سعي إيران إلى زيادة نفوذها في سوريا مستغلة تراجع الدور الروسي هناك على خلفية تطورات الحرب في أوكرانيا.

ورأت أن الوجود الإيراني يقوض رغبة الأسد في استعادة سيادته الكاملة على البلاد، لكنه يعطي لإسرائيل ذريعة للاستمرار في تنفيذ الضربات الجوية ضد الأهداف الإيرانية هناك، لكنها تلفت أيضاً إلى أن الأسد مديون للإيرانيين بالدعم والمساعدات التي قدموها له خلال سنوات الحرب، وهو غير قادر على سداد الدين المالي لإيران، والذي يبلغ 17 مليار دولار. 

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الإيرانيين قلصوا في السنوات الأخيرة من حجم وجودهم العسكري، إلا أنهم ما زالوا يعتمدون على الميليشيات السورية المحلية الخاضعة لسيطرتهم ويوسعون عملياتهم في محافظة حلب وشرق دمشق وشرقياً على الحدود مع العراق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات