الاتحاد الأوروبي يفشل في الاتفاق على تحديد سقف لسعر الغاز الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة روسية تحمل الغاز الطبيعي المسال تصل إلى برشلونة في إسبانيا. 4 يونيو 2022  - REUTERS
سفينة روسية تحمل الغاز الطبيعي المسال تصل إلى برشلونة في إسبانيا. 4 يونيو 2022 - REUTERS
دبي/ بروكسل -الشرقوكالات

دعا وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الطارئ في بروكسل، الجمعة، إلى "المزيد من العمل" بشأن تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي، وسط مخاوف أوروبية من تداعيات القرار.

ونصت مسوّدة بيان اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين على المطالبة بـ"إجراءات طارئة ومؤقتة تحديد سقف لأسعار الغاز"، لكنها لم تتضمن المصادقة على قرار لتحديد سقف لسعر الغاز الروسي، بحسب وكالة "رويترز".

وقال وزير الطاقة الألماني روبرت هابيك للصحافيين إن "المفوضية الأوروبية قدمت مقترحات قابلة للتنفيذ"، لكنه أضاف: "مستعدون لفصل الشتاء القادم، وذلك بالاحتياطات التي تم اتخاذها".

وتسعى المفوضية الأوروبية إلى تقليل إيرادات روسيا من أسواق الغاز عن طريق تقديم مقترح جديد يتضمن تحديد سقف لسعر الغاز الروسي المرسل إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب، إضافة إلى آلية لكبح الطلب على الكهرباء واستخدام إيرادات من شركات الطاقة لدعم المستهلكين والشركات التي تعاني من مشكلات.

كما وضعت المفوضية الأوروبية على طاولة الدول الـ27 في الاتحاد مجموعة من الآليات، بعضها معقد جداً، على أمل التوصل الأسبوع المقبل إلى نص يلقى توافقاً كافياً بدرجة تسمح بإقراره بسرعة، بحسب وكالة "فرانس برس".

وعن نتائج اجتماع وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسيان مطلعان على المحادثات لوكالة "رويترز" إن "اقتراح تحديد سقف سعر الغاز الروسي لم يحصل على دعم واسع داخل الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الجمعة".

ودعا دبلوماسي مطلع على المحادثات في تصريحات لـ"رويترز"، المفوضية الأوروبية، إلى "تقديم مقترح يساعد في خفض أسعار الغاز، ولكن في نفس الوقت لا يعرض إمدادات الغاز المتجه إلى أوروبا للخطر".

وأفادت "بلومبرغ" نقلاً عن دبلوماسيين بأن "وزراء الطاقة الأوروبيين يضغطون على المفوضية للتوصل إلى حلول جديدة للسيطرة على أسعار الغاز المرتفعة".

ويدعم وزراء الطاقة الأوروبيين اتخاذ إجراءات وتوفير سيولة لمساعدة المستهلكين والشركات التي تعاني من الضغوط الكبيرة خلال أزمة الطاقة، بحسب "بلومبرغ" التي قالت إن المجر والتشيك عارضت تحديد سقف لأسعار الطاقة.

الغاز الجزائري

وكشفت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمبسون أنها قدمت 5 مقترحات للوزراء الأوروبيين، مشيرة إلى أنها "لا تتعلق بالأسعار فقط وإنما بأمن الإمدادات أيضاً".

وأضافت أن "السوق بحاجة إلى تدخل غير عادي"، مؤكدةً أن "الاتحاد الأوروبي يخطط لإحياء الحوار مع الجزائر بشأن إمدادات الغاز".

ويرفض وزير الطاقة المجري بيتر سيارتو الحديث عن فرض عقوبات في مجال الطاقة، واصفاً قرار تحديد سقف للأسعار بـ"العقوبة المخفية"، مضيفاً أن ذلك "سيؤدي إلى قطع فوري لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا".

وذكر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك للصحافيين في بروكسل أن بلاده "لا تدعم تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي؛ لأن بعض الدول لا تزال تعتمد على تلك الإمدادات".

وأكدت وزيرة الطاقة النمساوية ليونور جوسلر، أن بلادها "لا تزال تعتمد على إمدادات الغاز الروسية على الرغم من تخفيف الاعتماد عليها"، مشددةً على أنها "لا تدعم أيضاً تحديد السعر".

وقالت وزيرة المناخ البولندية آنا موسكوا، إن "أسعار الطاقة الحالية غير مقبولة لجميع دول الاتحاد الأوروبي"، حاثةً الأعضاء الأوروبيين على اتخاذ "استجابة سريعة لحماية المنازل والشركات".

يأتي ذلك وسط تهديد روسي بوقف شحنات الغاز والنفط للدول التي تحدّد سقفاً للأسعار. إذ قال رئيس مجلس النواب (الدوما) فياتشيسلاف فولودين عبر تليجرام: "ما يسميه مسؤولو مجموعة السبع سقفاً للسعر سيتحول إلى قاع للسعر".

وأضاف أن "السوق العالمية لا تقتصر على سبع دول(مجموعة السبع).. والسعر الهامشي الذي أعلنه الغرب سيصبح الحد الأدنى"، موضحاً أن الدول المعنية أدركت اعتمادها على الطاقة الروسية وأن محاولات إيجاد بدائل لواردات النفط والغاز من البلاد قد فشلت ولن تتمكن بعد الآن من شراء الوقود من روسيا "بثمن بخس".

ودفعت الحرب أوروبا إلى محاولة تقليل الاعتماد المستمر منذ عقود على الطاقة الروسية، ما كشف افتقار التكتل إلى البدائل على المدى القصير.

وأدت الجهود المبذولة للعثور على مصادر جديدة، إلى جانب قرار موسكو خفض تدفقات خطوط الأنابيب، إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية، ما أدى إلى تضخم أسعار الكهرباء في جميع أنحاء القارة وزيادة خطر انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الاستهلاك هذا الشتاء.

وتقلصت إمدادات الغاز الروسية إلى التكتل بنحو 80% لتصل إلى نحو 84 مليون متر مكعب يومياً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات