أعلنت وكالة صحية أوروبية الجمعة، أن خطر انتشار متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" في أوروبا "مرتفع إلى مرتفع جداً".
وفي تقرير لتقييم المخاطر، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها "إي سي دي سي"، إن "المستوى العام للمخاطر المرتبط بمتحور (سارس-كوف-2 أوميكرون) في الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية، تمّ تقييمه من مرتفع إلى مرتفع جداً".
وأشار المركز إلى أنه لا يزال هناك "قدر كبير من عدم اليقين في ما يتعلق بالعدوى وفاعلية اللقاحات والخصائص الأخرى للمتحور".
وقال المركز الذي يتخذ من ستوكهولم مقراً، إنه في ضوء احتمال ألا تُوفر اللقاحات الحالية حمايةً من هذا المتحور الجديد، ونظراً إلى أنه قد يكون أكثر عدوى "فإننا نعتبر أن هناك احتمالاً كبيراً" لناحية تسجيل إصابات "أوميكرون" في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
وأضاف أنه في الوقت الذي "يعود فيه المتحور دلتا إلى الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، قد يكون تأثير دخول (أوميكرون) وانتشاره المحتمل مرتفعاً جداً".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيف المتحور الجديد من فيروس كورونا، الذي رُصد أول مرة في جنوب إفريقيا، بأنه "مقلق"، مطلقة عليها اسم "أوميكرون"، ما دفع عدداً من الدول إلى وضع قيود عاجلة متعلقة بالسفر.
وقالت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الوباء إن المنظمة أُبلغت عن المتحور (بي.1.1.529) لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر 2021"، مشيرةً إلى أنه يحتوي على عدد كبير من الطفرات، بعضها "مقلق".
وحظر الاتحاد الأوروبي السفر الجوي من 7 دول من جنوب القارة الإفريقية، بينما قررت الولايات المتحدة إغلاق حدودها أمام المسافرين الوافدين من 8 دول في ذات المنطقة من القارة السمراء، على خلفية رصد حالات من المتحور الجديد.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تم تحديد بضع عشرات فقط من حالات الإصابة بالمتحور الجديد في جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وبلجيكا، وهونج كونج، وإسرائيل.
وفي بيان نشرته عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر، أعلنت وزارة الصحة في بوتسوانا أن العلماء رصدوا خلال اليومين الماضيين 4 إصابات بالمتحور الجديد من فيروس كورونا، وذلك ضمن عمليات المراقبة اليومية التي تجريها الهيئات الطبية في البلاد.
وأشار البيان إلى أن المصابين هم 4 رعايا أجانب دخلوا إلى بوتسوانا يوم 7 نوفمبر الماضي، في مهمة دبلوماسية، إذ أظهرت الاختبارات الروتينية إصابتهم جميعاً في 11 نوفمبر، عندما كانوا يتحضرون لمغادرة البلاد، وتم تشخيص الحالات بالمتحور الجديد من كورونا.
وأضافت وزارة الصحة في بوتسوانا، أن التحقيقات الطبية أظهرت أن المتحور الجديد (بي.1.1.529) يتضمن العديد من الطفرات، بعضها كان مشخصاً بالفعل سابقاً.
وفي بيان سابق نشرته الخميس، قالت وزارة الصحة في بوتسوانا إن الأشخاص الأربعة الذين أظهرت الاختبارات إصابتهم بكورونا خلال مهمة دبلوماسية، كانوا قد تلقوا اللقاح المضاد لكورونا.
ورغم أنه لا توجد حتى الآن أدلة علمية مؤكدة على أن المتحور "أوميكرون" أكثر عدوى وفتكاً، أو أن اللقاحات المتوفرة لا تشكل مناعة ضده، لكن حالة عدم اليقين بشأنه كانت أحد أسباب سرعة تحرك البلدان نحو فرض القيود.
حظر السفر
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، على حظر السفر الجوي من 7 دول إفريقية.
وكتب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر على تويتر، إن الدول الأعضاء توافقت على الإسراع في فرض قيود على كافة الرحلات إلى الاتحاد الأوروبي القادمة من بوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي، على أن تشمل هذه القيود تعليق الرحلات الجوية.
وعبر حسابه في تويتر، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جافيد: "هناك حاجة لمزيد من البيانات لكننا نتخذ الاحتياطات الآن".
وأضاف: "ستتم إضافة 6 دول إفريقية إلى القائمة الحمراء، وحظر الرحلات الجوية مؤقتاً، ويجب على المسافرين في المملكة المتحدة الالتزام بتطبيق الحجر الصحي".
وفي الولايات المتحدة، اعتباراً من الاثنين، سيمنع الأفراد الآتون من جنوب إفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق ومالاوي من دخول الأراضي الأميركية، بحسب مسؤول كبير لفت إلى أن هذا القرار يستثني المواطنين الأميركيين ومن يحملون إقامة دائمة في الولايات المتحدة.