لماذا عادت فرضية منشأ كورونا "داخل معمل" إلى الظهور مجدداً؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
فريق من منظمة الصحة العالمية يصل إلى مطار مدينة ووهان الصينية، للتحقيق في منشأ فيروس كورونا. 10 فبراير 2021 - REUTERS
فريق من منظمة الصحة العالمية يصل إلى مطار مدينة ووهان الصينية، للتحقيق في منشأ فيروس كورونا. 10 فبراير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

عادت للظهور مجدداً، نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبر بمدينة ووهان الصينية بقوة، إلى صلب النقاشات في الولايات المتحدة، بعد أن استبعدها خبراء منظمة الصحة العالمية.

وتبحث الحكومات حول العالم منذ عام ونصف العام، عن أجوبة بشأن أصل منشأ كورونا، الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية ديسمبر عام 2019، وأودى بحياة أكثر من 3 ملايين شخص. 

وأمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كورونا، وتقديم تقرير خلال 90 يوماً.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، دعت واشنطن وبإلحاح كبير لمزيد من التعمق في دراسة أصل الفيروس، إذ تشككت في وقت سابق بفرضية "تطور كورونا بشكل طبيعي"، مطالبةً بـ"تحقيق دولي كامل وشفاف في أصل الفيروس".

ما الجديد؟

أفاد البيت الأبيض في بيان، الأربعاء، بتسلم الرئيس بايدن تقريراً استخباراتياً في وقت سابق من هذا الشهر، أظهر أنه منقسم بشأن أصول الوباء. وأضاف أن عنصرين من المخابرات يميلان إلى أن تكون الحيوانات المصدر، بينما يميل أحدهما نحو أصل معملي للفيروس.

وأكد بايدن حسب البيان، أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم للضغط على الصين كي تشارك في إجراء تحقيق دولي كامل وشفاف، ويعتمد على الأدلة"، معرباً عن أسفه لموقف بكين إزاء هذه القضية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في الإفادة اليومية، إن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن الصين كانت "شفافة بما فيه الكفاية" في ما يتعلق بتحقيق منظمة الصحة العالمية ومحققيها عن منشأ فيروس كورونا.  

وكان تقرير استخباراتي أميركي نشرته "سي إن إن" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، أظهر أن العديد من الباحثين في معهد ووهان لعلوم الفيروسات، "أصيبوا بالمرض في نوفمبر عام 2019، وكان يتعين دخولهم المستشفى، ما أجج الجدل المحتدم بشأن أصل الفيروس، كما لا تزال الطبيعة الدقيقة للأعراض التي شعروا بها غير واضحة".

ورفض معهد ووهان نتائج التقرير الأميركي الجديد بشدة، واصفاً إياه بأنه "أكذوبة من أجل الترويج لما يسمى بنظرية تسرب الفيروس من المختبر".

ولم يعلن معهد ووهان أبداً عن البيانات الأولية، أو سجلات الأمان، والسجلات المعملية بشأن عمل الباحثين المكثف على فيروسات كورونا في الخفافيش، والتي يعتبرها الكثيرون المنشأ الأكثر احتمالية للفيروس.

لماذا موّلت الولايات المتحدة مختبر ووهان؟

قدمت واشنطن في وقت سابق تمويلاً إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات، بهدف دراسة كيفية انتقال الفيروس من خلال الخفافيش، وهي النظرية الأكثر شيوعاً بشأن أصل انتشار كورونا.

وقال المستشار الصحي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي، الثلاثاء، إن "عدم تمويل الأبحاث المتعلقة بانتقال فيروس كورونا من الخفافيش في الصين كان سيمثل تقصيراً في أداء الواجب"، مشيراً إلى أن بلاده يجب أن تتخذ دائماً "الإجراء المناسب".

وعن فرضية التسرب، قال فاوتشي: "يقول الأشخاص الذين حققوا في الأمر إنه من المحتمل أن يكون الفيروس جاء من وسيط حيواني أصاب الأفراد بعد ذلك، ولكن ربما كان شيئاً آخر، ونحن بحاجة إلى اكتشاف ذلك. لذا، كما تعلمون، هذا هو السبب في أني قلت: أنا أؤيد تماماً إجراء أي تحقيق يبحث في أصل الفيروس".

هل تسرب كورونا بحسن النية؟

نقلت "سي إن إن" عن مستشار منظمة الصحة العالمية جيمي ميتزل، قوله إن "نظرية تسرب الفيروس من المختبر ممكنة، وذلك أثناء عمل العلماء وبحسن نية على تطوير لقاحات ضد الفيروس قبل الجائحة".

واعتبر ميتزل، وهو مسؤول سابق بمجلس الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أن "ما حدث ربما كان هناك تسرب عرضي تلاه تغطية إجرامية".

وبعدما أمضوا 4 أسابيع في ووهان مطلع عام 2021، خلص خبراء منظمة الصحة العالمية في دراسة مشتركة مع خبراء صينيين إلى أن فرضية تسرب الفيروس جراء حادثة مختبر مستبعدة بشكل شبه تام".

ورجح خبراء المنظمة فرضية انتقال الفيروس بشكل طبيعي من الحيوان إلى الإنسان هو على الأرجح عن طريق الخفافيش، أو عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن، ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه فيها الهر أو الأرنب أو البانغولين أو النمس. 

وبيّن مستشار منظمة الصحة العالمية أنه "منذ بدء فترة تفشي المرض، والذي لم تحذر الصين العالم منه بشكل مناسب، أشار المسؤولون الصينيون إلى أن الفيروس انطلق من سوق للمأكولات البحرية في ووهان، على الرغم من أن هذا يبدو الآن كذبة في الأساس".

هل أسهمت الصين في "صنع الجائحة"؟

وأكدت "سي إن إن" في تقريرها الذي نُشر في فبراير الماضي، أن أطباء وخبراء من داخل الصين أبلغوا عن حدوث "مخالفات محلية"، محذرين من انتشار الفيروس منذ البداية.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن هؤلاء الأشخاص دفعوا ثمن تحذيرهم، إذ اختفى البعض واحتجزت السلطات الصينية آخرين، بينما توفي البعض بكورونا.

وأوضحت "سي إن إن" أنه بغض النظر عن أصل الجائحة، فإن الشهر الأول من بدايتها حين كانت الصين تبذل كل طاقتها في محاولة للتغطية على الأمور بدلاً من حلها، سمح هذا بانتشار الفيروس ليصبح جائحة عالمية بدلاً من أن يكون وباءً على نطاق محلي.

في المقابل، انتقد مجموعة من العلماء البارزين تقرير الصحة العالمية بسبب "عدم أخذ نظرية التسرب من المختبر على محمل الجد بما فيه الكفاية".

وطالب العلماء في بيان نشرته مجلة "ساينس" بأخذ الفرضيات المتعلقة بالتداعيات الطبيعية والمخبرية على محمل الجد حتى نحصل على بيانات كافية.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قدمت شكوكاً بشأن منشأ الفيروس، وإمكانية أن يكون قد تم تطويره في الصين داخل مختبر، لكن لم يذكر البيت الأبيض ما إذا كان قد توصل إلى دليل يدحض نظرية التسرب من مختبر.