الاتحاد الأوروبي: العقوبات على روسيا "باقية".. ووقت التهدئة "لم يحن بعد"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيسة المفوضية الأوروبية أوروسلا فون دير لاين تلقي خطاب حالة الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان في ستراسبورج الفرنسية. 14 سبتمبر 2022. - REUTERS
رئيسة المفوضية الأوروبية أوروسلا فون دير لاين تلقي خطاب حالة الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان في ستراسبورج الفرنسية. 14 سبتمبر 2022. - REUTERS
دبي/ ستراسبورج (فرنسا) -الشرقوكالات

تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، بالعمل على ضمان وصول أوكرانيا إلى السوق الموحدة الضخمة للكتلة لمساعدة اقتصادها الذي مزقته الحرب الروسية، مشددة على ضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا، معتبرة أن وقت التهدئة "لم يحن بعد".

وقالت فون دير لاين في خطابها السنوي عن حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورج الفرنسية: "سيظل تضامن أوروبا مع أوكرانيا ثابتاً. العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا عقب غزوها باقية"، مشيرة إلى أن العقوبات "لها تأثير حقيقي وموجودة لتبقى"، مشددة على تضامن "لا يتزعزع" مع أوكرانيا.

وأضافت: "في هذه الأوقات، من الخطأ تلقي عائدات وأرباح قياسية غير عادية تستفيد من الحرب وعلى حساب مستهلكينا. يجب تقاسم الأرباح وتوجيهها إلى من هم في أمس الحاجة إليها".

وشددت فون دير لاين، التي أعلنت أنها ستتوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف لبحث المساعدات الأوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على أن لجنتها ستعمل على ضمان الوصول السلس إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، قائلة: "سوقنا الموحدة هي واحدة من أعظم قصص النجاح في أوروبا، نحن نعلم القوة الكامنة في السوق الموحدة، لذا فقد حان الوقت الآن لجعلها قصة نجاح لأصدقائنا الأوكرانيين أيضاً".

أسعار الطاقة

ولفتت فون دير لاين إلى أن الاتحاد سيقترح مجموعة تدابير من شأنها "الحد" من إيرادات الكهرباء منخفضة الكلفة، مع إجبار شركات الوقود الأحفوري على تقاسم الأرباح للحد من ارتفاع أسعار الطاقة. 

وأشارت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ستضع إجراءات تأخذ في الاعتبار "علاقاتنا المحددة مع الموردين من الأصدقاء الموثوق بهم مثل النرويج إلى الموردين غير الموثوق بهم مثل روسيا". 

وأوضحت رئيسة المفوضية أن الكتلة تناقش أيضاً "تحديد سقف لأسعار الطاقة، والعمل على إنشاء معيار مرجعي أكثر تمثيلاً"، مؤكدة أن القطاع المالي الروسي "يعمل على محاولة الحياة"، مشيرة إلى انسحاب شركات عالمية من أوروبا.

في السياق، أعلنت فون دير لاين "إصلاحاً كاملاً وعميقاً" لسوق الكهرباء، قائلة: "بعد الأزمة الحالية يجب أن نفكر في المستقبل".

وأضافت أن "التصميم الحالي لسوق الكهرباء لم يعد ينصف المستهلكين الذين يجب أن يجنوا فوائد الطاقة المتجددة المنخفضة التكلفة، لذلك علينا فصل أسعار الكهرباء عن تأثير الغاز الذي يهيمن عليها".

وأشارت إلى أن وضع سقف لعائدات شركات الطاقة المتجدّدة والنووية سيجلب أكثر من 140 مليار يورو لدول الاتحاد.

توسع الاتحاد الأوروبي

وأعلنت المسؤولة الأوروبية الرفيعة أنها ستتوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لمناقشة استمرار المساعدات الأوروبية.

وأضافت: "لم يسبق لهذا البرلمان أن ناقش حالتنا من قبل الاتحاد مع احتدام الحرب على التراب الأوروبي. أقف هنا مقتنعة أنه بالشجاعة والتضامن، سيفشل الرئيس فلاديمير بوتين وستنتصر أوروبا".

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي "لن يكتمل" بدون أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا ودول غرب البلقان، مخاطبة إياهم: "أنتم جزءاً من عائلتنا ومستقبل اتحادنا. اتحادنا لا يكتمل دونكم".

واقترحت المفوضية الأسبوع الماضي حزمة تمويل جديدة بقيمة 5 مليارات يورو (5 مليارات دولار) لأوكرانيا، في وقت تكافح فيه الأمة لإيجاد موارد للحرب ضد روسيا ولإدارة البلاد.

وهذه الأموال جزء من حزمة أكبر بقيمة 9 مليارات يورو تعهدت بها الكتلة في مايو الماضي، وما زال يتعين تحويلها إلى حد كبير بسبب الخلاف بين المفوضية والدول الأعضاء بشأن تفاصيل برنامج المساعدة.

"احتياطات استراتيجية" 

في السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن الاتحاد سيبني "احتياطات استراتيجية" لتجنب تعطل إمدادات المواد الخام "الحيوية" لصناعته، ولا سيما المعادن النادرة والليثيوم الذي تتحكم الصين في سوقه عالمياً. 

وأضافت: "معالجة نحو 90 % من المعادن النادرة و60% من الليثيوم تجري في الصين (...) سنحدد المشروعات الاستراتيجية على طول سلسلة التوريد من التعدين إلى التكرير، ومن المعالجة إلى إعادة التدوير، وسنقوم ببناء احتياطات استراتيجية حيث تبدو الإمدادات مهددة".

ولفتت إلى أن الاتحاد سيجمد تمويل الدول الأعضاء التي تنتهك المعتقدات الديمقراطية وسيصعد حربه ضد الفساد، قائلة: "سنستمر في الإصرار على استقلال القضاء، كما سنحمي ميزانيتنا من خلال آلية الشروط"، مشيرة إلى عقوبة "المال مقابل الديمقراطية" والتي تسمح بوقف التمويل عن البلدان التي تقوض المبادئ الأساسية للديمقراطيات الليبرالية.

تطوير الهيدروجين

وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيؤسس "بنكاً عاماً جديداً" مخصصاً لتطوير الهيدروجين، قادراً على استثمار 3 مليارات يورو "لبناء السوق المستقبلية" لهذه الطاقة المزدهرة.

وتابعت: "علينا الانتقال من السوق المتخصصة إلى السوق الجماهيرية (...) نريد إنتاج 10ملايين طن من الهيدروجين المتجدد في الاتحاد الأوروبي كل عام بحلول عام 2030". 

وتعهدت المسؤولة الأوروبية بمساعدة البلدان التي تواجه الحرائق الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ، قائلة: "هذه الأحداث أصبحت أكثر تواتراً وكثافة. سيشتري الاتحاد 10 طائرات خفيفة و3 طائرات هليكوبتر إضافية لاستكمال أسطوله".

 اقرأ أيضاً:

تصنيفات