الولايات المتحدة تتعقب سفينتين إيرانيتين قبالة سواحل إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
السفينة الحربية الإيرانية الصنع مكران في خليج عُمان - 14 يناير 2021 - VIA REUTERS
السفينة الحربية الإيرانية الصنع مكران في خليج عُمان - 14 يناير 2021 - VIA REUTERS
دبي -الشرق

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لمجلة "بوليتيكو"، السبت، إن سلطات الأمن القومي الأميركية تراقب حالياً سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية، مرجحين أن تكون فنزويلا وجهتهما الأخيرة، وذلك في أحدث خطوة استفزازية، بحسب وصف المجلة. 

وأشارت المصادر إلى أنه على الرغم من أن حمولة السفينتين مجهولة، فإن المسؤولين الأميركيين "لا يعرفون وجهة السفينتين، لكنهم يعتقدون أنها قد تتجه في النهاية إلى فنزويلا"، خاصة أن فرقاطة إيرانية وناقلة نفط سابقة وهي "مكران" حولتا إلى قاعدة انطلاق أمامية عائمة، تتجهان جنوباً على طول الساحل الشرقي لإفريقيا.

وبحسب أحد المصادر، لم تكشف المجلة هويته، فإنه "تم إبلاغ المشرعين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية الأكثر حساسية خلال الأيام القليلة الماضية، أن الولايات المتحدة تعتقد أن السفينتين الإيرانيتين ربما تتجهان نحو فنزويلا، لكنها حذرت من أن الوجهة قد تتغير".

وأضاف المصدر، وفقاً لبوليتيكو، أن "وجود سفن حربية إيرانية سيمثل تحدياً للسلطة الأميركية في المنطقة، ومن المرجح أن يؤجج الجدل في واشنطن حول قرار الرئيس جو بايدن إعادة فتح المفاوضات مع طهران".

تحذير مادورو

وأوضحت المصادر أن مسؤولين كبار في حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في كاراكاس، قالوا له إن "الترحيب بالسفن الحربية الإيرانية سيكون خطأً"، لكن ليس من الواضح ما إذا كان مادورو قد استجاب لذلك التحذير.

وفي وقت سابق، الخميس الماضي، أدرك المسؤولون العسكريون الأميركيون أن السفن استدارت، لكن حتى صباح الجمعة كانت لا تزال تتجه جنوباً.

وكانت وسائل إعلام إيرانية ادعت في السابق أن سفينة "مكران" التي يبلغ طولها 230 متراً، والتي تم تشغيلها هذا العام، يمكن أن تكون بمثابة "منصة لمهام الحرب الإلكترونية والعمليات الخاصة، إذ إنها قادرة على حمل ست إلى سبع مروحيات، فضلاً عن طائرات مسيّرة".

"حلفاء العقوبات"

وطوّر البلدان (إيران وفنزويلا) وكلاهما يواجه عقوبات أميركية، علاقات أوثق على مدى السنوات القليلة الماضية، خاصة في مجالات التعاون بشحنات البنزين وصناعة السيارات والأسمنت.

ومع انهيار قطاع تكرير النفط في فنزويلا في السنوات الأخيرة، أرسلت طهران عدة ناقلات وقود إلى البلاد للمساعدة في نقص الغاز، في المقابل، زوّدت حكومة فنزويلا، طهران، بالأموال التي تشتد الحاجة إليها وساعدتها في بناء علاقات في أميركا اللاتينية.

وتعترض طهران بانتظام على وجود السفن الحربية الأميركية في منطقة الخليج، وقد هددت سابقاً بالقيام بـ"استعراض مماثل للقوة في الفناء الخلفي لأميركا، لكنها لم تنفذ ذلك أبداً"، وفقاً للمجلة.

"وجود مقلق"

وتسببت العقوبات الأميركية على طهران وكراكاس في تعزيز العلاقات بين إيران وفنزويلا، فالنظامان يواجهان أضخم موجة عقوبات أميركية، خاصة مع تصاعد العداء بعد وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى الحكم في 2016.

وفيما كانت الدولتان تعانيان من الضغط الأميركي لعقود، كان لابد من التحرك لكسر العزلة التي تعمل واشنطن على فرضها بجميع الطرق المتاحة، خاصة بعد فشل الانقلاب على الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز في عام 2002، ليتحرك تشافيز نحو توطيد العلاقات مع الدول الرافضة للسياسة الأميركية، وعلى رأسها إيران.

وفي ديسمبر الماضي، وصف القائد الأعلى للقوات الأميركية في أميركا الوسطى والجنوبية الوجود العسكري الإيراني المتزايد في فنزويلا بأنه "مقلق".

وقال الأدميرال كريج فالر، قائد القيادة الجنوبية الأميركية، في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" سابقاً، إن "وجود أفراد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مثير للقلق".

وكانت إدارة ترمب صنّفت الحرس الثوري في عام 2019 بأنه "منظمة إرهابية"، واستهدفت قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، العام الماضي في غارة بالعراق.

اقرا أيضاً: