موقف بكين من الوضع القانوني لمضيق تايوان يثير قلق واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة حربية تايوانية تطلق صاروخ "هاربون" أميركي الصنع خلال تدريبات عسكرية سنوية من مكان غير محدد في البحر بالقرب من تايوان. 15 يوليو 2020 - AFP
سفينة حربية تايوانية تطلق صاروخ "هاربون" أميركي الصنع خلال تدريبات عسكرية سنوية من مكان غير محدد في البحر بالقرب من تايوان. 15 يوليو 2020 - AFP
دبي -الشرق

أثارت تعليقات مسؤولين عسكريين صينيين بشأن الوضع القانوني لمضيق تايوان قلق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ".

وخلال الأشهر الأخيرة، أكد المسؤولون العسكريون الصينيون مراراً وتكراراً أن مضيق تايوان ليس مياهاً دولية، خلال اجتماعات مع نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته الوكالة عن مصدر مطلع.

وقال المصدر إن الرؤية الصينية، التي تشكك في وجهة نظر الولايات المتحدة تجاه القانون الدولي، قد تم تسليمها إلى الحكومة الأميركية من قبل المسؤولين الصينيين في مناسبات متعددة وعلى مستويات متعددة. 

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون إن معظم أجزاء المضيق تشكل مياهاً دولية، وهم يرسلون بشكل روتيني سفناً بحرية عبر الممر المائي، كجزء من تدريبات حرية الملاحة.

وعلى الجانب الآخر، لطالما أكدت الصين أن مضيق تايوان جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة، وترى أن هناك حدوداً لأنشطة السفن العسكرية الأجنبية في تلك المياه. 

وبينما تحتج الصين بانتظام على التحركات العسكرية الأميركية في مضيق تايوان، لم يكن الوضع القانوني للمياه في السابق نقطة نقاش منتظمة في الاجتماعات مع المسؤولين الأميركيين، وفق "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت التأكيدات الأخيرة تشير إلى أن الصين ستتخذ المزيد من الخطوات لمواجهة السفن البحرية التي تدخل مضيق تايوان. 

وذكرت "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة تجري تحركات عسكرية وفق مبدأ حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، لتحدي المطالبات الإقليمية الصينية بشأن الثروات الأرضية المتنازع عليها.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، اللفتنانت كولونيل مارتن ماينرز، عبر البريد الإلكتروني: "ستواصل الولايات المتحدة الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي، وهذا يشمل العبور عبر مضيق تايوان". 

لم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق خارج ساعات العمل العادية.

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، من أن الصين تحاول من جانب واحد تغيير الوضع الراهن عندما يتعلق الأمر بتايوان.

وقال خلال خطاب ألقاه في حوار شانجريلا الدفاعي المقام بسنغافورة "سياستنا لم تتغير"، مضيفاً "لكن لسوء الحظ، لا يبدو هذا صحيحاً بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية".

وأضاف أوستن للمندوبين في المنتدى الأمني: "نشهد تنامي الإكراه من بكين. لقد شهدنا زيادة مطردة في النشاط العسكري الاستفزازي والمزعزع للاستقرار بالقرب من تايوان. ويشمل ذلك طائرات جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) التي حلقت بالقرب من تايوان بأعداد قياسية في الأشهر الأخيرة، وبشكل يومي تقريباً".

الصين: مستعدون للقتال

وأعقب خطاب أوستن رد وزير الدفاع الوطني الصيني وي فنجي، الأحد، الذي أعرب مراراً عن استعداد بكين للقتال لمنع الانقسام الرسمي من قبل الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تايبيه. ولم يشر وي صراحة إلى الوضع القانوني لمضيق تايوان في تصريحاته.

وقال وي "إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن نتردد في القتال"، مضيفاً: "سوف نقاتل بأي ثمن. وسنقاتل حتى النهاية. هذا هو الخيار الوحيد للصين".

ويتمتع مضيق تايوان بأهمية استراتيجية، إذ يفصل بين الصين وجزيرة تايوان ويربط البحرين الشرقي والجنوبي، وتضمن السيطرة على المضيق لبكين وصولاً أسرع للمياه العميقة.

ويبلغ طول المضيق 180 كيلومتراً وعرض أضيق نقطة فيه 130 كيلومتراً. وتعتبره الصين ضمن منطقتها الاقتصادية ويعد ممراً دولياً للسفن، فيما تعتبر بكين أن مرور سفن حربية أميركية يهدف لتشجيع "انفصال" تايوان.

وكانت الولايات المتحدة قد حددت عام 1955 خطاً فاصلاً في المضيق لخفض التوتر بين بكين وتايبيه.

وفي مايو، أعلنت الصين استعدادها للدفاع عن مصالحها الوطنية في ما يتعلق بتايوان، في رد على تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بحماية الجزيرة من أي غزو من جانب بكين. 

اقرأ ايضاً:

تصنيفات