الأدب التونسي يشهد إقبالاً على اللهجة الدارجة

time reading iconدقائق القراءة - 4
زوار يتصفحون الكتب في معرض تونس الدولي السادس والثلاثين للكتاب بالعاصمة التونسية تونس- 12 نوفمبر 2021  - AFP
زوار يتصفحون الكتب في معرض تونس الدولي السادس والثلاثين للكتاب بالعاصمة التونسية تونس- 12 نوفمبر 2021 - AFP
تونس-أ ف ب

يشهد الإنتاج الأدبي التونسي بفضل مساعي الناشرين المحليين ومبادراتهم وإقبال القرّاء على الكتاب باللهجة العامية والفرنسية موجة تجديد مع تواصل ارتفاع تكلفة الكتاب المستورد.

يقام حالياً في العاصمة تونس "معرض تونس الدولي" الذي يعود بعد غياب سنتين بسبب وباء كورونا، ويقدم الناشرون خلاله تخفيضات على الكتب تصل إلى 20%، كما كانت العادة طوال أسبوع التظاهرة في السنوات الماضية.

وتشارك في الدورة الـ36 للمعرض قرابة 20 دولة، وضيفة الشرف فيه هي موريتانيا. يعرض ما لا يقل عن 150 عارضاً و300 ناشر عربي ودولي كتباً وروايات وغيرها من الإنتاجات الأدبية.

واعتبر الروائي يامن المناعي الذي أصدر روايته الخامسة "بِل أبيم" (الهاوية الجميلة)، في سبتمبر الماضي، أن "ثمة تجديداً في المشهد الأدبي التونسي والعديد من المدونين والمؤثرين. وهناك انجذاب لبعض الإصدارات الجديدة والكتب ولكتّاب يتابعهم الجمهور ويشجعهم".

ورأى أن ذلك ناتج عن "تداعيات الاضطرابات التي عرفتها البلاد خلال الثورة في عام 2011، وكان هناك رغبة في الحياة من جديد إثر سنوات من الجمود".

ولفت إلى أنه خلال حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الذي أطاحت انتفاضة شعبية بنظامه في عام 2011، لم يكن أي كتاب يصدر من دون أن يمر قبل ذلك بقسم الرقابة.

ولاحظ الروائي أن الأدب التونسي اليوم "يستطيع التطرق إلى تابوهات ومواضيع كانت محرّمة وتتعلق أحياناً بالحميمية".

رواج "اللهجة الدارجة"

وقالت الفلسطينية التونسية إليزابيت دلدول، وهي ناشرة لكتب المناعي وأنشأت دار "اليزاد" عام 2005 وتساعد كتّاباً وروائيين آخرين على غرار علي البشير، إن "ثمة مواضيع لم يخض فيها" الكتّاب من "الأجيال السابقة"، إلا أن شباب اليوم أقل تعرضاً لهذا النوع من الضغط.

وتقدم دار اليزاد "روايات بأسعار مقبولة (بعشرة دنانير أي نحو 3 دولارات) ليتمكن القرّاء من الشراء"، بحسب دلدول.

وبيّن مدير مكتبة "الكتاب" في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، جمال الشريف، أن ثمة طفرة في الأدب التونسي وخصوصاً الإنتاجات "بالدارجة (اللهجة المحلية)".

ويستدل الشريف برواية "هستيريا" للكاتبة فاتن الفازع التي تطرقت فيها إلى مواضيع تتعلق بالحياة الجنسية والبغاء والمثلية. وقال: "بعنا في أقل من شهر 800 نسخة بمعدل 38 نسخة في اليوم".

وعزا الشريف هذا النجاح إلى الاختيار في أسلوب الكتابة "حتى من لم يضع كتاباً بين يديه من قبل باستطاعته قراءة الرواية". وكتبها تتحدث عن الحياة اليومية و"قصص تكون أحياناً حميمة".

من بين قصص النجاح الأخرى كتب حسنين بن عمو التي يخلط فيها بين اللغة العربية الأدبية والعامية الدارجة، في سرد تاريخ تونس عبر قصص شخصيات على غرار رواية "رحمانة".

في متناول الجميع

ورأى الشريف أن "القرّاء ما عادوا يرغبون بقصص معقدة في ظل الوضع الحالي في تونس والأزمة السياسية والاقتصادية والصحية، بل يبحثون دوماً عن كتب تعالج حياتهم اليومية وتصور مجتمعهم وتقاليدهم ونمط عيشهم".

ومن دون شك، فإن "عامل السعر يفسر كثرة الإقبال على الكتب التونسية لأنها أرخص بكثير من بقية الكتب".

وترى الناشرة ضرورة تشجيع التونسيين على الإقبال على الكتب.

وأضافت: "منذ عام 2011 انتشرت نوادي المطالعة في كل أنحاء البلاد"، على غرار محافظة القيروان في الوسط ونابل شرقاً.

وفي بلد "رائد منذ زمن" توجد فيه 400 مكتبة عمومية للمطالعة، "يجب أن تتوافر إرادة سياسية لدعم الكتاب المدرسي وتدريب مسؤولين عن المكتبات"، حسب دلدول التي تدعو إلى جمع الناشرين في نوادي القراءة لكي تصبح المكتبات "فضاءات للتبادل" ومكاناً متاحاً لكل التونسيين حتى يقبلوا عليها.

اقرأ أيضاً: