تقرير: عودة بايدن للاتفاق النووي ستواجه "عقبات" في الكونغرس

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال تجمع في دولوث، جورجيا، 29 أبريل 2021 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال تجمع في دولوث، جورجيا، 29 أبريل 2021 - AFP
دبي- الشرق

قالت صحيفة "بوليتيكو"، الاثنين، إن محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن، الجديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني والوصول لاتفاق دبلوماسي "أطول أمد وأقوى"، تواجه شكوكاً عميقة وعقبات محتملة في الكونغرس، بما في ذلك الحزب الديمقراطي.

وأوضحت "بوليتيكو" في تقرير لها، أن صقور الحزب الجمهوري "يعملون على تأكيد رأيهم، وربما يستخدمون سلطة الفيتو"، في أي محاولة من قبل إدارة بايدن لإلغاء العقوبات الصارمة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على طهران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المُبرم مع إيران عام 2015.

وفي الوقت الذي يجري فيه مسؤولو إدارة بايدن محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين في فيينا، يناقش الجمهوريون استراتيجيات تُصعب على بايدن العودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي، إذ من المتوقع أن يستخدم الحزب أدوات تشريعية مرتبطة بالعقوبات التي فرضها ترمب، وفقاً للصحيفة الأميركية.

وأشارت "بوليتيكو" إلى تصميم كثير من أعضاء الحزب الجمهوري على خنق أي عودة للاتفاق النووي الإيراني بقيادة بايدن، طالما لم يوجد اتفاق أكثر شمولاً يتناول دعم إيران للإرهاب وغيره من الأعمال الخبيثة.

وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة الذرية، منذ أوائل أبريل الجاري، للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، وتشمل المفاوضات العقوبات الأميركية، وانتهاكات إيران للاتفاق.

تحدٍّ ديمقراطي

وأوضحت الصحيفة أن التحديات المتزايدة التي يواجهها البيت الأبيض في تشكيل أي اتفاق ثانٍ مع إيران، تذهب إلى ما هو أبعد من الحزب الجمهوري، مشيرةً إلى أن الديمقراطيين يريدون من الرئيس مقاومة الرغبة في الحصول على مجموعة أوسع من التنازلات من طهران، ويرون أن ذلك سيقضي على فرص واشنطن في العودة للاتفاق.

ويحذر زملاء بايدن الديمقراطيون أيضاً من صعوبة عودة إيران للامتثال الكامل لبنود اتفاق عام 2015، وخاصة بعدما كشف تسجيل صوتي مُسرب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ينتقد فيه تأثير الحرس الثوري الإيراني على جهوده الدبلوماسية مع الغرب.

ونقلت "بوليتيكو" عن السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت كريس ميرفي، قوله: "أنا أؤيد اتفاقاً أطول أمداً وأقوى مع إيران، ولكن ذلك سيحدث فقط بعد عودتنا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف ميرفي: "إذا كنا سنصر على عقد صفقة شاملة تشمل دعمهم للجماعات الإرهابية، وسجلهم في مجال حقوق الإنسان، وبرنامجهم للصواريخ الباليستية، فسيكون ذلك بمثابة الإعلان عن وفاة خطة العمل الشاملة المشتركة".

تسجيل "ظريف"

وتصدر التسجيل الصوتي المُسرب لظريف عناوين الصحف العالمية، بسبب إشاراته إلى المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ ووزير الخارجية السابق جون كيري، وحديثه عن تراجع القوى المعتدلة في إيران أمام المتشددين المتطرفين في التعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور بوب مينينديز، والذي عارض الاتفاق مع إيران في عام 2015، أن تصريحات ظريف "تُعقد الوضع وتُثير تساؤلات حول ما سيوافق عليه الإيرانيون".

وأفادت "بوليتيكو" بأن هذا التوجه يبيّن لبعض كبار الديمقراطيين أن إعادة الولايات المتحدة وإيران للامتثال إلى اتفاق عام 2015 ستكون مهمة شاقة في أفضل الأحوال.

وتتمثل الأولوية القصوى لبايدن في إعادة واشنطن وطهران إلى الامتثال للاتفاق النووي، لكن نوابه يتطلعون إلى اتفاق أوسع نطاقاً ويشمل الأنشطة الإيرانية الخبيثة غير النووية في المنطقة، بما في ذلك دعم الوكلاء الإرهابيين وبرنامج الصواريخ الباليستية.

وفي الوقت ذاته، يتطلع الجمهوريون لاستخدام قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني الذي صدر في عام 2015، لعرقلة أي جهود للعودة مجدداً إلى الاتفاق النووي.

"منطقة غير واضحة"

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان قال، الجمعة الماضية، إن المفاوضات غير المباشرة في فيينا بشأن عودة واشنطن وإيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي تقف "في منطقة غير واضحة".

وأضاف سوليفان، خلال مشاركته في منتدى أمني: "لمسنا رغبة من كل الأطراف، ومنهم الإيرانيون، في الحديث بجدية عن تخفيف العقوبات.. وعن العودة إلى الاتفاق النووي.. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت (الرغبة) ستسفر في نهاية المطاف عن اتفاق في فيينا".

اقرأ أيضاً: