أردوغان يصل شمال قبرص في زيارة تعكس تمسكه بحل الدولتين

time reading iconدقائق القراءة - 7
مراسم استقبال رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شمال قبرص- 19 يوليو 2021. -  REUTERS
مراسم استقبال رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شمال قبرص- 19 يوليو 2021. - REUTERS
فاروشا-أ ف ب

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، إلى جمهورية شمال قبرص (التركية)، في زيارة تعكس تمسكه بحل الدولتين، بعد فشل المفاوضات الأخيرة لتوحيد الجزيرة.

وفشلت المفاوضات التي أجريت برعاية الأمم المتحدة بين القبارصة اليونانيين والأتراك في أبريل الماضي، إذ تطالب جمهورية شمال قبرص والتي لا تعترف بها سوى أنقرة، بالاعتراف بدولتين مستقلتين ومتساويتين في الجزيرة المتوسطية المقسمة. 

وفي المقابل يرفض القبارصة اليونانيون هذا الطرح وينشدون إعادة توحيد الجزيرة على أساس دولة فيدرالية بمجموعتين ومنطقتين.

"بشرى سارة"

وقبل مغادرته أنقرة شدد أردوغان على أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب شمال قبرص، مشيراً إلى أنه سيقيم الوضع بشأن قضية الجزيرة والتطورات في شرق المتوسط مع رئيس شمال قبرص أرسين تتار خلال الزيارة.

وأعلن أنه "سيلقي خطاباً في برلمان شمال قبرص في اليوم الأول للزيارة، سيزف من خلاله بشرى سارة للقبارصة الأتراك".

وقال أردوغان: "في حال إقامة مفاوضات جديدة مستقبلاً، فلا يمكن إجراؤها إلا على أساس دولتين متساويتين تتمتعان بالسيادة".

فاروشا المهجورة

واصطف نحو 50 قبرصياً يونانيا وتركياً في سلسة بشرية وتعالت أصداء أصواتهم بين الأبنية المهجورة في فاروشا "مدينة الأشباح" التي يسيطر عليها الجيش التركي منذ عام 1974.

وتوافد قبارصة أتراك ويونانيون من كل أنحاء الجزيرة المقسمة لإظهار دعمهم للأشخاص الذين اضطروا في عام 1974 للفرار من المدينة وفقدوا كل ما يملكون.

وغزت تركيا في 20 يوليو 1974 الثلث الشمالي من قبرص رداً على انقلاب نفذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمها إلى اليونان، وقسمت الجزيرة منذ ذلك الحين بخط حدودي يفصل بين جمهورية قبرص (جنوب) التي تقطنها غالبية قبرصية يونانية وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، وجمهورية شمال قبرص (التركية) في الثلث الشمالي من الجزيرة يسكنها قبارصة أتراك.

وتوقفت الحياة منذ ذلك الحين في مدينة فاروشا، إذ باتت المدينة الساحلية خالية من السكان وأصبحت منطقة عسكرية مطوقة بالأسلاك الشائكة تقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.

وقال نيكوس كارولاس وهو مواطن في الستينيات من العمر: "نحن أمام منازلنا التي نُهبت قبل 47 عاماً، منازلنا التي لا يمكننا الوصول إليها، ونحن نقول القبارصة الأتراك أصدقاؤنا، وسنقاتل من أجل بلد موحد".

فاروشا.. متحف مفتوح

من المتوقع أن يعلن أردوغان الذي يزور فاروشا الثلاثاء، إعادة فتح أجزاء جديدة من المدينة، وفق محللين.

ومن شأن خطوة كهذه أن تمثل ضربة كبيرة للسكان السابقين، ومنهم أندرياس أناستاسيو (67 عاماً) الذي يجهد للسيطرة على غضبه ويقول: "أشاهد مبانينا مدمرة وأرغب في الصراخ، حتى يصل صوتي إلى كل أنحاء قبرص.. لقد سرقوا مدينتنا منا".

وأضاف أناستاسيو: "جعلوا المدينة غير صالحة للسكن. من السهل عليهم أن يعرضوا علينا العودة وهم يعلمون أننا سنرفض.. نحن نرفض العيش تحت حكم القانون التركي".

أبناء المدينة يرفضون العودة

ووفقاً لمسح أجرته جامعة نيقوسيا شمل ألفاً من سكان فاروشا السابقين، يرفض 73% منهم العودة إليها إذا وضعت المدينة بعد افتتاحها، تحت الإدارة القبرصية التركية، بخلاف ما تدعو إليه الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن فاروشا غير مأهولة، إلا أنها ليست صامتة تماماً إذ لا يتوقف الفلاحون وعمال البناء عن العمل، وتجري عمليات تحسين لشارع ديموكراتياس قبل وصول أردوغان.

ويتنقل سكان من فاماغوستا التي تعد فاروشا أحد أحيائها، وبعض السياح إلى هذا المتحف المفتوح. وقالت السلطات في جمهورية قبرص (التركية)، إن أكثر من 200 ألف شخص زاروا فاروشا منذ إعادة افتتاحها الجزئي.