فرنسا.. هل تؤثر اضطرابات "إصلاح التقاعد" في نظرة المستثمرين؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهر يرفع علم فرنسا بالقرب من نيران مشتعلة في وسط العاصمة الفرنسية باريس. 23 مارس 2023 - Bloomberg
متظاهر يرفع علم فرنسا بالقرب من نيران مشتعلة في وسط العاصمة الفرنسية باريس. 23 مارس 2023 - Bloomberg
هلسنكي-أ ف ب

تضررت صورة فرنسا كمقصد للأعمال جراء الاضطرابات المحيطة بخطة إصلاح نظام التقاعد، التي أيقظت مخاوف ماضية حول بلد غير مستقر اقتصادياً، فهل تبقى باريس قبلة للمستثمرين الأجانب أم تصبح بنظرهم مجرد بؤرة انفجار اجتماعي؟

وحققت فرنسا حتى الآن نتائج متينة على صعيد الاستثمارات الأجنبية، وتصنفها شركة "إرنست ويونج" منذ 3 سنوات في طليعة قبلات الأعمال في أوروبا من حيث عدد المشاريع، على أن تصدر تصنيفها المقبل في منتصف مايو المقبل.

وأعربت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني عن مخاوفها من أن يؤدي لجوء الحكومة إلى آلية موضع جدل قضت باستخدام البند 49-3 من الدستور لتمرير إصلاح نظام التقاعد دون تصويت، إلى "تعقيد" إقرار أي إصلاحات بنيوية مستقبلاً.

وقال وزير التجارة الخارجية أوليفييه بيشت أن "التظاهرات ليست مريحة، لكنني لا أتلقى اليوم اتصالات من شركات تسألني عما يجري في فرنسا".

وأضاف: "المستثمرون اعتادوا على أن يظهر الفرنسيون أحياناً هذا النوع من التعبير العنيف بعض الشيء في الشارع، هذا من ضمن تاريخنا. لا يحكمون علينا على ضوء الظروف لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر. حين نستثمر في بلد، يكون الاستثمار لخمس أو عشر أو 20 سنة"، موضحاً أن المخاوف تتركز بالأحرى حول سعر الطاقة وإمكانية الحصول على اليد العاملة.

وقال مارك ليرميت، الشريك في شركة الاستشارات "إرنست ويونج" التي تنشر مقياساً أوروبياً سنوياً لجاذبية الدول في مجال استقطاب المشاريع الاستثمارية الدولية: "ما نسمعه من زبائننا ومن مختلف مجموعات صانعي القرار التي نشارك فيها، أن ليس هناك ذعر بل مخاوف".

وأضاف: "هذه المخاوف تتركز بين قادة فروع الشركات في فرنسا الذين يسعون للفوز بصفقات داخل مجموعاتهم وينظرون إلى المسألة بكثير من الجدية"، وذكر بصورة خاصة تساؤلات على المدى المتوسط ولا سيما حول قدرة الحكومة على مواصلة إصلاحاتها.

ولفت ليرميت إلى أنه "من منظار بعيد، من نيويورك أو كنساس سيتي أو لندن، لا تظهر مشكلات فرنسا في الصدارة". واستدرك: "لكن حتى في ظل الأحداث الكبرى على الساحة الدولية وفي طليعتها الغزو الروسي لأوكرانيا والتضخم في كل أنحاء العالم، تابع العالم بأسره صور إحراق حاويات النفايات في باريس ومشاهد الشغب والتكسير في العاصمة الفرنسية، ما أيقظ لدى أوساط الأعمال ذكريات أزمة "السترات الصفراء" والإضرابات التي شلت فرنسا في ذلك الحين.

"البطة العرجاء"    

وبمعزل عن الصور التي تصدرت الإعلام في العالم، فإن الصحافة الاقتصادية التي تشكل واجهة الجاذبية الفرنسيّة، لم تسلم الحكومة من انتقاداتها. 

وأكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "ربما أصبح بطة عرجاء"، ملمحة بذلك إلى أنه قد يكون عاجزاً عن الاستمرار في ممارسة الحكم، فيما دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى "بدء جمهورية سادسة أقل سلطوية".

وقالت المحامية ناتالي يونان إن "الحماسة التي واكبت ولاية إيمانويل ماكرون الأولى تبددت منذ وقت طويل (...) في البداية لم يكن هناك سوى إطراء وابتسامات حيال رئيس سيهتم بالاقتصاد والمالية، وحين لاحظ الناس الصعوبات، باتوا أكثر واقعية حيال قدرة (فرنسا) على إصلاح نفسها".

وأحياناً تتخذ المخاوف منحى سياسياً، في وقت يحقق اليمين المتطرف الفرنسي تقدماً متزايداً على مر الانتخابات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات