
اعتبر نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو، أن الاقتصاد الروسي سيواجه صعوبات تستمر لسنوات، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وحظيت روسيا بفوائض قياسية في الحساب الجاري هذا العام، بفضل أرباح صادرات النفط والغاز، لكن تقريراً داخلياً أعدّه خبراء ومسؤولون روس، حذر من أن البلاد قد تواجه ركوداً مديداً وأكثر عمقاً، مع انتشار تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية، ما يعرقل القطاعات التي اعتمدت عليها موسكو لسنوات من أجل تشغيل اقتصادها، كما أفادت "بلومبرغ".
ورسم أدييمو صورة مشابهة من وجهة نظر وزارة الخزانة الأميركية. وقال لتلفزيون "بلومبرغ": "الاقتصاد الروسي يعاني مقداراً كبيراً من الألم، بسبب العقوبات التي فرضناها مع 30 دولة أخرى، وسيستمر الألم لسنوات مقبلة".
تحديد سعر النفط الروسي
وروّج أدييمو للجهود التي تقودها الولايات المتحدة من أجل تحديد سقف لسعر النفط الروسي، قائلاً إنه حتى إذا اختارت دولٌ الامتناع عن الانضمام إلى هذه المبادرة، فإنها "ستكون في وضع أفضل للتفاوض" بشأن خفض الأسعار نتيجة لذلك.
ودعمت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الأسبوع الماضي، خطة لفرض حدّ أقصى لسعر صادرات النفط الروسية.
ووَرَدَ في بيان أصدرته وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ونظراؤها، أن حكوماتهم ستنفذ هذا الأمر بما يتماشى مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، ويبدأ تطبيقها في 5 ديسمبر المقبل.
وأشار أدييمو إلى أن الهند، التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع موسكو ولم تنضمّ إلى العقوبات الغربية المفروضة عليها، منفتحة على فكرة الانضمام إلى جهود تحديد سقف لسعر النفط الروسي.
وقال: "خلال عطلة نهاية الأسبوع تشجّعت لرؤية رسالة من وزير البترول الهندي، تفيد بأنهم يفكّرون في الانضمام" إلى هذه الخطوة.
سيناريوهات متشائمة
يأتي ذلك بعدما كشف مسؤولون وخبراء روس تقريراً، استغرق إعداده أشهراً، في محاولة لتقييم التأثير الحقيقي للعزلة الاقتصادية لروسيا عن محيطها الأوروبي، بسبب غزوها لأوكرانيا، بحسب "بلومبرغ".
ورسم التقرير صورة أكثر سوءاً بكثير ممّا يفعله المسؤولون عادة في تصريحاتهم العامة المتفائلة. ويظهر اثنان من السيناريوهات الثلاثة في التقرير، تسارع الانكماش خلال العام المقبل، مع عودة الاقتصاد إلى مستوى ما قبل الحرب فقط في نهاية العقد أو خلال وقت لاحق.
ويرى سيناريو "القصور الذاتي" أن الاقتصاد سيصل إلى القاع في العام المقبل بنسبة 8.3% أقلّ من مستوى عام 2021، في حين أن سيناريو "الإجهاد" يضع الوصول لمستوى القاع في عام 2024 عند 11.9% تحت مستوى العام الماضي.
وترجع كل هذه السيناريوهات الانكماش إلى اشتداد ضغط العقوبات الغربية، مع احتمال انضمام مزيد من الدول إليها.
كما أشار التقرير إلى أن نأي أوروبا عن النفط والغاز الروسيين قد يمسّ أيضاً قدرة موسكو على تزويد سوقها الخاص.
ويُقدّر التقرير أن 200 ألف متخصّص في تكنولوجيا المعلومات، قد يغادرون روسيا بحلول عام 2025.
اقرأ أيضاً: