لتوحيد الحزب.. الجمهوريون يستعدون لإبعاد أكبر معارضي ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 5
القيادية في الحزب الجمهوري ليز تشيني تتحدث إلى الرئيس الأميركي جو بايدن في الكونغرس - 28 أبريل 2021 - REUTERS
القيادية في الحزب الجمهوري ليز تشيني تتحدث إلى الرئيس الأميركي جو بايدن في الكونغرس - 28 أبريل 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

يتجه الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، بقيادة زعيم الأقلية كيفن مكارثي، نحو تجريد النائبة ليز تشيني من منصبها القيادي لانتقاداتها المتكررة للرئيس السابق دونالد ترمب، في خطوة قالوا إنها تهدف إلى "توحيد الحزب".

وقال مؤيدو الإطاحة بتشيني إنها أصبحت "مصدراً للإلهاء في الحزب من خلال استمراراها في انتقاد ترمب" الذي لا يزال القوة المهيمنة، لافتين إلى أنهم "يريدون المضي قدماً والتركيز على أفكار السياسة، وتقديم تناقض واضح مع الديمقراطيين".

وتعرّضت تشيني لانتقادات منذ أن انضمت إلى تسعة أعضاء جمهوريين آخرين في مجلس النواب، في محاكمة ترمب لدوره في إثارة الشغب والتحريض على هجوم السادس من يناير الماضي في مبنى الكابيتول، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

لكن مكارثي الذي دافع في الأصل عن تشيني ضد محاولات نزع لقبها كرئيسة للحزب الجمهوري في مجلس النواب أصّر على أن قراره "لا علاقة له بتصويت تشيني، بل يتعلق برفضها التوقف عن انتقاد ترمب في الأسابيع التي تلت ذلك".

وقال مكارثي في تصريح لقناة "فوكس نيوز": "لقد استمعت إلى الأعضاء القلقين بشأن قدرة تشيني على القيام بعملها كقيادية للحزب وتنفيذ الرسالة".

ومع اقتراب الجمهوريين من استعادة السيطرة على مجلس النواب العام المقبل، فإن معاملة تشيني تشير إلى أن قادة الحزب الجمهوري سيفعلون أي شيء لحشد قاعدة الحزب، إذ قال مكارثي هذا الأسبوع: "نحتاج جميعاً إلى العمل كشخص واحد، إذا تمكنا من الفوز بالأغلبية".

"فريق واحد"

وقالت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك التي تحظى بدعم ترمب لتكون بديلاً لتشيني، الخميس، إنها "ترسل رسالة واضحة مفادها أننا فريق واحد، وهذا يعني العمل مع الرئيس (السابق)، وجميع الأعضاء الجمهوريين الممتازين في الكونغرس".

لكن آسا هاتشينسون، حاكم ولاية أركنساس الجمهوري، قال لشبكة "سي إن إن"، إن هذه الخطوة "سيُنظر إليها من قبل الهيئة السياسية الأميركية على أنها طرد بسبب صوت واحد"، مضيفاً: "لا أعتقد أن هذا أمر صحي لحزبنا، علينا العودة للحديث عن الأفكار وكيفية توحيد أنفسنا".

ويرى النائب جيم بانكس، رئيس لجنة الدراسة الجمهورية المحافظة، الذي طالما جادل بأن الحزب يجب أن يركز على السياسة للفوز في عام 2022، أن تشيني "تصرف الانتباه عن هذا الهدف".

وقال: "السبب في أننا نجري نقاشاً داخلياً حول التغيير في القيادة، هو الإلهاء عن المهمة الفردية، والهدف الذي تسعى إليه الغالبية العظمى لاستعادة الأغلبية. تشيني تركز على عداوتها للرئيس ترمب، أما بقيتنا فتركز على الانتخابات النصفية".

ردّ تشيني

في غضون ذلك، كتبت تشيني مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، قالت فيه إن "الحزب الجمهوري عند نقطة تحوّل، وعلى الجمهوريين أن يقرروا إذا كنا سنختار الحقيقة والإخلاص للدستور".

وأضافت: "السؤال المطروح أمامنا الآن هو ما إذا كنا سننضم إلى حملة ترمب لنزع الشرعية، والتراجع عن النتيجة القانونية لانتخابات نوفمبر 2020، مع كل العواقب التي قد تترتب على ذلك".

وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" الشهر الماضي أن 70 % من الجمهوريين يعتقدون أن الرئيس جو بايدن "لم يفز بشكل شرعي في الانتخابات، على الرغم من أن العشرات من مسؤولي الانتخابات الجمهوريين المحليين، وحتى المدعي العام السابق لترمب، قالوا إن لا دليل على وجود تزوير واسع النطاق".

وكشف ترمب الأسبوع الماضي لشبكة "فوكس نيوز" أنه يفكر "بجدية كبيرة في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في مواجهة بايدن أو أي مرشح ديمقراطي آخر عام 2024".

ومن شأن تصريحات كهذه أن تجمّد الأمور على صعيد الانتخابات التمهيدية، انتظاراً لإعلان ترمب مشروعاته السياسية، كما يمكن أن تحرم الحزب من فرص البحث عن مرشحين محتملين لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.