"جدري القرود".. من الإصابات الأولى إلى "الطوارئ العالمية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يأخذ لقاح جدري القرود في نيويورك الأميركية. 15 يوليو 2022. - REUTERS
رجل يأخذ لقاح جدري القرود في نيويورك الأميركية. 15 يوليو 2022. - REUTERS
جنيف (سويسرا) -أ ف ب

يعتبر "جدري القرود" الذي دفع "منظمة الصحة العالمية"، السبت، إلى إطلاق أعلى مستوى من التأهب بسبب انتشاره الآخذ في الازدياد في أنحاء العالم، مرضاً فيروسياً سريع الانتشار ظهر في سبعينات القرن الماضي في إفريقيا.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، السبت، إن المنظمة تعتبر أن تفشي مرض "جدري القرود" يُمثل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً".

وكالة "فرانس برس" رصدت في تقرير التواريخ الرئيسية لهذا المرض حيواني المصدر، وغير الخطير عموماً، والمشابه في أعراضه لمرض "الجدري المائي" البشري الذي قضي عليه عام 1980.

1970: اكتشاف أول إصابة

اكتشف "جدري القرود" للمرة الأولى لدى البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقاً) لدى فتى يبلغ 9 سنوات، وفق منظمة الصحة العالمية.

منذ ذلك التاريخ، سجّلت إصابات بشرية بمرض "جدري القرود" في مناطق ريفية أو مناطق غابات في 11 بلداً إفريقيا: بنين، والكاميرون، وساحل العاج، والجابون، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيراليون، وجنوب السودان.

2003: أول تفشٍ خارج إفريقيا

سُجّل أول تفشٍ لعدوى "جدري القرود" خارج القارة الإفريقية في الولايات المتحدة. ففي يونيو 2003، أبلغت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) عن 87 إصابة (بما في ذلك 20 إصابة مؤكدة من خلال التحليلات) لكن لم تسجّل أي وفيات.

ويعتقد أن المرض انتشر في الولايات المتحدة بعد انتقاله إلى كلاب براري محلية عبر قوارض مستوردة من غانا.

2017: طفرة وبائية في نيجيريا

منذ عام 2017، تشهد نيجيريا "ًطفرة وبائية واسعة النطاق" مع أكثر من 500 إصابة مشتبه بها، وأكثر من 200 إصابة مؤكدة ومعدل وفيات يبلغ نحو 3 %، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأبلغ عن حالات متفرقة لمسافرين من نيجيريا خارج إفريقيا: في إسرائيل (في سبتمبر 2018) وفي المملكة المتحدة (في سبتمبر 2018، وديسمبر 2019، ومايو 2021 والشهر نفسه من عام 2022) وفي سنغافورة (في مايو 2019) وفي الولايات المتحدة (في يوليو، ونوفمبر 2021).

2022: تسجيل تفشيات خارج إفريقيا

اعتباراً من مايو 2022، ظهرت إصابات بجدري القرود في بلدان لم يكن المرض مستوطناً فيها.

في المملكة المتحدة، في بداية مايو، اكتشفت العديد من الإصابات خصوصاً بين رجال مثليين. واعتباراً من 20 مايو، سجّلت في البلاد 20 إصابة.

وبدأ يظهر المرض في دول أوروبية أخرى: ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال والسويد.

أحصت منظمة الصحة العالمية 80 إصابة مؤكدة في كل أنحاء العالم، مع الإبلاغ عن إصابات أيضاً في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

أواخر مايو 2022: تلقيح الأشخاص المخالطين

في 23 مايو، أعلنت الولايات المتحدة تلقيح أشخاص مخالطين للمرضى بلقاحات "الجدري المائي"، التي تعتبر فعالة أيضاً ضد "جدري القرود".

في 26 مايو أعلن الاتحاد الأوروبي، أنّه يستعد لشراء لقاحات وعلاجات لمرض "جدري القرود"، فيما بدأت فرنسا أولى عمليات التلقيح للمخالطين في 27 من الشهر.

مطلع يونيو: تسجيل أكثر من ألف إصابة

في 8 يونيو، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تسجيل "أكثر من ألف إصابة مؤكدة" في 29 بلداً، حيث لم يكن المرض مستوطناً.

في 25 يونيو، اعتبر أن هذا التفشي يمثل تهديداً صحياً مقلقاً جداً، لكنه لم يعلن حالة طوارئ صحية عامة.

أواخر يونيو: تلقيح وقائي

في 21 يونيو، دعت المملكة المتحدة التي كانت تعد حتى ذلك التاريخ نحو 800 إصابة، إلى التلقيح الوقائي للرجال "المعرّضين للخطر"، خصوصاً المثليين الذين لديهم شركاء متعددون. 

في 8 يوليو، اقترحت فرنسا أيضاً التلقيح الوقائي.

أواخر يوليو: إعلان أعلى مستوى من التأهب

في 23 يوليو أطلقت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب في محاولة لاحتواء تفشي "جدري القرود"، الذي أصاب حتى الآن نحو 17 ألف شخص في 74 بلداً، وفق ما أعلن مديرها العام.

ويعني إعلان الطوارئ الصحية العالمية تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات، ومكافحة انتشار الشائعات والتضليل، ومراجعة خطط الاستعداد، وتحديد الثغرات، وتقييم الموارد اللازمة للتعرف على الحالات وعزلها ورعايتها ومنع انتقال العدوى.

والقرود ليست الحامل الرئيسي للمرض، بحسب المنظمة، التي تقول إن القوارض، كالجرذان والسناجب، هي المستودع الرئيسي للفيروس.
 
وينتقل مرض "جدري القرود" عبر المخالطة المباشرة لسوائل الحيوانات المُصابة بالعدوى الفيروسية أو الحاملة لها، ويُمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الآفات الجلدية، أو عن طريق سوائل المريض أيضاً.

وفي دراسة نُشرت الخميس، في دورية "نيو إنجلند أوف ميديسين"، قال باحثون إن الغالبية العظمى (95%) من الحالات الحديثة تم نقلها أثناء اتصال جنسي، وإن 98% من الحالات سُجلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات