سريلانكا تعلن حالة الطوارئ.. وتعيين رئيس الوزراء رئيساً بالإنابة

time reading iconدقائق القراءة - 7
متظاهرون في سريلانكا يشاركون في احتجاج مناهض للحكومة خارج مكتب رئيس الوزراء بينما تطلق قوات الأمن قنابل الغاز في كولومبو - 13 يوليو 2022 - AFP
متظاهرون في سريلانكا يشاركون في احتجاج مناهض للحكومة خارج مكتب رئيس الوزراء بينما تطلق قوات الأمن قنابل الغاز في كولومبو - 13 يوليو 2022 - AFP
كولومبو/دبي-وكالاتالشرق

أعلنت سريلانكا، الأربعاء، حالة الطوارئ بعد ساعات من فرار الرئيس جوتابايا راجاباكسا إلى خرج البلاد، فيما أفاد رئيس البرلمان بتعيين رئيس الوزراء رانيل ويكرميسنجه رئيساً بالإنابة.

وقال رئيس مجلس النواب ماهيدنا أبيواردانا، إن راجاباكسا فوّض رئيس الوزراء للقيام بصلاحيات رئيس البلاد، و"عليه فإن ويكرميسنجه أصبح رئيساً بالإنابة".

وأضاف أبيواردانا في كلمة تلفزيونية مقتضبة: "بسبب غيابه عن البلاد، أبلغني الرئيس راجابكسا بأنه عيّن رئيس الوزراء رئيساً بالإنابة وفقاً لما ينص عليه الدستور".

من جهته، أعلن قائد الجيش السريلانكي أن قوات الأمن ستحترم الدستور داعياً إلى الهدوء في الجمهورية.

وقال إن القوات المسلحة والشرطة طلبتا من قادة الحزب الحاكم أن تبلغهم بالقرارات التي ستتخذ تمهيداً لتعيين رئيس جديد للبلاد. 

وسبق أن نقلت "رويترز" عن مصدر رفيع المستوى بالحزب الحاكم، أن البرلمان قد يحصل على خطاب استقالة راجاباكسا بحلول منتصف الأربعاء.

وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الوزراء حالة الطوارئ للتعامل مع الوضع في البلاد، في وقت اقتحم فيه متظاهرون مقر الحكومة، لمطالبة رئيس الوزراء بتقديم استقالته، بعد فرار رئيس راجاباكسا إلى خارج البلاد.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين المتجمعين أمام مكتب رئيس الوزراء، على ما ذكر مراسلو وكالة "فرانس برس" في المكان.

من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في كولومبو، الأربعاء، تعليق تقديم الخدمات القنصلية لمدة يومين "بدافع الحذر".

"فرار الرئيس"

وصل راجاباكسا، فجر الأربعاء، إلى جزر المالديف على متن طائرة عسكرية أقلّته من العاصمة كولومبو، بينما أفاد الحزب الحاكم بأنه قد يحصل على استقالة الرئيس بحلول منتصف اليوم.

وقال مسؤول في مطار ماليه، عاصمة المالديف، إنّ طائرة عسكرية من طراز "أنطونوف-32 " هبطت في المطار آتية من كولومبو، وعلى متنها 4 أشخاص، بينهم الرئيس راجاباكسا وزوجته وحارس شخصي.

وأضاف أنه فور نزولهم من الطائرة "تمّ اصطحابهم، بحراسة الشرطة، إلى وجهة لم تُعرف في الحال".

وأكدت القوات الجوية السريلانكية أن الرئيس وزوجته غادرا البلاد إلى جزر المالديف الأربعاء، قائلة في بيان: "بموجب أحكام الدستور وبناء على طلب من الحكومة، قدمت القوات الجوية السريلانكية طائرة في وقت مبكر اليوم (الأربعاء) لنقل الرئيس وزوجته واثنين من مسؤولي الأمن إلى جزر المالديف".

تصريح هبوط

وأفاد مسؤولون في مطار كولومبو بأنّ الطائرة العسكرية أقلعت متّجهة إلى المالديف بعد حصولها على إذن بالهبوط في مطار ماليه، فيما خُتمت جوازات سفر الرئيس ومرافقيه، واستقلّوا رحلة خاصة للقوات الجوية.

وبحسب مسؤولين في مطار كولومبو، فإنّ الطائرة "ظلّت متوقفة لأكثر من ساعة على مدرج المطار من دون أن تتمكّن من الإقلاع، وذلك بسبب التباس بشأن ما إذا كانت سلطات جزر المالديف قد سمحت لها بالهبوط على أراضيها أم لا".

وقال مسؤول في مطار العاصمة السريلانكية لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم الكشف عن اسمه: "كانت هناك بعض لحظات القلق، لكن في النهاية سارت الأمور على ما يرام"، مشيراً إلى أن الطائرة "أقلعت متّجهة إلى مطار ماليه الدولي، وأنّ العديد من المحيطين بالرئيس لم يسافروا معه على متن هذه الطائرة".

وكان هؤلاء قد توجّهوا معه إلى مطار كولومبو الاثنين، للسفر برفقته لكنّهم عادوا أدراجهم بعدما رفض مسؤولو الهجرة التوجّه إلى قاعة كبار الزوار لختم جوازات سفرهم، في وقت أصرّ فيه راجاباكسا على عدم استخدام المرافق العامة في المطار.

تحديات

كان راجاباكسا وعد بإعلان استقالته من منصبه الأربعاء، قائلاً إنّه "يريد إتاحة حصول انتقال سلمي للسلطة"، إذ فرّ من مقرّ إقامته الرسمي في العاصمة السبت، بعد أن اقتحمه آلاف المحتجين الغاضبين متوّجين بذلك أشهراً من التظاهرات المطالبة باستقالته بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.

ومع تنحي راجاباكسا، سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرميسنجه منصب الرئيس بالوكالة تلقائياً، إلى حين انتخاب البرلمان نائباً يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر 2024.

لكن ويكرميسنجه يواجه أيضاً تحدياً من قبل المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من 3 أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.

ويُتهم راجاباكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.

وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.

واستهلكت سريلانكا تقريباً إمداداتها الشحيحة أساساً من البترول، فيما أمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.

تصنيفات