السفير الصيني في كانبيرا: الحرب مع أستراليا "غير واقعية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
فرقاطة الصواريخ الأسترالية الموجهة HMAS Melbourne (III) تصل إلى ميناء تشينج داو احتفالاً بالذكرى الـ70 لتأسيس جيش التحرير الصيني. تشينج داو، الصين. 21 أبريل 2019 - REUTERS
فرقاطة الصواريخ الأسترالية الموجهة HMAS Melbourne (III) تصل إلى ميناء تشينج داو احتفالاً بالذكرى الـ70 لتأسيس جيش التحرير الصيني. تشينج داو، الصين. 21 أبريل 2019 - REUTERS
دبي- الشرق

رفض السفير الصيني لدى أستراليا شياو تشيان المخاوف المتعلقة بنشوب حرب بين البلدين، واصفاً إياها بأنها "غير واقعية"، فيما أجري مسؤولون من البلدين محادثات دفاعية في كانبيرا، في مؤشر على أن صفقة الغواصات التي وقعتها كانبيرا مع واشنطن ولندن لم تفسد زخم تحسن العلاقات.

وكتب السفير شياو تشيان مقال رأي نُشر في صحيفتي "سيدني مورنينج هيرالد" و"ذي آيدج"، الخميس، انتقد فيه الرأي القائل بأن الصين تشكل تهديداً لأستراليا. 

وأكد شياو في مقاله أن "الحرب بين الصين وأستراليا ليست واقعية ولا تتوافق على الإطلاق مع مصالحنا القومية وفلسفتنا الدبلوماسية"، مضيفاً أن "ما تحتاج إليه أستراليا هو فرص وشركاء، وليس تهديدات وأعداء وهميين". 

وشدد على أن تايوان جزء من الصين، وأن مبدأ الصين الواحدة هو أساس العلاقات مع أستراليا.

وتأتي مقالة شياو في الوقت الذي التقى فيه مسؤولون دفاعيون أستراليون وصينيون لأول مرة منذ عام 2019 في كانبيرا، الأربعاء. 

كما تأتي بعد أيام من قول وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، لشبكة الإذاعة الأسترالية، الأحد، إن أستراليا "قطعاً" لم تقدم للولايات المتحدة أي تعهد، في إطار اتفاقية "أوكوس"، بتقديم الدعم العسكري في حالة نشوب نزاع مع الصين بشأن تايوان.

"تايوان ستكون لنا"

وأضاف السفير في مقاله المعنون بـ"تايوان ستكون لنا، ولكن الحرب مع أستراليا مغالطة"، أن الكثير من الناس يخلطون بين "قضية تايوان" ويضللون الجمهور عبر دفع "التهديد الصيني"، ويؤلفون مغالطة تفيد بأن أستراليا ستحارب الصين، مضيفاً "لقد حان أوان وضع الأمور في نصابها".

وقال إن تايوان هي "جزء من الصين. تايوان كانت تابعة للصين منذ العصور القديمة. منذ عصور سلالتي سونج ويوان، ومنذ أن كانت الحكومة المركزية الإمبراطورية الصينية، تدير تايوان".

وشدد على أن سياسة الصين الواحدة، هي شرط أساسي، والأساس السياسي لتطوير والحفاظ على العلاقات الصينية الأسترالية. وقال إن علاقة كهذه "يجب أن تبنى على الاحترام والثقة المتبادلة".

وأشار إلى أن العلاقات الأسترالية الصينية تشهد زخماً إيجابياً، ولكن "بعض الأفراد من الجانب الأسترالي يحاولون استغلال قضية تايوان لخلق ذرائع لاتهامات بلا أساس والهجوم على الصين والمبالغة في تهديد الحرب".

وتطالب الصين بالسيادة على تايون الجزيرة المتمعتة بالحكم الذاتي، وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بالتوحيد السلمي معها، إلا أنه ألمح إلى استخدام "كل الوسائل الضرورية" للقيام بذلك.

حوار دفاعي

وقالت وزارة الدفاع الأسترالية الخميس، إن حوار التنسيق الدفاعي بين أستراليا والصين جرى على مدار "أكثر من نصف يوم"، وتبادل فيه الطرفان "وجهات النظر حول قضايا الأمن الإقليمي" بطريقة مهنية.

واعتبرت "بلومبرغ" أن اجتماع المسؤولين الدفاعيين يشير إلى أن ما تشهده العلاقات الدبلوماسية بين كانبيرا وبكين مؤخراً من ود لم يفسده، إعلان أستراليا إبرام عقد امتلاك غواصات تعمل بالدفع النووي مع الولايات المتحدة وبريطانيا، بموجب اتفاقية أوكوس. 

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الصين "لطالما كانت معارضاً صريحاً لخطة أوكوس"، حتى أنها "نقلت مخاوفها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

تحسن العلاقات

وتحسنت العلاقات بين أستراليا والصين بشكل لافت في أعقاب انتخاب حكومة يسار الوسط العمالية برئاسة أنتوني ألبانيز في مايو 2022. 

وتم تخفيف العقوبات التجارية التي فُرضت على الصادرات الأسترالية في 2020 في أعقاب دعوات رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك سكوت موريسون لإجراء تحقيق دولي بشأن جائحة "كوفيد- 19"، وعقب ذلك عقدت عدة اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين حكوميين من البلدين.

وتوقعت "بلومبرغ" أن يتوجه وزير التجارة الأسترالي دون فاريل إلى بكين، الشهر القادم، لمناقشة تخفيف المزيد من العقوبات على الصادرات الأسترالية، بما في ذلك السلطعون والخمور. 

والأحد الماضي، أعربت أستراليا، عن ثقتها في أن خطط حصولها على أسطول الغواصات لن تعرقل "التقدم المُحرز" في استعادة علاقاتها مع الصين، وأكدت أنها "لم تتعهد" لواشنطن بتقديم دعم عسكري حال نشوب نزاع مع بكين بشأن تايوان، بحسب "بلومبرغ".

وقال وزير التجارة الأسترالي دون فاريل، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز"، الأحد، إن المحادثات بشأن استئناف العلاقات المجمدة مع الصين تتقدم بشكل جيد على المستوى الرسمي، وإن دعوته لزيارة بكين ما زالت قائمة.

غواصات نووية و"طريق خطير"

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في 13 مارس، شراء أستراليا 3 غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي من طراز "فيرجينيا" مع احتمال شراء 2 إضافيين، في إطار اتفاق "أوكوس"، والذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا. 

وقال بايدن إن أستراليا ستشتري 3 غواصات من طراز "فيرجينيا" مع احتمال شراء 2 إضافيتين، وأضاف أن الاتفاق يعزز التعاون العسكري بين الدول الثلاث في مجال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، مشدداً على أنه "لا يتضمن في طياته أي تسليح نووي". 

واعتبرت بكين أن أستراليا، والولايات المتحدة، وبريطانيا تجاهلت مخاوف المجتمع الدولي ومضت أكثر في "طريق خطير"، بالمصي قدماً في الصفقة.

وقالت الخارجية الصينية، إن الاتفاق يقوض معاهدة "عدم انتشار الأسلحة النووية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات