
وافقت منطقة منغوليا الداخلية الصينية على إقامة مشروع طاقة ضخم يستخدم الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بحسب وكالة "بلومبرغ".
والهيدروجين الأخضر هو وقود خالٍ من الكربون، مصنوع من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي electrolysis، تستخدم تياراً كهربائياً من مصادر طاقة متجددة، لفصل جزيئات الهيدروجين عن الأوكسجين في الماء. وينتج طاقة بلا انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
الإنتاج ليس قبل 2023
وبحسب تقرير صادر عن "رابطة تعزيز صناعة الطاقة الهيدروجينية"، منحت إدارة الطاقة في منغوليا الداخلية إشارة البدء لمجموعة من المصانع (في مدينتي أوردوس وباوتو)، التي ستستخدم 1.85 غيغاوات من الطاقة الشمسية و370 ميغاوات من طاقة الرياح لإنتاج 66.900 طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً.
وقالت الرابطة إن بناء المشاريع سيبدأ في أكتوبر، فيما ستدخل هذه المشاريع حيز التنفيذ في منتصف عام 2023؛ لكنها لم تحدد التكلفة وشركات البناء.
وبحسب محللة "بلومبرغ إن إي إف"، شياو تينغ وانغ، يُعتبر هذا المشروع أكبر مشروع تقوده الحكومة حتى الآن، وسينتج كميات كافية من الهيدروجين لإزاحة قرابة 180 مليون غالون من الغازولين (وقود السيارات) سنوياً إذا استُخدم في مركبات الوقود.
ولا تزال صناعة الهيدروجين المزدهرة في الصين تواجه بعض العثرات التي يجب معالجتها في السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك كيفية تخزين الوقود واستخدامه، وفقاً لمجلة "سيكيوريتيز ديلي".
توليد الكهرباء
وبحسب "بلومبرغ"، فإن أقل من 20% من الطاقة الناتجة عن تنمية منغوليا الداخلية سيذهب إلى شبكة الكهرباء، فيما سيتم تخصيص الباقي لإنتاج لهيدروجين الأخضر.
ونقلت الوكالة عن وينغ أنه بينما تم إعلان العديد من المشاريع في الصين التي تجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، إلا أن معظمها مخصص لتوليد الكهرباء أولاً، فيما يستخدم مكوّن الهيدروجين كواجهة للمساعدة في الحصول على الموافقة.
وقالت وينغ إن المشروع سيحتاج إلى 465 ميغاوات على الأقل من المحللات الكهربائية electrolyzers لإنتاج هذا القدر من الهيدروجين، لافتة إلى أن شحنات المحللات الكهربائية العالمية كانت 200 ميغاوات فقط في عام 2020، ويُتوقع أن تصل إلى 400 ميغاوات هذا العام.
وأوضحت أن "هذه المشاريع ستقوم بتركيب عدد من محللات الكهرباء يفوق السوق العالمي بأكمله في عام 2021".
مشاركة عمالقة الصناعة
وصدرت أكبر مشاريع الهيدروجين الأخضر الصينية حتى الآن عن عمالقة الصناعة، مثل شركة "سينوبيك" الصينية للنفط والغاز، و"مجموعة نينجيكسيا باوفينغ للطاقة" لتصنيع الكيماويات، التي من المقرر أن تعمل على استكمال مجموعة من المحللات الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية بشحنة 150 ميغاوات هذا العام في إحدى مصانعها الخاصة بتحويل الفحم إلى كيماويات.
وأعلنت مجموعة "تشينا باوو ستيل" للحديد خططها لإنتاج 1.5 غيغاوات من المحللات الكهربائية التي تعمل بالطاقة المتجددة، من دون أن تحدد موعداً.
استثمار طبيعة منغوليا
وبينما كانت منغوليا الداخلية إحدى مناطق تعدين الفحم الرائدة منذ فترة طويلة في الصين، فإن المسؤولين يضعونها الآن كمركز طاقة متجددة محتمل لتصدير الكهرباء والهيدروجين لبقية أنحاء البلاد.
وتحظى المنطقة بحوالي 3100 ساعة من ضوء الشمس سنوياً لتوليد الطاقة الشمسية، وتقع على المسار الرئيسي لرياح سيبيريا التي يمكن أن تولّد عشرات الغيغاوات من توربينات الرياح، وفقاً لرابطة الهيدروجين.
اقرأ أيضاً: