
وقعت إيران وفنزويلا التي يزور رئيسها نيكولاس مادورو طهران السبت، اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عاماً بين البلدين المنتجين للنفط والخاضعين لعقوبات أميركية.
وتوطدت العلاقات بين إيران وفنزويلا بعد وصول الزعيم الاشتراكي هوجو تشافيز إلى سدة الحكم عام 1999، وتعززت في عهد خلفه مادورو الذي يحظى أيضاً بدعم روسيا والصين، لا سيّما في ظل العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادرات النفط من إيران وفنزويلا وعلى مسؤولين في البلدين.
وتعد إيران، إضافة إلى دول مثل روسيا والصين وكوبا وتركيا، من الحلفاء الوثيقين لفنزويلا، وقد وفرت لها دعماً بالمشتقات النفطية في فترات عدة رغم عقوبات واشنطن.
وأتى الإعلان عن اتفاق التعاون الاستراتيجي على هامش لقاء بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وضيفه مادورو، السبت في طهران، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني.
التعاون الاستراتيجي الشامل
وقال رئيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك إن "توقيع اتفاق تعاون لمدة 20 عاماً بين البلدين يظهر تصميم المسؤولين الكبار في البلدين على تنمية العلاقات في مختلف المجالات".
من جهته، قال مادورو: "لدينا مشاريع تعاون مهمة بين إيران وفنزويلا: الطاقة، النفط، الغاز، المصافي، البتروكيماويات"، مشيراً إلى أن البلدين يعملان أيضاً "على مشاريع دفاعية"، من دون تفاصيل إضافية.
وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن وزيري خارجية البلدين وقّعا "وثيقة للتعاون الاستراتيجي الشامل" لمدة 20 عاماً، بينما وقّع مسؤولون آخرون وثائق تعاون في مجالات مختلفة تشمل السياسة والثقافة والسياحة والاقتصاد والنفط والبتروكيماويات.
وكان مادورو وصل إلى طهران الجمعة على رأس وفد سياسي واقتصادي، في ثاني زيارة له كرئيس لبلاده إلى إيران، بعد أولى في نوفمبر 2015.
وأقام رئيسي لنظيره استقبالاً رسمياً، صباح السبت، في مجمع سعد آباد التاريخي في شمال العاصمة الإيرانية.
ورأى الرئيس الإيراني أن البلدين يتشاركان التجربة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأميركية، وأوضح: "تخطت فنزويلا أعواماً صعبة لكن تصميم الشعب والمسؤولين والرئيس في البلاد كان على وجوب مقاومة العقوبات"، مضيفاً: "هذه إشارة جيدة تثبت للجميع أن المقاومة (للعقوبات) سترغم العدو على التراجع".
رحلات مباشرة
وكشف المسؤولان عن انطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين اعتباراً من 18 يوليو المقبل، فيما أوضح مادورو أن ذلك هدفه "تشجيع السياحة والاتحاد بين بلدينا"، مؤكداً ترحيب بلاده بالسياح الإيرانيين.
ونوّه رئيسي بدوره بأهمية هذه الرحلات المباشرة، معتبراً أنها قد تمهد الطريق أمام تعزيز "العلاقات التجارية والاقتصادية إضافة إلى التقريب ما بين الأمتين".
وتأتي زيارة مادورو إلى طهران بدعوة من رئيسي، وبعد أسابيع من زيارة قام بها وزير النفط الإيراني جواد أوجي إلى كراكاس التي تمتلك أكبر احتياطيات مثبتة من النفط الخام في العالم، والتقى الرئيس مادورو.
وبحث وزير النفط الإيراني خلال زيارته في مايو الماضي مع نظيره الفنزويلي طارق العيسمي، في إيجاد طرق لتجاوز العقوبات المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة على البلدين.
وفي عام 2020، أرسلت إيران شحنتين من الوقود إلى فنزويلا لتعويض النقص الحاد في هذه المادة جراء انخفاض حاد في انتاج النفط الخام.
وإيران هي المحطة الثالثة لمادورو في جولة إقليمية شملت تركيا والجزائر.
اقرأ أيضاً: