غضب أوروبي لتأخر تسليم اللقاحات.. وعودة الإغلاقات والاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 8
مسن يحصل على لقاح كورونا في مركز لكبار السن ببريطانيا - AFP
مسن يحصل على لقاح كورونا في مركز لكبار السن ببريطانيا - AFP
بروكسل-أ ف ب

طالب الاتحاد الأوروبي، الأحد، شركات إنتاج اللقاحات بـ"الشفافية" وذلك بعد أيام من إعلان شركتي "أسترازينيكا" البريطانية و"فايزر" الأميركية تأخير تسليم الجرعات، فيما فرض عدد من الدول الأوروبية قيوداً جديدة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال شركات الأدوية إلى "الشفافية" بشأن أسباب التأخير في تسليم لقاحات كوفيد التي أعلنت عنها "أسترازينيكا" و"فايزر"، مشيراً إلى أن "ما نطلبه من هذه الشركات هو حوار شفاف".

وأضاف ميشال في تصريح لإذاعة "أوروبا 1" وقناة "سينيوز" وصحيفة "ليزيكو"، من المؤكد "أننا نعتزم تنفيذ العقود التي تم التصديق عليها من قبل شركات الأدوية"، لافتاً إلى أنه "يتعين علينا أن نعمل من أجل توضيح أسباب الإعلان عن التأخيرات في بعض الأحيان".

وتفاقم الوضع الصحي في القارة العجوز بعد تأخر الشركات في تسليم اللقاحات، حيث فرض عدد من الحكومات الأوروبية قيوداً جديدة لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس.

خطوة إلى الوراء

فيما يشبه خطوة إلى الوراء، فرضت فرنسا قيوداً جديدة دخلت حيز التنفيذ لمنع انتشار كوفيد-19، اعتباراً من الأحد، حيث أصبح على الوافدين إليها من دول الاتحاد الأوروبي جواً أو بحراً تقديم نتيجة الفحص قبل 72 ساعة على الأكثر، تثبت عدم الإصابة بكورونا.

وأكد وزير النقل الفرنسي جان باتيست جيباري أن "المسافرين براً لا يحتاجون إلى هذا الفحص لدخول فرنسا التي يدخل نحو 62 ألف شخص إلى مطاراتها وموانئها من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى كل أسبوع".

وشددت العاصمة النرويجية أوسلو القيود الصحية بعد رصد إصابات بالنسخة المتحورة من كورونا في دار للمسنين، بينما فرضت هولندا حظر تجول للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية من الساعة 21:00 إلى الساعة 04:30.

وجنوب غربي أوروبا، يدلي البرتغاليون الأحد بأصواتهم في انتخابات رئاسية تأتي في ظروف صحية معقدة استدعت فرض إغلاق جديد في البلاد.

وبعد إغلاق المتاجر والمطاعم، فرضت الحكومة البرتغالية إقفالاً للمدارس لمدة أسبوعين، حيث سجلت البلاد السبت عدداً قياسياً في الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد، رفع حصيلة الوفيات الإجمالية في البلاد منذ بدء تفشي الوباء إلى عشرة آلاف.

وسجلت البرتغال أكثر من 80 ألف إصابة خلال الأسبوع الفائت، ما يجعلها في الصف الأول عالمياً من حيث عدد الإصابات الجديدة نسبة إلى عدد السكان.

وشهدت الدنمارك مظاهرة مناهضة للتدابير الوقائية، نظمتها مجموعة متطرفة في العاصمة كوبنهاغن في وقت متأخر من مساء السبت. وتخلل الاحتجاجات إحراق دمية تمثل رئيس الوزراء ميته فريدريكسن، وجرى  إثرها اعتقال خمسة أشخاص، وفق ما ذكرت الشرطة ووسائل الإعلام المحلية.

وتظاهر آلاف، السبت، في وسط العاصمة الإسبانية مدريد احتجاجاً على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء كوفيد-19، منددين بـ"الخداع" بينما اعتبر بعض المتظاهرين أن "لا وجود" لكورونا.

 حملات التطعيم

وفي القارة الإفريقية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة تحصين تبدأ الأحد باستخدام اللقاح الذي تنتجه شركة "سينوفارم" الصينية، موضحاً أن الحملة ستشمل أولاً "الأطقم الطبية والفئات التي تعاني من أمراض مزمنة ثم الكبار في السن".

ورغم انطلاق حملة تطعيم ضخمة في الهند منذ أيام، تعاني السلطات الصحية من عدم حضور جانب كبير من الأشخاص المتوقع حضورهم. وقالت الحكومة الهندية إن نحو ثلث الأشخاص المستهدفين بالحملة لم يحضروا بسبب مخاوف تتعلق بسلامة اللقاح، والأخطاء التقنية المحيطة به، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن الوباء على وشك الانتهاء.

وأحصت الهند بعد أسبوع من انطلاق الحملة تلقيح 1.4 مليون شخص، ما يعادل 200 ألف شخص يومياً، وتأمل البلاد تلقيح وتحصين 300 مليون شخص بحلول يوليو المقبل.

وفي الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً في العالم بالوباء، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن "عدد الوفيات قد يتجاوز 600 ألف، وهو أعلى تقدير حتى الآن من شأنه أن يمثل زيادة هائلة في العدد الذي يبلغ حالياً 400 ألف".

وفي قارة أميركا الجنوبية، نظمت أحزاب ومنظمات يسارية احتجاجات في البرازيل التي شهدت مسيرة لنحو 500 سيارة أطلقت أبواقها في ساحة الوزارات بالعاصمة برازيليا، كما جرت احتجاجات بمئات السيارات في مدن أخرى بما في ذلك ريو دي جانيرو وساو باولو.

وطالب المحتجون بإقالة الرئيس البرازيلي غاير بولسونارو ورفع عدد منهم لوحات تحمل شعار "بولسونارو اخرج" و"الإقالة الآن" و"التطعيم للجميع"، في إشارة إلى اعتراضهم على طريقة تعامل الحكومة البرازيلية مع جائحة كورونا.

وحذر علماء برازيليون من أن البلاد "تواجه خطر نفاد جرعات اللقاح والمعدات الأساسية مثل الحقن، مع بدء حملة التطعيم"، ويحمّل البعض الحكومة مسؤولية ذلك.

 وبلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في العالم أكثر من 2.1 مليون منذ ظهوره بالصين في ديسمبر 2019، بينما بلغت أعداد الإصابات أكثر من 98 مليوناً.