اقتحم مئات المستوطنين، الخميس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حماية مشددة من القوات الإسرائيلية التي تحاصر المصلّين الفلسطينيين في المصلّى القبلي وتتمركز على أحد أبوابه، فيما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، رئيس الوزارء الإسرائيلي نفتالي بينيت مسؤولية الأحداث.
وأطلقت القوات الإسرائيلية أعيرة مطاطية وقنابل صوتية واعتدت بالضرب على الفلسطينيين المتواجدين في باحات الأقصى بعد هتافاتهم المنددة بالاقتحامات، ما أسفر عن إصابة العشرات بالاختناق والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن نحو "792 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى على شكل 22 مجموعة متتالية من جهة باب المغاربة، ومن بينهم الحاخام المتطرف يهودا جليك".
وكانت الشرطة الإسرائيلية فتحت باب المغاربة أمام المستوطنين، صباح الخميس، في حين قامت بإغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى ومنعت المصلين من الدخول من باقي الأبواب.
اعتقال 50 فلسطينياً
وذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 50 مواطناً قرب باب المطهرة بينهم مسعفة.
فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس اعتقال 21 فلسطينياً من داخل باحات المسجد الأقصى بتهمة الإخلال بالنظام ورمي الحجارة وأغراض أخرى.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن اثنين من أفرادها أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة المواجهات، مشيرة إلى عودة الهدوء إلى المسجد وباحاته خلال الساعات الأخيرة.
دعوات إسرائيلية لاقتحام الأقصى
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أصدر الأربعاء، تعليمات بالسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، احتفالًا بإعلان دولة الاحتلال. مشيرة إلى أن ما تُسمّى بـ"جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة"، دعت إلى اقتحام واسع للمسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال عليه وفي ساحاته.
في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية، أن المسجد الأقصى سُيفتح الخميس أمام المستوطنين من الساعة 7:00 إلى 11:00 صباحاً ومن 1:30 إلى 2:30 مساءً (بتوقيت القدس).
تنديد فلسطيني
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، واعتبرته تحدياً سافراً للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي، وفقاً لـ"وفا".
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي، الخميس، إن قرار بينيت "يعد تجاهلاً وتحدياً لجميع الدعوات والجهود التي أطلقت من قبل المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد".
وتابعت: "إلّا أن هذا القرار بالعودة للاقتحامات يُعبر عن ازدرائه لتلك الجهود وتحديه للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته حتى الآن، وشواهد ذلك تمثلت في إغلاق أبواب المسجد بالكامل، وحصار المصلين والمعتكفين داخل المسجد القبلي وإغلاق الأبواب عليهم، وتحطيم باب المسجد القبلي، والاعتداء على المتواجدين في باحات الأقصى لتفريغه بالكامل من المسلمين".
واعتبرت الخارجية قرار الحكومة الإسرائيلية، إعلاناً رسمياً بالحرب الدينية التي ستشعل المنطقة برمتها، وإصراراً على تصعيد عدوانها المتواصل ضد شعبنا ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانياً.
وقالت إن هذا القرار يمثل اعتداءً صارخاً على صلاحيات الأوقاف الإسلامية وإمعاناً في تهويد المسجد الأقصى.
وأكدت الخارجية أن تغول الاحتلال على مدينة القدس ومقدساتها يتصاعد في ظل ازدواجية المعايير الدولية وتراخي الإدارة الأميركية وترددها في تنفيذ مواقفها ووعودها، وفي مقدمتها إعادة فتح قنصليتها في القدس وضمان حرية العبادة في المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ورأت أن الحكومة الإسرائيلية تمعن في انقلابها على الاتفاقيات الموقعة وتستبدلها بسياسية الإملاءات والأوامر العسكرية التي تحقق مصالح إسرائيل الاستعمارية بعيداً عن السلام.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية "بينيت" شخصياً المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها على ساحة الصراع.
الدعوة للنفير العام
بدورها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى النفير العام وشد الرحال إلى القدس، الخميس، لمواجهة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وأكدت الحركة أنها "ستواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس وجنين وكافة محافظات الوطن، بكل السبل المتاحة والتي كفلها القانون الدولي في مواجهة الاستعمار الاستيطاني"، وفقاً لما أوردته "وفا".
بدوره حذّر المجلس الوطني الفلسطيني، من "اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى وتنفيذ ما يخططون له برفع العلم الإسرائيلي وترديد نشيدهم العنصري".
ودان المجلس في بيان له، "استمرار الاعتداءات وقطع الأسلاك عن سماعات المسجد الأقصى، والتضييق على الإخوة المسيحيين ووضع العراقيل للحيلولة دون إتمام صلواتهم"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: