"يوروبول" تحذر من تقنيات "التزييف العميق": بداية "لامبالاة بالواقع"

time reading iconدقائق القراءة - 4
أعلام الاتحاد الأوروبي و"اليوروبول" أمام مقر الأخير في لاهاي- 12 ديسمبر 2019 - REUTERS
أعلام الاتحاد الأوروبي و"اليوروبول" أمام مقر الأخير في لاهاي- 12 ديسمبر 2019 - REUTERS
القاهرة-الشرق

حذرت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" من التأثير المتوقع لتقنيات "التزييف العميق" على تقويض الثقة بالسلطات والمعلومات الرسمية، وقالت إنها قد تخلق "ارتباكاً مجتمعياً" بشأن ما يمكن الاعتماد عليه من مصادر، واصفة الحالة بأنها ستكون "نهاية الاهتمام بالمعلومات" أو "اللامبالاة بالواقع".

وذكر التقرير الصادر عن الوكالة الأوروبية أن "تقديرات الخبراء تشير إلى أن 90% من المحتوى على الإنترنت عام 2026 سيتم إدخال تعديلات عليه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي".

وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الحالي يتركز المحتوى المنتج بواسطة الأنظمة الذكية على مجالات إيجابية مثل محتوى الألعاب والترفيه، ولكنه حذّر من التأثير الشامل على نواحي الحياة كافة إذا ما تم استخدامه في نشر الشائعات والمعلومات المضللة.

وأوضح الخبراء أن "التسجيلات السمعية والبصرية غالباً ما يتعامل معها الناس على أنها سرد صادق لحدث ما"، مضيفين: "كما تمثل معلومات مهمة لعمل الشرطة والأدلة في المحكمة"، لافتين إلى خطورة احتمالات تعديلها بشكل متطور مستقبلاً لإظهار أحداث لم تحدث، أو تشويه حقيقة أحدها.

تجسيد شخصيات

وبات بإمكان أي شخص، بمجرد التقاط صورة "سيلفي" ذاتية بسيطة لنفسه، أن يجسّد الشخصية الشهيرة التي يحلم بأن يتقمصها، بفضل تطبيقات "Deep Fake" (التزييف العميق) القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي يتوقع أن تُحدِث ثورة في صناعتَي الترفيه والإعلام.

في نهاية 2020، لجأ مسلسل "بلو بل لا في" الفرنسي إلى "Deep Fake"، وهي حيلة رقمية لها طابع شديد الواقعية تتمثل في استبدال وجه بآخر، للتعويض عن غياب إحدى ممثلاته بسبب احتكاكها بشخص مصاب بفيروس كورونا، من دون أن يتنبه المشاهدون إلى شيء، حتى أولئك الأكثر شغفاً بالمسلسل.

ورغم الاحتمالات الجديدة التي يوفرها "التزييف العميق"، إلا أنه لا يزال مرتبطاً بنشر أخبار كاذبة على الإنترنت إذ يمكن استخدامه لخداع مستخدمي الإنترنت أو للتشهير من خلال جعل أشخاص يقولون أو يفعلون ما لم يصدر عنهم فعلياً.

وعلى سبيل المثال، انتشر على نطاق واسع في الصيف الماضي مقطع فيديو يوحي بأن رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن تدخن الكوكايين، إلا أن الحقيقة هي أن وجه المسؤولة رُكّب على وجه مستخدمة "يوتيوب" في مشاهد أصلية التُقطت عام 2019.

في الوقت الذي تتطور فيه تقنية "التزييف العميق"، تعمل الشركات العملاقة والباحثون على تطوير تقنيات موازية لتتبع التطبيقات السلبية لتلك التقنية، إذ طوّر موقع "فيسبوك" تقنية قادرة على رصد والتقاط الفيديوهات المزيفة.

كذلك ابتكرت "مايكروسوفت" العام الماضي برنامجاً يمكن أن يساعد في تحديد "التزييف العميق" للصور أو مقاطع الفيديو، بينما وفّرت "جوجل" في نهاية 2019 للباحثين الذين يرغبون في تطوير طرق لاكتشاف الصور المتلاعب بها آلاف النماذج من "التزييف العميق" أعدتها فرقها.

وطوّر باحثون آخرون أداة ذكاء اصطناعي قادرة على رصد الصور المُعدّلة من خلال توزيع انعكاس الضوء داخل عيون الوجوه في الصور المزيفة.

اقرأ أيضاً: