كوسوفو وصربيا تتبادلان الاتهامات بشأن التوتر الحدودي

time reading iconدقائق القراءة - 4
أفراد من قوة حفظ السلام التابعة للناتو في كوسوفو خلال دورية بالقرب من المعبر الحدودي مع صربيا. 2 أكتوبر 2021 - REUTERS
أفراد من قوة حفظ السلام التابعة للناتو في كوسوفو خلال دورية بالقرب من المعبر الحدودي مع صربيا. 2 أكتوبر 2021 - REUTERS
بروكسل -أ ف برويترز

واصلت صربيا وكوسوفو تبادل الاتهامات، بعد أعمال عنف اندلعت بينهما أواخر يوليو الماضي، فيما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج في ختام لقاءين منفصلين معهما، الأربعاء، إلى "ضبط النفس"، "لمنع حصول تصعيد جديد".

وقال ستولتنبرج: "أدعو كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتجنّب العنف"، محذّراً من أن قوة حفظ السلام التابعة للناتو في كوسوفو (قوة الأمن الدولية في كوسوفو) "مستعدّة للتدخل في حال كان الاستقرار مهدّداً"، بهدف تأمين "حرية التنقل لجميع السكان" في الإقليم الصربي السابق.

وأضاف في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، الذي كان يقف بجانبه، في بروكسل: "لدينا الآن بعثة كبيرة تتمثل في وجود عسكري بكوسوفو بما يقارب 4 آلاف جندي". وأضاف: "إذا استلزم الأمر، سننقل قوات وننشرها أينما كانت الحاجة لذلك، وسنعزز وجودنا. لقد عززنا وجودنا بالفعل في الشمال. ونحن مستعدون لفعل المزيد".

والتقى الأمين العام للناتو الرئيس الصربي ثمّ رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي، قبل أسبوعين من بدء سريان تدابير إدارية على الحدود فرضتها بريشتينا. وأثارت هذه التدابير حلقة جديدة من التوترات الشديدة أواخر يوليو في شمال كوسوفو، حيث اعتبرتها الأقلية الصربية مزعجة.

وفيما ستجري محاولة جديدة للتشاور، الخميس، في بروكسل، في إطار حوار بلجراد-بريشتينا بتسهيل من الاتحاد الأوروبي منذ 2011، دعا ستولتنبرج الطرفين إلى "التحلي بالمرونة وأن يكونا بناءين".

"محادثات صعبة"

من جانبه، قال الرئيس الصربي فوتشيتش للصحافة إنه يتوقع "محادثات صعبة"، مضيفاً: "نحن غير متّفقين عملياً على أي نقطة".

وتابع: "هذا الأمر لا يعتمد عليّ هناك جيل جيد من الشباب (الصرب) في كوسوفو لن يتسامح مع هذا الوضع، لا يريد تحمّل الرعب، لا يرى كوسوفو دولة مستقلة، إنما أرضاً تابعة لصربيا، بموجب القانون الدولي".

ولم تعترف بلجراد يوماً باستقلال كوسوفو عام 2008، بعد عقد من حرب دامية خلفت 13 ألف ضحية معظمهم من ألبان كوسوفو. منذ ذلك الحين، تشهد المنطقة اضطرابات بين الحين والآخر.

ولا يعترف صرب كوسوفو البالغ عددهم حوالي 120 ألفاً، ثلثهم يعيش في الشمال، بسلطة بريشتينا، ولا يزالوا يوالون بلجراد.

وأكد فوتشيتش أن عناصر "الشرطة والجيش الصربيين لم يتجاوزوا في أي لحظة" الحدود مع كوسوفو خلال أحداث يوليو، متّهماً بريشتينا بـ"الكذب بشأن هذه النقطة، كما بشأن كل النقاط المتبقية منذ 180 يوماً، عندما تحدثت عن اعتداء لم ولن يحصل أبداً".

من جانبها، قالت كوسوفو إن صربيا تستغل سياق الغزو الروسي لأوكرانيا لإطلاق هجوم ضد كوسوفو، ما نفته بلجراد بشكل قاطع، علماً أن صربيا تقيم علاقات جيدة مع روسيا، مؤكدةً أنها "دولة حيادية عسكرياً، وأنها لا تصطفّ وراء أي طرف".

"سلوك مدمر"

وردّ كورتي أثناء مؤتمر صحافي منفصل بالقول إن "الكوسوفيين لديهم كلّ الأسباب ليكونوا متيقظين في مواجهة السلوك المدمّر لجارتنا".

وتابع رئيس وزراء كوسوفو: "من جهة، هناك دولة كوسوفو الديموقراطية مع شرطتها المهنية. من جهة أخرى، هناك بنى صربية غير قانونية تحوّلت إلى عصابات إجرامية تقيم حواجز" في شمال البلاد.

وقررت بريشتينا فرض تصاريح إقامة موقتة على الأشخاص الذين يدخلون كوسوفو ببطاقة هوية صربية، وإلزام صرب كوسوفو باستبدال لوحات تسجيل سياراتهم بلوحات جمهورية كوسوفو، مستندةً إلى مبدأ المعاملة "بالمثل".

وإثر ضغط أميركي، وافقت كوسوفو على إرجاء بدء تطبيق هذه التدابير إلى الأول من سبتمبر.

وتتطلع صربيا وكوسوفو إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وحصلت صربيا على وضع مرشح منذ 2012، وتجري مفاوضات منذ عام 2014، فيما لا تزال كوسوفو "مرشحاً محتملاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات