
قالت وكالة "رويترز"، إن مسؤولاً في البحرية الأميركية، يشرف على الاستخبارات العسكرية الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، زار بشكل غير معلن، تايوان، في تحرك قد يثير غضب الصين.
ونقلت الوكالة عن مصدرين رفضا الكشف عن هويتهما، أحدهما مسؤول تايواني مطلع، أن الأميرال هو مايكل ستودمان، فيما رفضت وزارة الدفاع الأميركية التعليق على هذه الزيارة.
وأكدت وزارة الخارجية التايوانية الأحد، أن مسؤولاً أميركياً وصل إلى تايوان، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل، قائلة إنه "لم يجرِ الإعلان عن الزيارة".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت بكين ستعتبر زيارة ستودمان تصعيداً، لكون الرجل واحداً من أرفع المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذين زاروا تايبيه في السنوات القليلة الماضية.
وكان رئيس وزراء تايوان سو تسينغ-شانغ، كشف الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتزم إرسال مسؤول على مستوى وزاري، لزيارة الجزيرة قبل نهاية فترة حكمه.
وقال تسينغ-شانغ للصحافيين، إن رئيس وكالة حماية البيئة الأميركية، أندرو ويلر، سيزور الجزيرة لمناقشة التعاون الدولي بين البلدين في القضايا البيئية. وأضاف أن "المبادلات التايوانية الأميركية تزداد دفئاً .. يسعدنا أن نشهد ذلك، ونعتقد أنها ستجعل العلاقات الثنائية أفضل".
وأثارت هذه الرحلات غضب الصين، التي تدين باستمرار أي خطوة من شأنها أن تضفي شرعية على حكومة الجزيرة، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها وتدعوها للعودة إلى حضنها، مهددة باستخدام القوة إذا لزم الأمر.
وفي وقت سابق، وصفت الصين الزيارات بأنها "لعب بالنار"، وصعّدت بشكل كبير توغل الطائرات المقاتلة في مناطق الدفاع الجوي التايوانية.
كما أعلنت الصين الشهر الماضي أنها ستفرض عقوبات على عملاق صناعة الأسلحة الأميركي "لوكهيد مارتن"، وأنشطة الصناعات الدفاعية في "بوينغ"، وشركات أميركية أخرى مرتبطة بمبيعات أسلحة إلى تايوان.
وتعترف واشنطن دبلوماسياً ببكين من دون تايبيه، ولكنها تظل حليفاً قوياً للأخيرة، ويلتزم الكونغرس ببيع أسلحة لتايوان للدفاع عن نفسها.
ومنذ انتخاب تساي إنغ ـ وين رئيسة لتايوان عام 2016، لم تكفّ بكين عن تكثيف ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على الجزيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى رفضها الاعتراف بأن الجزيرة جزء من "صين واحدة".
وتواصِل واشنطن التقارب المتزايد مع تايوان في عهد دونالد ترمب، والذي كثّف الاتصالات الدبلوماسية ومبيعات الأسلحة إلى تايوان، وأدى لإحداث نقطة توتر أخرى، مع تدهور العلاقات الأميركية الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
في 10 أغسطس الماضي، زار وزير الصحة الأميركي أليكس عازار تايوان، ليصبح أرفع مسؤول أميركي يزور الجزيرة منذ قطعت علاقاتها الدبلوماسية بتايوان في عام 1979، واعترفت بسيادة الصين عليها، ثم زار وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية كيث كراش تايبيه في 17 سبتمبر الماضي.
وكان رئيس سابق لـ "وكالة حماية البيئة" زار تايوان خلال إدارة باراك أوباما، ولكن رحلات المسؤولين رفيعي المستوى أصبحت أكثر تكراراً في عهد ترمب.