العراق: محاولة فاشلة لاغتيال الكاظمي.. والأمن يبدأ التحقيق

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي - REUTERS
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي - REUTERS
بغداد/دبي-الشرقرويترز

أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، الأحد، أن محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بواسطة طائرة مُسيرة مفخخة، حاولت استهداف مقر إقامته في المنطقة الخضراء، شديدة التحصين في العاصمة بغداد، فيما دعا الكاظمي إلى "التهدئة".

وأضافت الخلية أن "الكاظمي بصحة جيدة، ولم يصب بأي أذى"، مشيرة إلى أن "قوات الأمن تقوم بالإجراءات اللازمة، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة".

ونفى مسؤول في كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من إيران، اتهامات بالمسؤولية عن الهجوم على رئيس الوزراء الكاظمي، حسب ما أوردت "رويترز".

وقال مصدر أمني عراقي لـ"الشرق"، إنه تم استهداف منزل الكاظمي بطائرة مسيرة وصاروخ، مضيفاً أنه تم إطلاق نار كثيف داخل المنطقة الخضراء من قبل فرقة الحماية الخاصة، بعد اعتراض الطائرة المسيرة.

والهجوم الذي أسفر عن إصابتين طفيفتين في صفوف الحرس الشخصي للكاظمي وفق مصدر أمني، وقع في وقت تشهد فيه البلاد توتّرات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة، التي عقدت في 10 أكتوبر الماضي، مع رفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، النتائج الأولية التي بيّنت تراجع عدد مقاعدها. 

الكاظمي: أنا بخير

وعقب الهجوم، كتب الكاظمي تغريدة على تويتر، قال فيها: "أنا بخير وسط شعبي"، ودعا إلى "التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق".

ونشر مكتب رئيس الوزراء مقطع فيديو للكاظمي قال فيه "تعرّض منزلي لعدوان جبان.. أنا ومن يعمل معي بخير"، مضيفاً أنّ "الصواريخ الجبانة والطائرات المسيّرة الجبانة لا تبني أوطاناً ولا تبني مستقبلاً"، داعياً العراقيين إلى "تبني حوار هادئ".

ويشهد محيط المنطقة الخضراء، التي تضمّ أيضاً سفارة الولايات المتحدة، تظاهرات واعتصامات، منذ أسبوعين، لمناصرين لفصائل موالية لإيران رافضين لنتائج الانتخابات النيابية، تطورت الجمعة إلى مواجهات مع القوات الأمنية راح ضحيتها متظاهر على الأقلّ. 

وتتعرّض هذه المنطقة المحصّنة في وسط العاصمة العراقية، أحياناً لقصف بصواريخ، في هجمات لا يتبنّاها أيّ طرف، لكن غالباً ما تتّهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها. 

في الأثناء، أكّد مصدر أمني لوكالة فرانس برس وجود "انتشار أمني داخل المنطقة الخضراء" المحصّنة حيث مقرّ إقامة الكاظمي و"خارجها"، فيما أفاد مصدر أمني آخر بأنّ "لا محاولات لاقتحام المنطقة الخضراء" وأنّ "الوضع تحت السيطرة". 

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان إنّ "القوات الأمنية تتخذ الإجراءات اللازمة بصدد هذه المحاولة الفاشلة" لاغتيال رئيس الوزراء. 

العراق يفتح تحقيقاً في الحادث

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، أن "الأوضاع الأمنية مستقرة في المنطقة الخضراء"، مؤكداً اتخاذ القوات الأمنية إجراءات حفظ النظام".

وأضاف رسول إلى وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "تم فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيرة المفخخة"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية باشرت بجمع الأدلة".

وأصدرت قيادة العمليات المشتركة في العراق، بياناً أكدت فيه، أنها "ستطارد كل من يحاول المساس بأمن الدولة".

نقلت وكالة الأنباء العراقية عن المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، أن"القوات الأمنية قادرة على درء المخاطر، مؤكدة أن القوات ستطارد كل من يحاول المساس بأمن الدولة، وأنها ستقوم بواجبها". لافتاً إلى أن المنطقة الخضراء مؤمنة وأن القوات الأمنية موجودة لحماية الأهداف الحيوية. 

الرئيس العراقي: تجاوز خطير

واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح، أن محاولة اغتيال الكاظمي "تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق" ، واصفاً إياه بـ"الاعتداء الإرهابي.. يستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري".

إدانة أميركية

من جانبها، دانت الولايات المتحدة الأميركية محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي، في حين أبدت استعدادها لتقديم دعم في عملية التحقيق.

وجاء في بيان أوردته وزارة الخارجية الأميركية على لسان الناطق باسمها نيد برايس: "نتابع ما تردد عن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ونشعر بالارتياح لأنه لم يصب بأذى".

وأضاف برايس: "هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدة، كان موجهاً إلى قلب الدولة العراقية. نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله، وعرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم".

وتابع المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "التزامنا تجاه شركائنا العراقيين لا يتزعزع"، مشدداً على وقوف الولايات المتحدة مع العراق حكومة وشعباً.

كما دان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي.

مقتدى الصدر: "عمل إرهابي" يستهدف أمن العراق

من جهة أخرى، قال مصدر سياسي لـ"الشرق"، إن زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، أجرى اتصالاً بالكاظمي للاطمئنان على صحته، وأكد الصدر خلال الاتصال وقوفه مع الدولة ومؤسساتها ضد هذا الاعتداء.

ووصف الصدر عبر حسابه على تويتر، محاولة الاغتيال بـ"العمل الإرهابي (...) هو استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه، ويستهدف أمنه واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى، لتسيطر عليه قوى اللادولة".

احتجاجات

وفي وقت سابق، السبت، عاد عشرات المحتجين إلى المنطقة الخضراء من جهة الكرخ، لنصب مجلس العزاء بعد وفاة شخص متأثراً بجراحه إثر الاشتباكات مع الأجهزة الأمنية الجمعة، مشيراً إلى أن أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي وأمين عام "منظمة بدر" هادي العامري وصلا إلى مجلس العزاء، وسط إجراءات أمنية مشددة. 

ووفقاً لمصدر لوكالة الأنباء الفرنسية، أسفرت احتجاجات الجمعة، عن وفاة شخص أصيب "بالرصاص"، فيما أصيب 125 آخرون بجروح "أغلبيتهم من القوات الأمنية" وفقاً لوزارة الصحة العراقية.

وتداولت مواقع مقربة من الفصائل الموالية لإيران، بأن رصاصاً حياً أطلق على المتظاهرين، محملةً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقادة أمنيين المسؤولية عن تدهور الأوضاع.  

وأمر الكاظمي، السبت، بتشكيل مقر متقدم برئاسة ضابط برتبة عليا وممثلين عن الأجهزة الأمنية، من بينها هيئة "الحشد الشعبي"، للعمل على إدارة منطقة الاعتصام قرب الجسر المعلق في بغداد، وحمايتها، ومنع الاحتكاك بين القوات الأمنية والمحتجين، وفقاً لما أفادت به قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان.

وشدد البيان على "ضرورة التزام المتظاهرين بقواعد حرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي"، داعياً القوات الأمنية العراقية إلى "ضبط النفس والالتزام بأفضل الممارسات المهنية لحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان".

ونتيجة لصدامات الجمعة، أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيق عليا، تضم في عضويتها أمن "الحشد الشعبي"، للنظر في الاشتباكات، وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إن "اللجنة باشرت تحقيقاتها فور صدور الأمر".

اقرأ أيضاً: