
تعبر السفينة البنمية "إيفر جيفن"، الجمعة، المجرى الملاحي لقناة السويس، ضمن قافلة الشمال، في أول عبور لها للقناة عقب جنوحها في شهر مارس الماضي، وتسببها في تعطل حركة الملاحة بالممر المائي.
وقال مصدر في هيئة قناة السويس لـ "الشرق"، إن الهيئة أجرت العديد من الترتيبات الخاصة لضمان سلامة عبور السفينة، موضحاً أن رحلة العبور عبر الممر المائي قد تستغرق وفقاً لتقديرات أولية نحو 10 ساعات على الأقل.
وكشف مصدر ملاحي مطلع، أن السفينة ستكون فارغة دون حمولة، حيث ستتوجه وفقاً للمصدر إلى الصين لإجراء بعض أعمال الصيانة.
وأشار المصدر إلى أنه "تم التنسيق مع مكاتب الحركة ومحطات المراقبة لضمان عبور السفينة عبوراً آمناً"، لافتاً إلى أن قاطرتين من الهيئة ستُصاحبان السفينة أثناء العبور واحدة في المقدمة والأخرى في الخلف.
ولم يستبعد المصدر أن تكون السفينة في الترتيب الأخير لقافلة الشمال أثناء العبور في مجرى قناة السويس.
وكانت حركة الملاحة تعطّلت في قناة السويس في كلا الاتجاهين لمدة 6 أيام اعتباراً من 23 مارس حين جنحت "إيفر جيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، خلال عاصفة رملية، وتوقفت في عرض مجرى القناة، ما أدى إلى توقف الملاحة في الاتجاهين وتعطيل التجارة العالمية، قبل أن تتمكن هيئة القناة من تعويمها في 29 مارس الماضي.
وتحفظت هيئة قناة السويس على السفينة وطاقمها، منذ تعويمها في ظل نزاع على تعويضات تطالب بها الهيئة، على خلفية خسائر لحقت بها.
وغادرت السفينة مصر بعد 106 أيام من احتجازها في الجزء الجنوبي من القناة لحين إنهاء أزمة التعويضات، بعد التوصل إلى اتفاق تسوية.
ووقع رئيس هيئة قناة السويس، والشركة اليابانية مالكة السفينة، اتفاق تسوية يشمل تعويض مصر عن جنوح السفينة.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن التسوية التي تم التوصل إليها، تنص على ألا تكون هناك مطالب أخرى لأي من الطرفين، موضحاً أن الاتفاق يشمل تسديد مبلغ دفعة واحدة، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وكانت هيئة القناة طالبت بتعويض قدره 916 مليون دولار، لتغطية جهود تعويم السفينة، وما لحق بسُمعة القناة من ضرر، بالإضافة إلى العائدات المفقودة، قبل أن تخفض المبلغ المطلوب إلى 550 مليون دولار، ولكن الشركة عرضت 150 مليون دولار آنذاك.