فرنسا تدعو الاتحاد الأوروبي للضغط على السياسيين اللبنانيين

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية اللبنانية في بيروت، 23 يوليو 2020 - REUTERS
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية اللبنانية في بيروت، 23 يوليو 2020 - REUTERS
بروكسل-أ ف ب

طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الاتحاد الأوروبي، الاثنين، باستخدام "أدوات ضغط" ضد السياسيين اللبنانيين لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها.

وأعلن لودريان لدى وصوله إلى بروكسل للقاء نظرائه في الاتحاد الأوروبي أن "لبنان على وشك الانهيار". وأضاف: "نعلم أن الحلول موجودة، نحن نحتاج إلى حكومة شاملة وحكومة عمل ونحتاج إلى إصلاحات، ونعلم أن الإصلاحات يؤيدها المجتمع الدولي بمجمله".

وتابع وزير الخارجية الفرنسي: "الكل يعرف ما يجب القيام به، لكن العملية مجمدة بسبب مصالح خاصة. ولأن المسؤولين السياسيين لا يستطيعون الالتزام بالعملية".

احتمالات أخرى

واعتبر لودريان أنه "لا يمكن لأوروبا أن تتجاهل هذه الأزمة. عندما ينهار بلد ما، يجب أن تكون أوروبا جاهزة"، قائلاً: "أريد أن نكون قادرين على أن نناقش معاً السبل التي من شأنها أن تسمح لنا بالضغط على السلطات اللبنانية لكي تتحرك، لأن اللبنانيين اليوم يعانون من القلق والخوف".

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد الاجتماع: "لقد أتيحت لنا الفرصة لنقول لفرنسا إننا نشاركها مخاوفها، إن لبنان ينهار، الوضع مأساوي والوقت لا يسمح بوجود خلافات سياسية".

وأضاف: "إذا لم تكن الضغوط السياسية كافية، فسيتعين علينا التفكير في ما يتوجب القيام به، وقد طلبنا من قسم العمل الخارجي وضع تقرير عن الاحتمالات الأخرى"، دون أن ينبس بكلمة عقوبات.

استمرار الصراع

ولا تزال الطبقة السياسية في لبنان بكامل مكوناتها، تتصارع في ما بينها. والنتيجة أن لا حكومة حتى الآن قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، يضعها المجتمع الدولي شرطاً لحصول البلاد على دعم مالي يساعدها على الخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي.

وتبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة لبنانية قريباً بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الاثنين، إلى القصر الجمهوري أدلى بعدها بتصريح مدوٍّ أكد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر، وعكس عمق الهوة الكبيرة بين الطرفين.

وشهد لبنان في أكتوبر 2019 انتفاضة عارمة استمرت أشهراً تطالب بتغيير الطبقة السياسية كاملة بسبب اتهامات بالفساد وعجزها عن حل أزمات مزمنة.

وسقطت حكومة كان يرأسها الحريري في حينه. فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، ما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مئتي قتيل ودمر أجزاء واسعة من بيروت. وبعد طول انتظار، كلف الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2020 سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة. 

تعمق الأزمة

وتجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرف الدولار الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجياً الى حدود 11 ألفاً.

ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. كما توقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.

اقرأ أيضاً: