
نفى البيت الأبيض ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من أن دونالد ترامب على علم بتقارير تفيد بعرض الاستخبارات الروسية مكافآت على عناصر من حركة "طالبان" لاستهداف جنود أميركيين في أفغانسان، وهو ما اعتبره المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن إحجاماً من ترامب عن اتخاذ إجراء ضد موسكو. ونفت "طالبان" الاتهامات، أما روسيا فوجهت أصابع اتهامها إلى الاستخبارات الأميركية.
البيت الأبيض ينفي معرفة الرئيس
وذكر البيت الأبيض في بيان إنه "لم يتم إطلاع الرئيس دونالد ترامب على معلومات منسوبة للاستخبارات الأميركية، تفيد بأن الجيش الروسي عرض مكافآت على متشددين مرتبطين بحركة طالبان، لاستهداف جنود قوات التحالف الدولي في أفغانستان، بما في ذلك القوات الأميركية".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إن "الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس لم يُطلعا على المعلومات المزعومة"، رداً على ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأول الجمعة.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن وحدة استخبارات عسكرية روسية تدعى "جي أر يو" مرتبطة بمحاولات اغتيال في أوروبا، بما فيها تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 في بريطانيا، عرضت مكافآت على حركة "طالبان" العام الماضي، نظير هجمات تشنها على جنود من قوات التحالف، وقالت الصحيفة: "يعتقد أن المتشددين، أو العناصر الإجرامية المسلحة المرتبطة بشكل وثيق بهم، حصلوا على بعض أموال تلك المكافآت".
وأكدت الصحيفة أن "مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ناقش الأمر في اجتماع مشترك بين الوكالات في نهاية مارس الماضي"، وأوضحت أن "المسؤولين حددوا قائمة بالخيارات المحتملة، بدءاً من تقديم شكوى ديبلوماسية إلى موسكو، وحتى سلسلة متصاعدة من العقوبات".
بايدن ينتقد ترامب
وفي سياق متّصل، وجّه جون بايدن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، المقررة في نوفمبر المقبل، انتقادات شديدة لترامب لـ"عدم اتخاذ خطوات ضد موسكو"، وقال في لقاء افتراضي عبر الإنترنت أمس السبت إن "تقرير الصحيفة في حال صحته، يعد اكتشافاً صادماً حقاً".
وأضاف بايدن أن "دونالد ترامب لم يحجم فقط عن فرض عقوبات، أو اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، بل واصل حملته المحرجة باحترام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والانتقاص من قدره الشخصي أمامه".
"طالبان تنفي الاتهامات"
من جهتها، نفت حركة "طالبان" في بيان، الاتهامات التي نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز"، وقالت إنها "طوال نشاطها منذ 19 عاماً، ليست مدينة لمصلحة أي جهاز استخبارات، أو دولة أجنبية".
ونفت الحركة أيضاً اتهامات أميركية سابقة بأنها "تلقت أسلحة من روسيا"، وذكرت في بيانها أنها "استخدمت الأسلحة والمنشآت والأدوات، التي كانت موجودة بالفعل في أفغانستان أو (على شكل) غنائم حرب تم الاستيلاء عليها بشكل متكرر، من الخصوم في المعارك".
وأكّدت طالبان أن "متفجرات محلية الصنع، تسبّبت في سقوط معظم الضحايا في صفوف القوات الأميركية".
وكرّرت الحركة التزامها بالاتفاق الذي تم توقيعه مع واشنطن في فبراير الماضي، ويمهد لسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، بحلول منتصف العام المقبل.
وقُتل 20 جندياً أميركياً في أفغانستان في 2019، ولكن صحيفة "نيويورك تايمز"، لم تذكر ما إذا كان مقتل هؤلاء الجنود، له علاقة بقضية الأموال الروسية.
روسيا تتهم الاستخبارات الأميركية بتهريب المخدرات
وردت الخارجية الروسية بقوة على التقرير الذي نشرته "نيوروك تايمز"، ونقلت سفارة روسيا في واشنطن على "تويتر"، بيان الوزارة، الذي قال: "شد انتباهنا انتشار خبر كاذب، تم نشره في وسائل إعلام أميركية من قبل الاستخبارات الأميركية، التي فشلت طوال 20 عاماً من الحرب في أفغانستان".
وأضاف البيان أنه "ليس سراً أن عناصر من الاستخبارات الأميركية متورطة في تهريب المخدرات، ودفع رشاوى لتمريرها، والحصول على رشاوى في مشاريع أميركية مختلفة، تُدفع من جيب دافعي الضرائب الأميركيين"، وتابع: "الاستخبارات الأميركية لم يعجبها التعاون بين الديبلوماسيين الروس والأميركيين، في تسهيل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان (..) لا يريدون أن تتأثر مداخيلهم (المخدرات والرشاوى) هناك".
من جهتها، قالت السفارة الروسية إن "هذه الاتهامات، التي لا أساس لها من الصحة والمجهولة المصدر، والتي تفيد بأن موسكو تقف وراء مقتل جنود أميركيين في أفغانستان، أدت إلى تهديدات مباشرة لحياة موظفي السفارتين الروسيتين، في واشنطن ولندن".
وترتبط روسيا بإحدى أسوأ الفترات التاريخية لأفغانستان، حيث انتهى الغزو السوفياتي لها (1979-1989)، بحرب ضروس مع حركات إسلامية مسلحة، مدعومة وقتها من واشنطن.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا في السنوات الأخيرة بإمداد حركة "طالبان" بأسلحة خفيفة.