المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ"الشرق": لن نرضخ لإملاءات لوكاشينكو

time reading iconدقائق القراءة - 6
مهاجرون على الحدود البولندية البيلاروسية - REUTERS
مهاجرون على الحدود البولندية البيلاروسية - REUTERS
دبي-الشرق

بينما لا تلوح في الأفق أي حلول لأزمة المهاجرين العالقين بين بيلاروسيا وبولندا، يواصل الاتحاد الأوروبي اتهام مينسك بافتعال هذه الفوضى لتحصيل مكاسب سياسية، في حين ترد الأخيرة بأن لا يد لها في ما يجري على الحدود.

وفي تصريحات لـ"الشرق"، انتقد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن بيتر ستانو، ما وصفه بافتعال نظام ألكسندر لوكاشينكو لأزمة اللاجئين على الحدود البولندية بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي.

وقال ستانو: "ما يحدث ليس أزمة هجرة، بل أزمة مصطنعة ومختلقة من قبل نظام لوكاشينكو للتعدي على الاتحاد الأوروبي. ولا يقتصر الأمر على ما وقع الأيام الأخيرة، بل منذ أغسطس الماضي، حيث يجلب النظام البيلاروسي الأشخاص من بلدان أخرى ويجبرهم على العبور بشكل غير قانوني مع عدم إمكانية العودة إلى بيلاروسيا". 

وتابع: "نظام لوكاشينكو يُنكل بحقوق الإنسان من أجل التعدي على الاتحاد الأوروبي. ويستخدم القوة العسكرية ضد المهاجرين بطريقة غير إنسانية، وهو وحده من يتحمل مسؤولية الأزمة، وعليه إيجاد حل لها، ربما من خلال إعادة الأشخاص إلى بلدانهم أو السماح للمنظمات بالوصول إلى العالقين على الحدود".

وشدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي خلال حديثه لـ"الشرق"، على أن بروكسل لن ترضخ لبيلاروسيا، وأضاف: "في الماضي تعاملنا مع أزمة اللاجئين بطريقة طوعية. لكن اليوم لن نقبل أن يختلق نظام لوكاشينكو هذه الأزمة للضغط علينا".

وأشار ستانو إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ودول المصدر والعبور، من أجل مساعدة المهاجرين على العودة إلى بلدانهم. داعياً السلطات في تلك الدول إلى اتخاذ إجراءات لإعادة مواطنيها، على غرار ما بدأ العراق العمل عليه.

وفي ما إذا الاتحاد الأوروبي على استعداد لدفع تكاليف عودة العالقين على حدود بولندا، إلى بلدانهم، قال ستانو: "هؤلاء الأشخاص دفعوا آلاف الدولارات مقابل الأوهام التي وعدهم بها نظام لوكاشينكو، فهو من أخذ أموالهم، وعليه استخدامها لإعادتهم إلى بلدانهم. نحن لن نمول ما تسبب به من خلال ممارساته اللا إنسانية".

"أوروبا تدفع ثمن أخطائها"

في المقابل، قال أندريه سافيينخ رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان البيلاروسي، إن ميركل ولوكاشينكو اتفقا خلال اتصالهما الأربعاء على التعاون لحل الأزمة بطريقة بناءة أكثر، موضحاً في حديث لـ"الشرق"، أن الجانبين تحدثا عن بدء المفاوضات بشكل فوري، واعتبر سافيينج أن "مواقف الاتحاد الأوروبي ستكون بناءة أكثر تجاه بلاده".

وفي تعليقه على قرار مينسك قطع الكهرباء عن أوكرانيا، وصف المسؤول البيلاروسي الأمر بـ"المؤسف"، لكنه حمل الجار الجنوبي المسؤولية، مضيفاً "المسألة تتعلق بسلطات كييف التي تعرقل صفقات الشراء. كنا واضحين عندما أبدينا استعدادنا لتوفير الكمية اللازمة من الكهرباء، لكن هذه القيود تقف خلفها أطراف سلطوية تتحكم بأوكرانيا الآن".

وبشأن اتهامات الاتحاد الأوروبي لبيلاروسيا باستخدام المهاجرين كورقة ضغط للحصول على تنازلات، اعتبر سافيينخ أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي تبرير منطقي، وقال: "نحن لا نتحكم بتدفقات الهجرة. هؤلاء الأشخاص يهربون من الفقر والأعمال العسكرية والثورات والاضطرابات التي يخلقها الغرب في بلدانهم، وبيلاروسيا هي مجرد محطة عبور بالنسبة لهم".

وتابع: "بيلاروسيا ليست قوة عظمى يمكنها التأثير على أناس في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه يجب أن لا ننسى أن هناك مليوني لاجئ غير شرعيين يأتون إلى أراضي الاتحاد الأوروبي كل عام، بينما الآن هناك 3 آلاف شخص فقط يحاولون في بيلاروسيا لكن السلطات البولندية تمنعهم من العبور، وهذه الأعداد لا تتجاوز 0.1% من التدفقات الإجمالية للاجئين".

واتهم المسؤول البيلاروسي الاتحاد الأوروبي بالترويج لهذه "البروباجاندا"، وذلك وفق قوله لـ"رأب الصدع الذي تعانيه المنظومة الأوروبية بما في ذلك الأخطاء التي وقعت بها في سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط منذ عقود".

وفي ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها كييف لمنع تدفقات مزيد من المهاجرين إلى أراضيها، أوضح سافيينخ أنه "لا يوجد أي رحلات جوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا"، معتبراً أن شركات الطيران هي التي تُسير تلك الرحلات.

وأضاف: "لا نود في بيلاروسيا أن نقف أمام حق الأشخاص بالسفر والسياحة، وهو ما يكفله اتفاق جنيف. لكننا مع ذلك نراقب عمليات السفر، وإذا ما ساورتنا شكوك بشأن مبررات سفر شخص ما، عندئذ لا نمنح التأشيرة. كما نُجري بعض عمليات التفتيش في مطارات دول المصدر، وفي الشهرين الماضيين رفضنا دخول أكثر من 5 آلاف شخص. أما الإجراءات الأخرى فهي تفوق طاقتنا".

وزعم المسؤول البيلاروسي أن بلاده توفر كافة أشكال الدعم للعالقين قبالة الحدود البولندية، على غرار المواد الغذائية والمشروبات والخيم في ظل الأحوال الجوية الباردة، إضافة إلى مساعدة الصليب الأحمر والمنظمات الأخرى وجمع أموال للمساعدة.

اقرأ أيضاً: