كشف مسؤول أميركي، الثلاثاء، أن كوريا الشمالية أجرت تجارب صاروخية قبل يومين، عقب قيام وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين، لويد أوسن وأنتوني بلينكن، بزيارة إلى سيول، في أول تحدّ علني لإدارة الرئيس جو بايدن.
وأكد المسؤول الأميركي أن كوريا الشمالية قامت بإطلاق صاروخين، الأحد، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة رصدت عملية الإطلاق بمجرد حدوثها، الأمر الذي يُذكر بممارسات سابقة لبيونغ يانغ، عبر استخدام تجاربها الصاروخية لاستفزاز واشنطن وسيول.
ويأتي الاختبار الصاروخي هذه المرة في أعقاب تحذيرات لأجهزة استخبارات من أن بيونغ يانغ قد تكون تستعد لمثل هذه الأفعال. لكن لا كوريا الجنوبية ولا الشمالية اعترفت بعملية الاطلاق حتى الآن، وهو أمر غير معهود بالنسبة إلى الخصمين، كما التزم المسؤولون الأميركيون الصمت حتى الآن.
وفي حين لم يُعطِ المصدر الأميركي معلومات عن الصاروخين، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست"، أشارت في تقرير، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إلى أن بيونغ يانغ أطلقت صواريخ قصيرة المدى نهاية الأسبوع الماضي، مضيفة أن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، كانت قد هددت واشنطن وسيول بسبب مناورتهما العسكرية المشتركة بين الـ8 والـ17 من مارس الجاري.
غير أن اللافت في مثل هذه التجارب، خاصة تلك المتعلقة بصواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية، أن كوريا الشمالية كما جرت العادة، تُصدر بيانات حماسية، فيما تُندد جارتها الجنوبية على الجانب الآخر.
ووصف الخبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز "ستمسون"، مارتن ويليامز، هذا الصمت بأنه "مثير للفضول". وكتب عبر حسابه في موقع "تويتر" أن "كوريا الشمالية عادة ما تعلن عن اختبارات كهذه من خلال الإعلام الرسمي، لكن لم يظهر شيء هذه المرة".
واعتبر محلّلون أن هذه التجارب بمثابة تحدّ متواضع لإدارة بايدن الجديدة، في الوقت الذي تبذل فيه الأخيرة جهوداً للانخراط في محادثات حول نزع السلاح النووي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وجاءت عمليات الإطلاق الأخيرة في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى اليابان وكوريا الجنوبية، لمناقشة التحالفات وقضايا الأمن في المنطقة، حيث يُنظر الى كوريا الشمالية المسلحة نووياً باعتبارها تشكل تهديداً مركزياً.
وقال جيفري لويس، وهو خبير آخر في شؤون كوريا الشمالية، إنّ الاختبارات قد تكون لصواريخ كروز للدفاع البحري القصيرة المدى.
وأضاف اذا كان هذا ما عليه الأمر، فهو يمثل ردّاً خفيفاً الى حد ما على المناورات الأميركية والكورية جنوبية".