
أعلنت كوريا الجنوبية، أنها والولايات المتحدة لم تتخذا بعد قراراً بشأن تدريباتهما العسكرية المشتركة، المرتقبة هذا الشهر، مشددة في الوقت ذاته على وجوب ألا تثير توتراً، بعدما حذرت كوريا الشمالية، سيول، من عواقب تنفيذها، على تحسين العلاقات بين الجانبين.
وأفادت وكالة رويترز، بأن سيول وواشنطن تنفذان مناورات عسكرية بشكل منتظم، خاصة في الربيع والصيف، مستدركة أن بيونج يانج تعتبرها تدريباً على حرب.
وأُلغيت التدريبات في النصف الأول من عام 2020، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وأُجريت تدريبات محاكاة على الكمبيوتر، في أغسطس 2020 ومارس 2021.
وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، بأن وزارة الدفاع في سيول أعلنت الأسبوع الماضي أن موعد التدريبات العسكرية الصيفية مع الولايات المتحدة، وحجمها، لم يُحسما بعد. لكن صحيفة "دونغ آ إلبو" الكورية الجنوبية أوردت، الاثنين، أن سيول وواشنطن تعتزمان بدء التدريبات في 10 أغسطس، علماً أنها ذكرت الشهر الماضي أن التدريبات ستكون على نطاق أصغر من المعتاد.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، اتفقا في رسائل متبادلة على إحياء العلاقات بين الدولتين، واستئناف المحادثات المجمّدة لتفكيك الترسانة النووية لبيونغ يانغ، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وأصدرت الدولتان بيانين منسقين الأسبوع الماضي، يدعوان إلى المصالحة في شبه الجزيرة الكورية، فيما تحدثت وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج عن اتفاق لـ "اتخاذ خطوة كبرى في استعادة الثقة المتبادلة". وأعادت الكوريتان فتح خطوط ساخنة بينهما، بقيت مجمّدة منذ فجّرت بيونج يانج قبل سنة، مكتب اتصال بين الجانبين موّلته حكومة مون.
تحذير شقيقة كيم
لكن كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، حذرت من أن التدريبات العسكرية المرتقبة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة "ستصبح مقدّمة غير سارّة لإلحاق ضرر جسيم بإرادة قادة الشمال والجنوب، في سعيهم إلى اتخاذ خطوة نحو إعادة بناء الثقة مرة أخرى، ممّا يعكّر الطريق أكثر أمام العلاقات بين الكوريتين"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
وأضافت كيم يو جونج، "ستراقب حكومتنا وجيشنا عن كثب، هل ستنفذ كوريا الجنوبية مناوراتها الحربية العدائية مرة أخرى، أو تتخذ قراراً جريئاً". وتساءلت: "الأمل أم اليأس؟ القرار ليس في يدنا".
وشددت على ضرورة الامتناع عن اعتبار قرار إعادة فتح الخطوط الساخنة بين الكوريتين، أكثر من مجرد إعادة علاقات الاتصال "المادي". وأضافت: "من الرعونة افتراض عقد قمة وشيكة بين الجانبين"، كما أفادت "رويترز".
"دعم الجهود الدبلوماسية"
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الاثنين، أن سيول وواشنطن تجريان محادثات بشأن التدريبات، مستدركة أن لا قرار في هذا الصدد بعد. وقال ناطق باسم الوزارة، في إشارة إلى كيم يو جونج: "ليس لدينا تعليق على بيانها، ولكن في ما يتعلّق بالتدريبات، لم يتم استكمال الموعد والأسلوب".
وأضافت أن الدولتين ستتخذان قراراً، بعد مناقشة ملف كورونا، والموقف الدفاعي المشترك، والنقل المزمع للسيطرة العملياتية في زمن الحرب، ومسألة "دعم الجهود الدبلوماسية لإحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".
في السياق ذاته، شددت ناطقة باسم وزارة التوحيد في سيول، التي تتولّى شؤون الكوريتين، على وجوب ألا تكون التدريبات "مصدر توتر عسكري بأي حال".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول بارز في الوزارة قوله، الجمعة الماضي، بوجوب تأجيل التدريبات، للمساهمة في استئناف المحادثات النووية مع بيونج يانج. لكن الناطقة باسم الوزارة رفضت التعليق، لدى سؤالها عن احتمال تخطيط الوزارة لتقديم توصية رسمية في هذا الصدد. وأضافت أن سيول اقترحت الأسبوع الماضي إقامة نظام مؤتمرات الفيديو، لتسريع الحوار بين الكوريتين، مشيرة إلى موافقتها على خطط أعدّتها منظمتا إغاثة مدنيتان، لإرسال مساعدات إنسانية إلى كوريا الشمالية.
وأشارت الوكالة إلى تقليص التدريبات في السنوات الأخيرة، لتسهيل المحادثات بين كوريا الشمالية وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بهدف تفكيك البرنامجين، النووي والصاروخي لبيونج يانج، في مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها واشنطن عليها. لكن المفاوضات جُمّدت بعد فشل قمة ثانية جمعت كيم جونغ أون بترمب، في عام 2019.
إقرأ أيضاً: