الولايات المتحدة تحقق فائضاً في لقاحات كورونا ومطالب بإعادة التوزيع على الدول الفقيرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
إحدى المسنات في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة تتلقى التطعيم ضد فيروس كورونا - REUTERS
إحدى المسنات في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة تتلقى التطعيم ضد فيروس كورونا - REUTERS
واشنطن/ دبي-أ ف برويترزالشرق

تواجه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ضغوطاً متزايدة من أجل مشاركة جرعات لقاح كورونا مع الدول الأقل ثراءً، وسط اتهامات بـ"الإفراط في الاستعداد"، وذلك بالتزامن مع مرور عام على إعلان الفيروس جائحة عالمية.

وبعد أن حققت الولايات المتحدة، أكثر الدول تضرراً جراء تفشي الوباء، زيادة في المعروض من اللقاح، يطالب نشطاء بمشاركة الجرعات مع الدول الفقيرة، وسط دعوات إلى منع ظهور ما يوصف بأنه "تمييز" محتمل في التطعيم حسب صحيفة "غارديان" البريطانية.

جرعات لـ500 مليون شخص

وازدادت الدعوات لتقاسم جرعات اللقاح هذا الأسبوع، بعد أن أعلنت إدارة بايدن عن مشتريات إضافية لـ100 مليون جرعة لقاح من "جونسون آند جونسون". واشترت الحكومة الأميركية الآن جرعات كافية من لقاحات "موديرنا" و"فايز"، "وجونسون" كافية لتطعيم 500 مليون شخص، وهو ما يقرب من ضعف عدد السكان المؤهلين للتطعيم.

كما تحتفظ الإدارة أيضاً بحقوق 100 مليون جرعة من لقاح "أسترازينكا" غير المصرح به في الولايات المتحدة، ولكنه مصرح باستخدامه في أماكن أخرى من العالم. 

وقال متحدث باسم "أسترازينكا"، إن الشركة طلبت من الولايات المتحدة أن "تفكر جدياً" في التبرع باللقاحات في مكان آخر.

ووصف مدافعون الفجوة في الحصول على اللقاح بين البلدان الغنية والفقيرة بأنها "فصل عنصري للقاح" محتمل، بينما اعتبر كثيرون أيضاً أنه "فشل في المشاركة".

"جهد جدير بزمن الحرب"

وقال بايدن في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أعلن فيه خطط الشراء هذا الأسبوع: "أفعل ذلك لأننا في إطار جهد جدير بزمن الحرب نحتاج إلى أقصى قدر من المرونة. ثمة احتمال دائماً أن نواجه تحديات غير متوقعة".

كما أعلن الرئيس الأميركي، أنه اتفق مع زعماء أستراليا والهند واليابان، الجمعة، على التعاون في توفير ما يصل إلى مليار جرعة لقاح مضاد لكورونا إلى الدول النامية، في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بحلول نهاية عام 2022.

لكن مسؤولي إدارة بايدن يواصلون مقاومة إرسال جرعات اللقاح المخزنة إلى الخارج، مبررين ذلك بأنها جزء من خطة "الإفراط في الاستعداد والإمداد الزائد" في حالة استدعت سلالات ناشئة من كورونا أو ضعف المناعة جرعات معززة.

وأظهر تحليل حديث أجراه البنك الدولي أن 82% من البلدان مرتفعة الدخل قد بدأت في التطعيم، مقارنة بـ3% من البلدان منخفضة الدخل. 

ووجدت توقعات شهر يناير من قبل وحدة المعلومات الاقتصادية في البنك، أن البلدان متوسطة الدخل من المحتمل أن تقوم بتلقيح جماعي لسكانها بحلول نهاية عام 2022، ولكن 84 من أفقر دول العالم لن تكمل حملات التطعيم الجماعية حتى عام 2024 على الأقل، وقد لا تصل أبداً إلى مناعة القطيع.

أعلى نسبة مسافرين

يأتي ذلك في وقت سجّلت مطارات الولايات المتّحدة، أعلى حركة للمسافرين منذ عام، وفقاً لبيانات صادرة عن إدارة أمن النقل "تي إس إيه"، بعد أن كانت جائحة كورونا قد تسبّبت في توقّف حركة النقل الجوّي في البلاد.

وخلال نهار يوم الجمعة الماضي، سُجّل وجود أكثر من 1.35 مليون مسافر في المطارات الأميركيّة، وهو أعلى رقم منذ 15 مارس 2020 عندما سافر 1.5 مليون شخص، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

ورغم ذلك فإنّ هذا الرقم لا يُمثّل سوى نحو نصف العدد المعتاد للمسافرين في مثل هذه الفترة من العام.

وكانت أعلى نسبة سابقة للمسافرين خلال الأزمة الصحّية قد سُجّلت في الثالث من يناير، مع قرابة 1.33 مليون مسافر.

ويُعاود كثير من الأميركيّين الذين تلقّوا اللقاحات المضادّة للفيروس، السفر عبر الجوّ.

136 مليون جرعة لقاح

وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، إن السلطات الصحية وزعت 135 مليوناً و846 ألفاً و665 جرعة لقاحات مضادة لفيروس كورونا في أنحاء البلاد، أعطت منها 105 ملايين و703 آلاف و501 جرعة حتى يوم السبت، أي ما نسبته 11.1% من سكّان البلاد، حسب رويترز.

وأوضحت المراكز أن الجرعات الموزعة من لقاحات "فايزر- بيونتك"، و"موديرنا"، و"جونسون آند جونسون".

وأظهر إحصاء لرويترز أن ما يزيد على 118.82 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، السبت، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و76 ألفاً و596 شخص.

وسجلت الولايات المتحددة التي تتصدر قائمة الدول العشر الأكبر من حيث عدد الإصابات، 531 ألفاً و275 حالة وفاة، وأكثر من 29.3 مليون إصابة بالفيروس حسب بيانات رسمية.