ماذا حدث في العالم خلال عام على وباء كورونا؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يعدل قناع وجهه وهو يمشي أمام لوحة جدارية وسط انتشار فيروس كورونا في مومباي بالهند. 11 مارس 2021 - REUTERS
رجل يعدل قناع وجهه وهو يمشي أمام لوحة جدارية وسط انتشار فيروس كورونا في مومباي بالهند. 11 مارس 2021 - REUTERS
لاهاي- أ ف ب

صادف الخميس مرور سنة على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وباء عالمياً، في وقت ما يزال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة، وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها، رغم فسحة الأمل التي توفرها اللقاحات.

وانعكست ضخامة التحدي العالمي المستمر، في تحذير أطلقه المجلس الدولي للممرضين، من أن هجرة جماعية تلوح في الأفق للعاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين أصيبوا بصدمة جراء الوباء.

وقال الرئيس التنفيذي للمجلس هوارد كاتون في تصريحات للصحافيين: "لقد وصلوا إلى نقطة قدموا فيها كل ما في وسعهم".

وفيما يتم تخفيف القيود في أجزاء كثيرة من العالم، ما زالت هناك بؤر يستمر فيها الوباء في الانتشار، مثل البرازيل التي سجّلت حصيلة يومية قياسية من الوفيات بلغت 2286، مدفوعة بانتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا أشد عدوى.

إنكار

ومنذ ظهوره في الصين نهاية العام 2019، أودى وباء كورونا بحياة أكثر من 2.6 مليون شخص وفرض قيوداً غير مسبوقة على الحركة ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أن فيروس كورونا أصبح جائحة في 11 مارس 2020، بعدما بدأت أعداد المصابين بالارتفاع والانتشار في كل أنحاء آسيا وأوروبا. وفي ذلك الوقت، كان قد تم تسجيل نحو 4600 وفاة رسمياً في أنحاء العالم.

لكن مع بداية الشعور بالآثار المباشرة للوباء في الولايات المتحدة، قلل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من أهمية التهديد الذي يمثله الفيروس. وقال للأميركيين: "لن يكون للفيروس فرصة للتغلب علينا"، لكن الولايات المتحدة تحوّلت إلى أكثر الدول تضرراً وتجاوز عدد الوفيات فيها جرّاء الجائحة 528 ألفاً.

وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام وضع الكمامات والحد من اختلاط الناس ببعضهم بعضاً. وتوقفت حركة الطيران العالمي، وفرضت الحكومات قيوداً مشددة على المواطنين، ما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

وقالت كورين كرينكر، رئيسة شبكة مستشفيات في شرق فرنسا لوكالة الصحافة الفرنسية وقت إعلان الجائحة في 11 مارس 2020: "نحن على شفير حرب"، بينما بدأت أعداد المرضى والوفيات ترتفع.

سباق اللقاحات

في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقاً لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

واليوم، يتوفر العديد من اللقاحات من بينها تلك التي تم تطويرها في الصين وروسيا والهند. وأعطيت أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلداً وفقاً لإحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية.

لكن إطلاق اللقاحات العالمية عرّى كذلك الفوارق الكبيرة في النفوذ والثروة. وأحرزت الدول الغنية تقدماً كبيراً على صعيد حملات التلقيح الشاملة، فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.

وتعزز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم للقاحات ضمن آلية "كوفاكس"، المدعومة من منظمة الصحة العالمية، وتهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ويعتبر نجاح لقاحي "أسترازينيكا-أكسفورد" و"جونسون آند جونسون" سبباً إضافياً للتفاؤل، نظراً إلى سهولة نقلهما وتخزينهما مقارنة بلقاحي "فايرز-بيونتك" و"موديرنا" اللذين يتطلبان ثلاجات فائقة البرودة.

ولكن الدنمارك علقت الخميس احترازياً، وحتى إشعار آخر، استخدام لقاح أسترازينيكا بعدما أصيب بعض الأشخاص الذي تلقّوه بجلطات دموية.

ومن المقرر أن تعقد الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية، اجتماعاً لمناقشة إعطاء الضوء الأخضر للقاح جونسون آند جونسون الذي تمت الموافقة عليه في كندا والولايات المتحدة. وسيكون هذا اللقاح الرابع الذي يحصل على موافقة وكالة الأدوية الأوروبية ومقرها في أمستردام، لاستخدامه في الاتحاد الأوروبي بعد فايزر- بيونتك وموديرنا وأسترازينيكا-أكسفورد.

وتعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات، بسبب بطء حملات اللقاحات الذي ألقي باللوم فيه على مشكلات في الإمداد والإنتاج. وقال الاتحاد الأوروبي الخميس إنه سيمدد حتى نهاية يونيو آليته لمراقبة صادرات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من الاتحاد الأوروبي.

ضوء في نهاية النفق

اكتسبت جهود التطعيم الأميركية زخماً في الأسابيع الأخيرة، فيما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن تزويد بلاده جرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأميركيين. كذلك، صوّتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة.

ومن المقرر أن يلقي بايدن لاحقاً، كلمة متلفزة في وقت ذروة المشاهدة، سيقدم فيها رؤية متفائلة لبلده والعالم. وقال الرئيس الأميركي الأربعاء: "سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن والأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي". وتابع: "هناك أسباب حقيقية للأمل، أعدكم. نرى النور في نهاية النفق".