من يرسم سياسة بايدن للشرق الأوسط؟ تعرف إلى فريق العمل

time reading iconدقائق القراءة - 10
الرئيس الأميركي جو بايدن في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض في واشنطن - 5 مارس 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض في واشنطن - 5 مارس 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن، بتوظيف خبراء في البيت الأبيض، للتعامل مع التقلبات المتجددة في الشرق الأوسط، أثناء تَطلع الإدارة الأميركية لتوجيه تركيز واشنطن الرئيسي نحو الصين، وانتشال الولايات المتحدة من الحروب الجارية والمكلفة التي هيمنت على الأمن القومي للبلاد لعقدين من الزمن.

وقال مسؤولون مطّلعون، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، إن 7 مسؤولين جدد انضموا إلى فريق شؤون الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي، منذ أن تولى بايدن منصبه.

"رجل بايدن"

وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن، التعيينات في رد عبر البريد الإلكتروني للمجلة، مشيرة إلى أن من سيرأسهم، رجل بايدن في الشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي عمل سابقاً كمبعوث لمكافحة تنظيم داعش، في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترمب.

وسيُدير المسؤولون الجدد، بمن فيهم بعض الذين خدموا تحت إدارة ماكغورك في منصبه الأخير، السياسة الأميركية بشأن بعض أصعب الأزمات حول العالم، في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة بايدن إلى تحويل تركيز واشنطن إلى حقبة ما يُسمى بـ"منافسة القُوى العظمى" مع بكين بعد ما يقرب من عقدين من الانخراط في الشرق الأوسط، وفقاً للتقرير.

ولفت التقرير إلى أنه من المرجّح أن يستمر الشرق الأوسط بسرقة الأضواء، لا سيما أن فريق بايدن يسارع في إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات لجولة جديدة من المفاوضات النووية، ويحاول التوسط من أجل السلام في اليمن الذي مزقته الحرب.

وسينضم إلى مجلس الأمن القومي خبير وزارة الخارجية سام باركر كمدير لملف إيران، وزهرة بيل كمديرة لملفي العراق وسوريا، وماكس مارتن كمدير لملفي لبنان والأردن. كما سينضم جوش هاريس، وهو مسؤول في وزارة الخارجية وقد شغل منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في ليبيا، إلى مجلس الأمن القومي لمعالجة قضايا شمال إفريقيا.

يُذكر أن كُلاً من باركر، وهو موظف حكومي شغل منصب مدير ملفي سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما، وبيل، وهي موظفة في السلك الدبلوماسي، يتحدثان اللغة العربية بطلاقة، ويعملان في الشرق الأوسط منذ سنوات، وفقاً لتقرير المجلة.

وعملت بيل مؤخراً من إسطنبول في منصب الرئيس السياسي لفريق الاستجابة للمساعدة بالتحول في سوريا التابع للحكومة الأميركية، والذي كان يدير مشاريع للاستقرار داخل البلاد. وكان مارتن مستشاراً للمبعوث الأميركي السابق لسوريا مايكل راتني، والذي عمل فريقه بشكل وثيق مع ماكغورك.

وخدم كُل من باركر وبيل، تحت إدارة ماكغورك خلال الفترة التي قضاها كمبعوث رئاسي خاص للتحالف لهزيمة داعش في عهد أوباما وترمب، وهي الوظيفة التي استقال منها في عام 2018، بعد أن أعلن ترمب فجأة انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

الملف الفلسطيني

وفي الوقت الذي تأمل فيه إدارة بايدن إعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وإحياء الجهود الرامية إلى حل الدولتين في أعقاب خطة السلام في الشرق الأوسط التي رسمتها إدارة ترمب، ستتولى جولي سوير، أحد المساعدين السابقين لمبعوث أوباما الخاص لمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، منصب مديرة الملف الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن القومي.

وتقول إدارة بايدن، إنها ستعمل على استئناف المساعدات الأميركية للأراضي الفلسطينية التي تم قطعها في عهد ترمب، والمساعدة في استعادة التواصل مع البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، الذي قطعه ترمب في عام 2018.

السلام في اليمن

وفي الوقت ذاته، ستتولى موظفة السلك الدبلوماسي إيفينيا سيديراس، منصب مديرة ملف شبة الجزيرة العربية، وسيكون كاي سي إيفانز المدير الجديد للشؤون السياسية والعسكرية في مجلس الأمن القومي إضافة إلى ملف اليمن بحسب التقرير.

ويمكن لكليهما أن يلعب دوراً مهماً خلف الكواليس في الجهود الأميركية للتوسط في محادثات السلام في اليمن بين الحكومة والحوثيين المدعومين من إيران، بقيادة المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ.

وعمل كل من هاريس وسيديرياس، في أدوار رئيسية تخص شمال إفريقيا في وزارة الخارجية خلال إدارة ترمب، عندما انقلبت مبادرات السياسة الأميركية في المنطقة، بسبب التغريدات المفاجئة من الرئيس. وشغل هاريس منصب كبير الدبلوماسيين في ليبيا قبل أن يعين ترمب ريتشارد نورلاند كسفير للبلاد في 2019.

ملف الإرهاب

كما تم تعيين آني رورهوف كمديرة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الموضوع، حسب "فورين بوليسي".

وتتبع التعيينات المتوقعة نمطاً تاريخياً يتمثل في تنحية مديري مجلس الأمن القومي من الوكالات الحكومية الأميركية الأخرى. فأخبر ماكغورك أيضاً المعينين السياسيين المحتملين، أنه لا يملك الميزانية اللازمة لجلب المزيد من الموظفين من خارج الحكومة، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات. وعادةً ما يحد مجلس الأمن القومي من التعيينات المباشرة أكثر من الوكالات الحكومية الأميركية الأخرى.

أولويات بايدن

وقالت هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، لـ"فورين بوليسي"، إن بايدن ملتزم بجلب المزيد من الخبراء الحكوميين المهنيين للعمل في البيت الأبيض، كجزء من وعد قطعه الرئيس بإعادة الروح المعنوية لموظفي الحكومة بعد عهد ترمب.

وأضافت: "جعل الرئيس بايدن إعادة بناء القوى العاملة للأمن القومي ودعمها عنصراً رئيسياً في سياستنا الخارجية، وهذا يشمل تعيين مسؤولين مهنيين بارزين للعمل في البيت الأبيض. نحن فخورون بتوظيف هؤلاء المسؤولين المهنيين الموهوبين للعمل كمديرين في مجلس الأمن القومي لأنهم يجلبون ثروة من الخبرة في واشنطن وخارجها لخدمة بلدنا".

وقال الخبراء إن تحركات الموظفين تعكس أولويات بايدن في محاولة تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مع استمرار سياسات مكافحة الإرهاب الأميركية التي كان ماكغورك مسؤول عنها في الإدارة السابقة.

وقال نيكولاس هيراس، كبير المحللين في معهد نيولاينز للمجلة: "هناك موضوع واضح هنا وهو تعيين الأشخاص الذين اجتازوا اختبار التحمل خلال إدارة أوباما، وتمكنوا من البقاء في مناصبهم خلال إدارة ترمب. ويخبرني حدسي أن ماكغورك يجمع فرقة يمكن أن تعزف لحناً متناغماً عندما يتعلق الأمر بالسياسة".

كما انضمت باربرا ليف، وهي دبلوماسية بارزة سابقة أخرى، إلى الرُتب العليا في مجلس الأمن القومي جنباً إلى جنب مع ماكغورك. لكن من المتوقع أن تكون فترة ليف وجيزة في مجلس الأمن القومي، لأن بايدن ينظر بجدية في ترشيحها لتكون المبعوث الأعلى القادم للشرق الأوسط في وزارة الخارجية، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وفقاً لأشخاص مطلعون على الأمر.

تشكيل الفريق

وبدأ المعينون الآخرون من قِبل الرئيس بايدن بالفعل، في تشكيل فريق الشرق الأوسط بوزارة الخارجية في غضون ذلك.

كما انضم هادي عمرو، وهو مسؤولٌ سابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ووزارة الخارجية خلال إدارة أوباما، عمل على المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إلى مكتب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى كنائب لمساعد وزير الخارجية.

وانضم أيضاً دانيال بينيم، الذي عمل ككاتب خطابات ومستشار لشؤون الشرق الأوسط عند بايدن، عندما كان نائب الرئيس، إلى مكتب شؤون الشرق الأدنى كنائب مساعد الوزير. وكان بينيم سابقاً زميلاً بارزاً في مركز التقدم الأميركي للأبحاث ذي الميول اليسارية، وأكبر مستشاري السياسة الخارجية لحملة بايدن الرئاسية.

وانضمت أيضاً آشا كاسلبيري هرنانديز، وهي أستاذة مساعدة سابقة في جامعة فوردهام ومجندة سابقة في الجيش الأميركي، إلى المكتب كمستشار أول.

توجهات مختلفة

وفي توجيه استراتيجي مؤقت صدر هذا الأسبوع، قالت إدارة بايدن، إن الولايات المتحدة "لا ينبغي لها ولن" تخوض "حروباً تستمر إلى الأبد"، وستُقلل من وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط. لكن بينما يَعِد بايدن بأن يكون الرئيس الثالث على التوالي الذي يحاول تحويل تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة خارج منطقة الشرق الأوسط، فإن خبراء المنطقة يشقون طريقهم أيضاً إلى أجزاء أخرى من الإدارة.

إذ يشغل كريس ماير، المسؤول المهني الذي تم تنحيته من منصبه كمدير مجموعة العمل في وزارة الدفاع المكلفة بالقضاء على تنظيم داعش من قبل المعينين من قبل ترمب العام الماضي، حالياً، منصب النائب الأول لمساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة والصراعات منخفضة الشدة.

وتستعين سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أيضاً بخبراء الشرق الأوسط للعمل في فريقها، بما في ذلك جيفري بريسكوت، المدير السابق لمجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما، وأندرو ميلر، المدير السابق لمجلس الأمن القومي للقضايا العسكرية في مصر وإسرائيل.

وعين بايدن أيضاً روبرت مالي، المفاوض الرئيسي سابقاً بشأن الاتفاق الإيراني في عهد أوباما، مبعوثاً لإيران على الرغم من المعارضة الشديدة من الجمهوريين في الكونغرس، الذين يرون أنه متساهل جداً مع طهران وناقدٌ لإسرائيل بشكل مفرط. ودافع دبلوماسيون سابقون عن مالي من النقد، واصفين إياه بأنه خبير متمرس وخبير في شؤون المنطقة.

وانضم ريتشارد نيفيو، الذي شغل منصب كبير خبراء العقوبات في فريق مفاوضي وزارة الخارجية في عهد أوباما بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، إلى الإدارة كنائب مالي.