تركيا ترغب بـ"زخم إضافي" لتطوير العلاقة مع مصر

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره المصري سامح شكري خلال 'مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا' في برلين - ألمانيا - 23 يونيو 2021 - REUTERS
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره المصري سامح شكري خلال 'مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا' في برلين - ألمانيا - 23 يونيو 2021 - REUTERS
أنقرة -الشرق

قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، الخميس، إن بلاده تأمل بأن تكتسب العلاقات مع مصر نفس الزخم الذي تشهده العلاقات مع الإمارات والسعودية، لافتاً إلى "خطوات متبادلة" بين بلاده وإسرائيل.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال مؤخراً، إن "المباحثات التركية المصرية متواصلة عند المستوى الأدنى، وليس هناك ما يمنع ارتقاءها إلى المستوى الرفيع، يكفي أن يكون هناك تفاهماً متبادلاً".

وأضاف جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك المنعقد بالعاصمة التركية أنقرة، أن تركيا ترغب في أن تكتسب العلاقات مع مصر "نفس الزخم الذي تحظى به العلاقات مع السعودية والإمارات".

وتابع: "نقول دائماً إن بدء عملية التطبيع مع إسرائيل ومصر لا يعني الاستغناء عن مبادئنا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس".

وتسعى أنقرة لاستعادة العلاقات مع القاهرة، التي شهدت خلافات دامت أكثر من 8 سنوات، بشأن عدد من القضايا الثنائية والإقليمية.

وفي هذا الصدد، أجرى البلدان جولتي محادثات استكشافية خلال 2021، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال ونظيره المصري حمدي لوزا، واتفق الجانبان مع نهاية الجولة الثانية التي عُقدت بأنقرة، في سبتمبر الماضي، على مواصلة هذه المشاورات، وأكدا رغبتهما في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش وتطبيع العلاقات بينهما.

التطبيع مع إسرائيل

وأشار الوزير التركي إلى وجود "خطوات متبادلة" وحوار بين تركيا وإسرائيل في إطار عملية التطبيع، وقال: "عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد تركيا أعلنّا إعادة تعيين السفراء مجدداً، الآن إسرائيل مقبلة على انتخابات، ولا أعلم ما إذا كان تعيين السفراء سيتم قبلها أم بعدها، لأن هذه الخطوة يجب أن تكون من الطرفين في آن واحد".

وتعمل أنقرة منذ 2020 على إصلاح علاقاتها مع تل أبيب، والتي تأزمت إثر سقوط 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متّجهة إلى قطاع غزة في عام 2010. ثم طردت تركيا سفير إسرائيل، واستدعت سفيرها، وانسحبت من مناورات حربية مشتركة مع تل أبيب.

السويد وفلنلندا

وفيما يخص انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، تطرق جاويش أوغلو إلى الوثيقة الثلاثية المبرمة بين أنقرة وستوكهولم وهلسنكي.

وأردف: "لم نر أي خطوات تم اتخاذها في هذا الاتجاه، السويد وفنلندا لم تفيا بعد بالتزاماتهما في الوثيقة المذكورة".

وصرح وزير الخارجية التركي أنه تم استحداث آلية باقتراح من السويد وفنلندا لمتابعة الخطوات الملموسة، التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بالوثيقة المذكورة، معرباً عن أمله أن يُعقد الاجتماع الأول لهذه الآلية يوم 26 أغسطس الجاري.

وفي 28 يونيو الماضي، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.

وتتهم تركيا السويد وفنلندا بتأمين ملاذ آمن لـ" حزب العمال الكردستاني"، الذي تدرجه أنقرة على قوائم الإرهاب، ورفض تسليمها "إرهابيين"، بما في ذلك مؤيّدون للداعية التركي المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016.

والاثنين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تزال متمسكة بموقفها "الصريح والحازم" بشأن طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف الناتو، مبيناً أن بلاده لن توافق على عضوية البلدين في الحلف قبل إيفائهما بتعهداتهما المقدمة لأنقرة والمسجلة في المذكرة الثلاثية.

شمال سوريا

وبشأن احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، قال جاويش أوغلو: "هدفنا من العمليات العسكرية داخل سوريا هو مكافحة التنظيمات الإرهابية، التي تهدد أراضينا وتسعى لتحقيق أجنداتها الانفصالية داخل هذا البلد".

ولفت الوزير التركي إلى أن أنقرة "تواصل كفاحها ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية من جهة، وتعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة عبر جهودها الدبلوماسية في مسار أستانة".

والاثنين، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على الربط بين المناطق التي وصفها بـ"الآمنة" في الشمال السوري قريباً، مشدداً على أن بلاده "ستواصل مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق"، وأن قرارها بشأن تأسيس منطقة آمنة على عمق 30 كيلو متراً عند حدود تركيا الجنوبية، في الشمال السوري، ما زال قائماً.

وخلال السنوات الماضية، نفذت القوات التركية عمليات مكثفة ضد المسلحين الأكراد، الذين تدرجهم أنقرة على قوائم الإرهاب، في كل من العراق وسوريا، بحجة تنفيذ عناصر "حزب العمال الكردستاني"، الذي تحاربه تركيا على مدار أكثر من 3 عقود، هجمات داخل البلاد وخارجها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات