انتخب البرلمان في سريلانكا، الأربعاء، رانيل ويكرميسينجه الذي تولى رئاسة الوزراء، ست مرات، رئيساً للبلاد خلفًا لجوتابا راجاباكسا الذي استقال الأسبوع الماضي إثر فراره إلى الخارج.
وتوقعت وكالة "بلومبرغ" أن تؤدي هذه الخطوة إلى "احتجاجات في الشوارع في الدولة المفلسة، وأن تعطّل محادثات إنقاذ مع صندوق النقد الدولي".
وأظهرت نتائج رسمية أن ويكرميسينجه البالغ من العمر 73 عاماً، حصل على 134 صوتاً في اقتراع برلماني تنافس فيه ثلاثة مرشحين.
وتغلّب ويكرميسينجه على وزير التربية السابق دولاس ألاهابيروما، وهو مرشح كان يحظى بدعم فصيل من الحزب الحاكم، والنائب الشيوعي أنورا كومارا ديساناياكي من حزب "جاناتا فيموكثي بيرامونا" المعارض.
ونال ويكرميسينجه 134 صوتاً، أي أكثر من 50% من الأصوات في البرلمان، خلال التصويت الأربعاء، في مقابل 82 صوتاً لدولاس ألاهابيروما وثلاثة لديساناياكي، ما أعطى ويكرميسينجه الغالبية المطلقة من الأصوات.
ووصف الرئيس الجديد، نصره بأنه "شرف وامتياز"، خلال كلمة ألقها في البرلمان فور إعلان النتائج، علماً أنه سيكمل الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا، التي تنتهي في عام 2024.
ترقب لموقف المحتجين
تجدر الإشارة إلى أن حزب "سريلانكا بودوجانا بيرامونا" بزعامة الرئيس المستقيل راجاباكسا، لم ينقسم رسمياً، لكنه شهد شرخاً إذ واجه صعوبات في التعامل مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وصبّ المتظاهرون غضبهم حتى الآن على الرئيس السابق، الذي فرّ إلى سنغافورة وقدّم استقالته بعد شهور على احتجاجات طالبت بتنحّيه، وبلغت ذروتها في اقتحام آلاف المتظاهرين مقر إقامته الرسمي في 9 يوليو الجاري.
وتواجه الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا، أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية منذ استقلالها في عام 1948، تترافق مع نقص في المواد الغذائية والوقود والأدوية، كما بلغت نسبة التضخم 70%.
ولكن ليس واضحاً كيف سينظر السريلانكيون إلى فوز ويكرميسينجه، علماً أنهم يتحمّلون وطأة الأزمة، ويعانون انقطاع في التيار الكهربائي لفترات طويلة، ويقفون في طوابير ضخمة لتعبئة الوقود.
ولا يحظى ويكرميسينجه بشعبية لدى المحتجين، إذ احتل متظاهرون مكتبه وحاولوا اقتحام البرلمان الأسبوع الماضي، ممّا دفع الرئيس الجديد إلى إعلان حالة طوارئ، تمنح الجيش والشرطة سلطات واسعة لاحتجاز أشخاص.
وحمّل ويكرميسينجه من وصفهم بال"فاشيين"، مسؤولية تصعيد التوتر، بحسب "بلومبرغ". لكن المحتجين يعتبرونه تابعاً لحكومة راجاباكسا.
"إنجازات" ويكرميسينجه
وأصدر الرئيس الجديد بياناً، الاثنين الماضي، أوضح فيه ما فعله منذ عيّنه راجاباكسا رئيساً للوزراء، في مايو الماضي، عندما تحوّلت التظاهرات السلمية إلى حد كبير، إلى احتجاجات دموية، ممّا أرغم ماهيندا راجاباكسا، الأخ الأكبر للرئيس المخلوع، على الاستقالة من منصب رئيس الحكومة.
وقال ويكرميسينجه إن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج إنقاذ ستُنجز قريباً، متحدثاً عن تحقيق تقدّم في "مناقشات" مع دول أجنبية لنيل مساعدات منها.
كذلك، دعا الأحزاب السياسية إلى العمل معاً وتشكيل حكومة تضمّ كل الأحزاب، معتبراً أن ذلك سيمكّن سريلانكا من التعافي من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها.
ويكرميسينجه انتُخب نائباً للمرة الأولى في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وبقي عضواً في البرلمان حتى عام 2020، عندما هُزم حزبه بعد تفجيرات شهدتها البلاد خلال عيد الفصح حينها.
ولم يفز حزب ويكرميسينجه بمقعد واحد في الانتخابات، لكنه عاد نائباً من خلال نظام يمكّن الأحزاب التي تحظى بأصوات كافية، من أن ترشّح عضواً بموجب "القائمة الوطنية".
ويُنتخب الرؤساء في سريلانكا عادة من الشعب. وتقع هذه المسؤولية على عاتق البرلمان، فقط إذا بات منصب الرئيس شاغراً قبل انتهاء ولايته رسمياً. حدث ذلك مرة واحدة سابقاً، عندما اختار البرلمان رئيس الوزراء دينجيري باندا ويجيتونجا رئيساً في عام 1993، بعد اغتيال الرئيس السابق راناسينجه بريماداسا، والد زعيم المعارضة الحالي ساجيث بريماداسا.
اقرأ أيضاً: