تعتزم وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عقد لقاء مع مسؤول صيني رفيع لبحث قضايا تتعلق بالاقتصاد العالمي، والسعي لتعميق التواصل بين البلدين، الأربعاء، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة الخزانة، الاثنين.
وقال المسؤول إن يلين ستلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، في زيوريخ للمرة الأولى بشكل مباشر بعد ثلاثة اجتماعات افتراضية بينهما.
وأضاف أن يلين وليو سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل اقتصادية، بالإضافة إلى تعميق الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين.
وأدى الإعلان المفاجئ عن اللقاء إلى تعديل جدول جولة يلين الإفريقية التي تبدأ الثلاثاء وتضم 3 دول، لتشمل توقفاً في زيوريخ الأربعاء للقاء المسؤول الصيني، وفقاً لما ذكرته وكالة "بلومبرغ" الاثنين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينج قد تعهدا خلال اجتماعهما في بالي في نوفمبر على هامش قمة العشرين "مواصلة إدارة المنافسة بشكل مسؤول بين بلدينا واستكشاف مجالات التعاون المحتملة"، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية حينها.
وبعدها بأسابيع زار الصين وفد أميركي رفيع بقيادة دانيال كريتنبرينك مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا، ولورا روزنبرجر مديرة مجلس الأمن القومي للصين وتايوان، لمتابعة بحث سبل تحسين العلاقات.
كما شملت مهمة الوفد التحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، المقررة بداية في فبراير، وهي الأولى من نوعها منذ أربع سنوات.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وبكين بشكل كبير خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، واستمر هذا التدهور وإن بشكل أقل حدة في عهد بايدن.
وأعرب كلّ من بايدن وشي بعد لقاء بالي عن رغبتهما بخفض التوتر بين البلدين، وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه لا داعي لحرب باردة جديدة.
يلين ومواجهة نفوذ الصين بإفريقيا
وتبدأ يلين، الثلاثاء، جولة إفريقية تضم 3 دول تمثل أهمية محورية في استراتيجية الرئيس جو بايدن، لتجديد العلاقات مع دول القارة ومواجهة النفوذ الصيني في جميع أنحاء العالم النامي.
وأفادت "بلومبرغ"، الأحد، بأن زيارة يلين إلى إفريقيا، والتي تستمر 11 يوماً، وتشمل زامبيا والسنغال وجنوب إفريقيا، وتأتي بعد شهر تقريباً من اجتماع بايدن مع أكثر من 40 من قادة دول القارة في واشنطن، حيث أعلن الرئيس الأميركي التزامات استثمارية وصفقات بأكثر من 15 مليار دولار.
وقالت راضية خان رئيسة قسم بحوث إفريقيا والشرق الأوسط في بنك "ستاندرد تشارترد" في لندن، لـ"بلومبرغ"، إن "الولايات المتحدة تريد البناء على هذا التقدم"، وأنها تحاول التأكيد على وجود نموذج لكيفية التطور، مختلف عن الاعتماد على الصين.
ومن المقرر أن تقدم يلين "تصريحات هامة بشأن العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وإفريقيا" في السنغال، وفقاً لوصف وزارة الخزانة الأميركية.
بكين تراجع "نهجها العدائي"
من جهتها، تعتزم الصين ترشيح دبلوماسي مخضرم بالشأن الأميركي، ليكون سفيرها الجديد في الولايات المتحدة، في إطار جهود ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتحسين صورتها العالمية والتراجع عن "نهج عدائي" اتسمت به سياستها الخارجية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر، وصفتها بأنها مطلعة على الأمر من دون أن تذكر أسماءها، قولها إن "من المرجح أن ترشح الصين شيه فنج، نائب وزير الخارجية والخبير في الشؤون الأميركية، سفيراً جديداً لها في واشنطن"، لتواصل "التخفيف التدريجي لأسلوب (المحارب الذئب) الفظ، الذي اتسمت به الدبلوماسية الصينية خلال السنوات الأخيرة".
وذكر أشخاص يعملون في وزارة الخارجية الصينية أن "بكين كانت تعيد تقييم سياستها الخارجية في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات المتوترة مع واشنطن، وتخفيف الأضرار التي لحقت بمكانة الصين العالمية من خلال تعاملها مع جائحة كورونا، والسعي القوي لتحقيق المصالح الأمنية والصناعية والإقليمية".
خطوط اتصال مفتوحة
ومطلع العام الجاري، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه أجرى محادثة هاتفية مع وزير خارجية الصين الجديد تشين جانج، قبل مغادرة منصبه سفيراً لبكين لدى واشنطن.
وقال بلينكن، إنه ناقش خلال مكالمته الهاتفية العلاقات بين واشنطن وبكين، والحفاظ على "خطوط الاتصال مفتوحة".