اختار الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، القاضية الأميركية من أصل إفريقي، كيتانجي براون جاكسون (51 عاماً)، للمحكمة العليا في الولايات المتحدة.
وفي تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، كتب بايدن: "يسرني الإعلان عن اختيار القاضية كيتانجي براون جاكسون للمحكمة العليا"، مؤكداً تقارير وسائل إعلام أوردت ذلك، مضيفاً أنها "واحدة من ألمع العقول القانونية وستكون قاضية استثنائية".
ويفترض أن يقدم بايدن مرشحته رسمياً في البيت الأبيض في وقت لاحق الجمعة، وبذلك ستنضم القاضية إلى المحكمة المؤلفة من 9 قضاة، وتسهر على دستورية القوانين، وتحسم النقاشات المهمة في المجتمع الأميركي، خلفاً للقاضي التقدمي ستيفن براير.
وكانت جاكسون قد عينت بالمحكمة الفيدرالية في 2013. وحصلت على دعم 3 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين العام الماضي عندما تمت ترقيتها إلى محكمة الاستئناف في واشنطن العاصمة، والتي تعد منطلقاً للقضاة الساعين للانضمام للمحكمة العليا.
من هي كيتانجي جاسكون؟
تُعد جاكسون خبيرة قانونية لامعة لديها خبرة واسعة في النظام الجنائي. وفي حين أن غالبية القضاة على هذا المستوى يتميزون كمدعين، فإن جاكسون عملت إلى جانب متهمين، وعلى مدى عامين كانت محامية في خدمة المساعدات القانونية بواشنطن مدافعة عن متهمين ليس لديهم الإمكانات لتوكيل محامين.
وإذا نجحت في اجتياز مرحلة التثبيت ستصبح ثالث شخص أميركي من أصل إفريقي، بعد القاضيين ثورغود مارشال وكلارنس توماس (الذي لا يزال عضواً في المحكمة)، وأول امرأة من أصل إفريقي تنضم الى المحكمة العليا.
ومع تعيين قاض ليبرالي مكان ليبرالي آخر، فإن اختيارها لن يُعيد خلط تركيبة المحكمة، لكنها تعد لحظة كبيرة لبايدن على الصعيدين الشخصي والسياسي.
ويأمل مسؤولو البيت الابيض أن يسهم اختيار القاضية في تغطية إيجابية من وسائل الإعلام، قبيل خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه بايدن الثلاثاء.
فرصة لبايدن
ويُمثل اختيار القاضية فرصة لإدارة بايدن كي تثبت للناخبين من أصل إفريقي الذين أنقذوا حملته للانتخابات التمهيدية في 2020، أن بإمكانه تنفيذ وعوده لهم في أعقاب الهزيمة الأخيرة للتشريع المتعلق بحقوق التصويت.
والأميركيون من أصل إفريقي يُعتبرون أهم داعمي بايدن، مع تأييد له بنسبة الثلثين وفق استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس" ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي.
غير أن شعبيته بين صفوف هذه الفئة والتي كانت تبلغ 85% في بداية عهده، تراجعت في الأشهر التي تلت تنصيبه ولم يتمكن بعد من استرجاعها.
وكان الرئيس الأميركي وعد خلال حملته الانتخابية في العام 2020 بأن يُعيّن قاضية من أصل إفريقي في المحكمة العليا. وكرّر وعده حين أعلن القاضي ستيفن براير (83 عاماً) نيّته التقاعد في نهاية يناير.
ويعقد الرؤساء الأميركيون عادة مؤتمراً صحافياً مع مرشّحيهم للمحكمة العليا في البيت الأبيض للإعلان الرسمي عن قرارهم، غير أن حصول ذلك غير مؤكّد هذه المرة، بحسب محطة "سي إن إن"، نظراً لتطورات الأزمة الأوكرانية الروسية.
ونظراً إلى صعوبة القرار انخرط الرئيس الديمقراطي شخصياً في عملية الاختيار وصولاً إلى إجراء مقابلات مع 3 قاضيات على الأقل من بين المرشحات النهائيات بحسب وسائل الإعلام.
ويخضع اختيار قضاة للمحكمة العليا لعمليات تدقيق معمقة، وذلك لتجنب أي مفاجأة غير سارة خلال مرحلة تثبيتهم في مجلس الشيوخ عبر جلسات تبث مباشرة.