تقرير: أميركا ستقود انتعاش الاقتصاد في الغرب بعد كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
جسر روبرت كينيدي في نيويورك - 19 أبريل 2021 - Bloomberg
جسر روبرت كينيدي في نيويورك - 19 أبريل 2021 - Bloomberg
دبي – الشرق

رجّحت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن تقود الولايات المتحدة انتعاشة قوية في الغرب، بعد معاناة الاقتصاد العالمي من أسوأ سنة منذ الكساد الكبير، الذي بدأ عام 1929 واستمرّ عقداً، إذ إن التطعيم الشامل ضد فيروس كورونا يشكّل رافعة لاستعادة الحياة الطبيعية.

ونقلت الصحيفة، عن اقتصاديين توقعهم، أن يحدث الانتعاش على مراحل، مع تعافي الولايات المتحدة، ودول مثل المملكة المتحدة، بشكل أسرع من دول الاتحاد الأوروبي، إذ إن توقيت التعافي وسرعته يعتمدان إلى حد كبير على وتيرة التطعيم ومدى انتشاره.

وتوقعت الصحيفة تحفيزاً للاقتصاد في أميركا الشمالية وأوروبا، مع ازدحام المتاجر والمطاعم والفنادق، بالمستهلكين الحاصلين على اللقاحات، والمزوّدين بمدخرات جمعوها خلال الجائحة، علماً بأن وكالة "موديز أناليتيكس" تقدّر أن الأسر في كل أنحاء العالم تحتفظ بمدخرات قيمتها 5.4 تريليون دولار، مرتبطة بالفيروس، في نهاية الربع الأول من عام 2021.

"سُبات" كورونا

وتوقعت "وول ستريت جورنال"، أن تستغرق الاقتصادات في أوروبا وقتاً أطول للتخلّص من "السبات الناجم عن الإغلاق"، إذ عانت حملات التطعيم من مشكلات في الإمداد ومخاوف بشأن تأثيراتها الجانبية.

وأفاد مركز تابع لـ"جامعة أكسفورد"، بأن الاتحاد الأوروبي، الذي يضمّ 27 دولة، أعطى جرعة واحدة على الأقلّ من اللقاح المضاد لكورونا، إلى 21% فقط من مواطنيه، لكن معدلات التطعيم تتسارع الآن، ممهّدة لانتعاش أقوى في النصف الثاني من العام.

ويرجّح "صندوق النقد الدولي" نمواً بنسبة 4.4% في منطقة اليورو هذا العام، يقوده انتعاش اقتصادي في فرنسا وألمانيا.

ونقلت الصحيفة عن كلاوس بادر، أبرز الاقتصاديين في مصرف "سوسييتيه جنرال"، قوله: "التطعيم هو السبيل الوحيدة لضمان إعادة فتح الاقتصاد، الدول التي تشهد تلقيحاً سريعاً، ستتصدّر لائحة النموّ الاقتصادي".

ورأت الصحيفة، أن الانتعاش "قد يتعثر"، إذ إن تحوّرات الفيروس تثير قلقاً، ليس فقط لدى مسؤولي الصحة العامة، ولكن أيضاً لصنّاع السياسات الذين يجتهدون لإحياء الاقتصادات الضعيفة في بلادهم.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الأسبوع الماضي، إن انتشار طفرات الفيروس يمثّل تهديداً كبيراً للانتعاش المتوقع في منطقة اليورو، علماً بأن الجائحة لم تنتهِ بعد، في بلدان مثل الهند والبرازيل.

نموّ اقتصادي في أميركا

ورجّح مسح أعدّته "وول ستريت جورنال"، أن تسجّل الولايات المتحدة نمواً سنوياً بنسبة 6.5% في الربع الأول من العام، إذ إن زيادة الإنفاق الاستهلاكي تعوّض وقف إنتاج النفط في تكساس، نتيجة الطقس، وتعطّل الإمدادات في صناعة السيارات.

والانتعاش المتوقع، يستفيد من أسعار الفائدة المنخفضة جداً، وخطة التحفيز التي مرّرتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقيمتها 1.9 تريليون دولار.

وذكرت الصحيفة أن "صندوق النقد الدولي" يتوقع أن تحقق الولايات المتحدة هذا العام، نمواً سنوياً يتجاوز 6%، لأن التطعيم يمكّن الشركات من إعادة فتح أبوابها، والمستهلكين من الإنفاق.

ويرجّح الصندوق أن يتجاوز الاقتصاد الأميركي هذا العام، حجمه قبل تفشي كورونا، وأن تليه في هذا المسار الاقتصادات الكبرى الأخرى في عام 2022.

وأعطت الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقلّ من اللقاح، إلى 42% من سكانها، ووسّعت كل الولايات أهلية التطعيم، لتشمل كلّ من يبلغ 16 عاماً.

انكماش في منطقة اليورو

في المقابل، يُتوقع أن تسجل منطقة اليورو انكماشاً سنوياً بنسبة 3.2%، في الربع الأول من العام، إذ شددت دول، بما في ذلك فرنسا، قيوداً صحية بعد ارتفاع عدد الإصابات بكورونا.

أما في المملكة المتحدة، التي عانت العام الماضي من أعمق ركود، منذ شتاء قاس شهدته عام 1709، فثمة مؤشرات على انتعاش كبير، مع إعادة فتح البلاد بحذر، بعد حملة تطعيم سريعة.

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن صنّاع السياسة في أوروبا متفائلون بأن معظم البالغين سيحصلون على جرعات خلال الصيف، مع زيادة إنتاج اللقاح.

وذكّرت بإعلان المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، الجمعة، أن التكتل في طريقه لتحقيق هدفه، المتمثل في تطعيم 70% من سكانه البالغين، بحلول يوليو المقبل.

اقرأ أيضاً: