أزمة بين روسيا ومولدوفا بعد تصريحات عسكرية عن إقليم ترانسنيستريا

time reading iconدقائق القراءة - 4
حطام مروحية روسية تحمل الرمز "Z" تظهر على مشارف قرية مالا روهان، خلال الغزو الروسي لأوكرانيا في منطقة خاركيف، أوكرانيا. 20 أبريل 2022 - REUTERS
حطام مروحية روسية تحمل الرمز "Z" تظهر على مشارف قرية مالا روهان، خلال الغزو الروسي لأوكرانيا في منطقة خاركيف، أوكرانيا. 20 أبريل 2022 - REUTERS
كييف- رويترز

قال قائد كبير في الجيش الروسي، الجمعة، إن روسيا تهدف إلى "السيطرة الكاملة" على جنوب أوكرانيا وصولاً إلى مولدوفا، وهو ما أثار رد فعل غاضباً من الأخيرة التي استدعت السفير الروسي وطالبته بـ"احترام سيادة أراضيها". 

ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، التعليق على ما إذا كان رستم مينكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، كشف عن أهداف أوسع للحرب الروسية، من تلك التي أُعلن عنها سابقاً.

وقال الجنرال مينكاييف، إن روسيا تسعى للسيطرة على أجزاء من الأراضي تمتد إلى مولدوفا، الجارة الجنوبية لأوكرانيا.

وأضاف مينكاييف في تصريحاته أن "المرحلة الثانية" من الحرب بدأت منذ يومين. وتابع أن "أحد أهداف" هذه المرحلة يتمثل في "السيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا"، ما يسمح لروسيا بالسيطرة على موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، والتي يتم من خلالها توصيل المنتجات الزراعية والمعدنية  إلى الدول الأخرى.

الوصول إلى مولدوفا

ووجه مينكاييف تحذيراً مستتراً إلى مولدوفا، حيث تتمركز كتيبة روسية بالفعل. وقال القائد العسكري الروسي إن "السيطرة على جنوب أوكرانيا تمثل رابطاً آخر بترانسنيستريا، حيث يوجد دليل على اضطهاد للسكان الناطقين بالروسية".

وأشار مينكاييف إلى أن ذلك سيؤدي إلى منع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، والسماح لروسيا "بالتأثير عل العناصر الحاسمة في الاقتصاد الأوكراني"، والحصول على "نقطة وصول أخرى" إلى إقليم ترانسنيستريا الموالي لروسيا في مولدوفا، بحسب ما ذكرت "نيويورك تايمز" نقلاً عن وكالات أنباء روسية.

وقالت الصحيفة إن هذه الأهداف "أكثر طموحاً" بكثير من الأهداف التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الأسابيع الأخيرة، والتي ركزت على السيطرة على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وترى الصحيفة أن هذه الأهداف "لا تبدو واقعية، على الأقل في الوقت الحالي"، مُشيرة إلى التساؤلات التي أثارها المراقبون العسكريون بشأن امتلاك روسيا ما يكفي من القوات والمعدات للانتصار في المعركة الطاحنة للسيطرة على دونباس وجنوب أوكرانيا حيث تقع أوديسا، المدينة المحصنة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة.

هدف صعب المنال

ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات مينكاييف تعكس خطط بوتين للحرب، أم تهدف إلى تشتيت انتباه أوكرانيا وإرباكها مع احتدام القتال في دونباس.

وقال المحلل العسكري الروسي يوري فيودوروف للصحيفة، إن الأهداف الأوسع التي تحدث عنها مينكاييف لا يُمكن تحقيقها من وجهة نظر عسكرية.

وأضاف: "كل الوحدات الروسية الجاهزة للقتال متمركزة الآن في دونباس، حيث فشلت روسيا في تحقيق أي تقدم كبير في الأيام الخمسة الماضية".

وأوضح أن رتبة مينكاييف لا تسمح له بإصدار مثل هذه التصريحات السياسية التي تتعارض مع ما قاله كبار السياسيين في روسيا"، مشيراً إلى أن هذه التصريحات قد تشير إلى اختلاف في المواقف، وأن هذا الاختلاف ربما يكون كبيراً بين كبار الضباط العسكريين والنخبة السياسية.

ردود فعل

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة، إذ استدعت مولدوفا، الجمعة، السفير الروسي للاحتجاج على تصريح الجنرال الروسي.

وقالت وزارة خارجية مولدوفا في بيان، إنّ كيشيناو أعربت للسفير الروسي عن "قلقها العميق" إزاء التصريح الذي أدلى به الجنرال الروسي مينكاييف، مطالبة موسكو باحترام "سيادة أراضي" مولدوفا و"حيادها".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، إن التصريحات التي أدلى بها القائد الروسي تشير إلى أن "روسيا تريد غزو دول أخرى".

ولفت في كلمة مصورة أذيعت في وقت متأخر من الليل، إلى أن الحلفاء يقدمون أخيراً الأسلحة التي
طلبتها كييف، مضيفاً أن تلك الأسلحة ستساعد في الحفاظ على أرواح الآلاف.

تصنيفات