سيول وواشنطن تبدآن تدريباً عسكرياً.. وبيونج يانج وموسكو سترتقيان بعلاقاتهما

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود كوريون جنوبيون خلال مناورات قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، 19 أبريل 2013. - REUTERS
جنود كوريون جنوبيون خلال مناورات قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، 19 أبريل 2013. - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت هيئة الأركان المشتركة في سيول الأحد، أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ستبدآن الاثنين تدريباتهما الصيفية المشتركة، ولكن بشكل محدود، رغم تحذير كوريا الشمالية من أنها ستؤدي إلى "أزمة أمنية خطرة".

جاء هذا الإعلان بعد ساعات على تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الارتقاء بالعلاقات بين بلديهما إلى "مستوى استراتيجي جديد"، فيما اقترح الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، أن تضفي الكوريتان "طابعاً مؤسساتياً" على السلام في شبه الجزيرة، وتُعدّا نظاماً لبناء الثقة مشابهاً لذاك الذي اعتُمد في ألمانيا، تمهيداً لتحقيق الوحدة.

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء بأن "كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قررتا تنفيذ التدريبات الصيفية المشتركة بدءًا من 16 أغسطس لتسعة أيام، بعد الأخذ في الاعتبار بشكل شامل وضع كوفيد-19، والحفاظ على موقف دفاعي مشترك، والجهود الدبلوماسية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإحلال السلام"، كما ورد في بيان هيئة الأركان المشتركة.

وأضاف البيان أن "تدريب مركز القيادة المشترك"، من خلال محاكاة بالكمبيوتر، لن يشمل مناورات خارجية، كما سيُقلّص حجم القوات المشاركة فيها، نتيجة وضع فيروس كورونا المستجد.

تحذيرات كورية شمالية

وأفادت وكالة "رويترز" بأن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تنفذان تدريبات عسكرية بشكل منتظم، لا سيّما في الربيع والصيف، مستدركة أن كوريا الشمالية تعتبرها تمريناً على غزو أراضيها.

يأتي ذلك بعدما وصفت كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونغ أون، السلطات في كوريا الجنوبية بأنها "غادرة"، بسبب المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة، محذرة الدولتين الحليفتين من أنهما ستواجهان "تهديدات أمنية أكبر" نتيجة ذلك.

وشددت على "ضرورة أن تسحب الولايات المتحدة قواتها المعادية وترسانتها الحربية التي نشرتها في كوريا الجنوبية، لكي يستقر السلام في شبه الجزيرة"، مضيفة أن كوريا الشمالية ستعزز قدراتها الدفاعية والوقائية.

وعلّق الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، على بيان شقيقة كيم، مؤكداً أن المناورات المشتركة "ذات طابع دفاعي بحت". وتابع: "ليست لدى الولايات المتحدة أي نيات عدائية تجاه كوريا الشمالية".

وقلّصت سيول وواشنطن مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية بشكل كبير، لتسهيل المحادثات مع بيونغ يانغ بشأن تفكيك ترسانتها النووية، علماً أن الولايات المتحدة تنشر حوالى 28500 جندي في كوريا الجنوبية.

النموذج الألماني لكوريا

وقبل ساعات من بيان هيئة الأركان المشتركة في سيول، ألقى مون جاي إن خطاباً لمناسبة الذكرى الـ 76 لتحرير شبه الجزيرة الكورية من الاستعمار الياباني، قال فيه إن "إضفاء طابع مؤسساتي قوي على السلام في شبه الجزيرة الكورية، سيفيد بالتأكيد الكوريتين بشكل كبير". ووصف الانقسام بأنه أبرز عقبة تعترض "النموّ والازدهار والسلام الدائم"، معتبراً أن على الكوريتين استخلاص الدروس من ألمانيا، كما أفادت "يونهاب".

وأشار إلى أن هذا العام يُصادف الذكرى الثلاثين لانضمام الكوريتين إلى الأمم المتحدة، بعد سنة على توحيد شطرَي ألمانيا، إثر انقسامهما طيلة 45 سنة.

ورأى مون أن الجانبين قادران على ابتكار "نموذج شبه الجزيرة الكورية"، بحيث يتعايشان ويساهمان في ازدهار شمال شرقي آسيا، رغم أن التوحيد قد يستغرق بعض الوقت. وأضاف: "الأهم من ذلك كله أن الفوائد التي يمكن أن تتمتع بها كوريا (الجنوبية) ستكون هائلة، بمجرد... الاتصال بالقارة بدل أن نكون دولة جزرية افتراضية". 

وفي خطابه الأخير في "يوم التحرير" بوصفه رئيساً، إذ تنتهي ولايته في مايو المقبل، امتنع مون عن تقديم مبادرات محددة، بما في ذلك الدفع من أجل عقد قمة أخرى مع كيم جونغ أون.

كوريا الشمالية وروسيا

في غضون ذلك، وجّه كيم رسالة إلى بوتين الأحد، شدد فيها على أن العلاقات الودية "التي رُسّخت بالدم في النضال ضد العدو المشترك" دامت أجيالاً، معرباً عن أمله بأن ترتقي إلى "مستوى استراتيجي جديد"، كما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

وأضافت أن بوتين وجّه رسالة إلى كيم، في اليوم ذاته، أكد فيها أن البلدين "يعتزان بذكرى عسكريّي الجيش الأحمر والوطنيين الكوريين، الذين كرّسوا حياتهم من أجل حرية كوريا".

واعتبر بوتين أن "التعاون الثنائي متبادل المنفعة سيتعزز بشكل أكبر، من خلال تنفيذ الاتفاقات المُبرمة في اجتماع 2019 في فلاديفوستوك"، في إشارة إلى قمة جمعته بكيم في المدينة التي تقع في أقصى شرق روسيا. وتابع: "سيساهم ذلك بلا شك في ضمان الأمن في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرقي آسيا ككل".

تبادل الرسائل بين بوتين وكيم يأتي بعدما أعلن السفير الكوري الشمالي في موسكو، سين هونغ تشول، أن بلاده تعتزم "تعزيز تعاونها مع روسيا لمواجهة الولايات المتحدة التي تشكّل تهديداً مشتركاً"، مشدداً على "وجوب أن تسحب الولايات المتحدة قواتها العدوانية وعتادها العسكري في كوريا الجنوبية، من أجل تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية"، كما أفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

اقرأ أيضاً: