ترمب يضاعف تحديات الـ100 يوم الأولى في ولاية بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أثناء إعلانه عن المرشحين لفريق الاقتصاد والوظائف في المقر الانتقالي في ويلمنغتون بديلاوير، 8 يناير 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أثناء إعلانه عن المرشحين لفريق الاقتصاد والوظائف في المقر الانتقالي في ويلمنغتون بديلاوير، 8 يناير 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

أصبح تخطي أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي، التي اعتبرت واحدة من أحلك لحظات الولايات المتحدة على مدى التاريخ، من أهم مهام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن فور توليه كرسي الحكم في الـ20 من الشهر الجاري، حيث يتوقع نواب أن يحاول احتواء الوضع، بينما سيترك مسألة عزل دونالد ترمب للكونغرس.

وقالت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية إيمي كلوبوشار، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، "إنه تحدٍّ معقد للغاية، يتطلب من بايدن موازنة مطالب مساءلة الكونغرس لترمب من جهة، ومحاولة كسب موافقات الكونغرس على اختيارات وزرائه والأولويات الأخرى مثل تشريعات الاستجابة لفيروس كورونا".

إدانة ترمب

وعلى صعيد آخر، يتحرك الديمقراطيون في مجلس النواب لتقديم وثائق عزل ترمب، الاثنين، والتصويت عليها الثلاثاء. حيث إنه سيعطي متنفساً للمشرعين لإدانة ترمب رسمياً، لكنه سيؤخر محاكمته بمجلس الشيوخ إلى ما بعد معالجة بايدن لأولوياته خلال أول 100 يوم له في السلطة.

ووفقاً للتقرير، فإن العديد من الديمقراطيين يقولون إن أفضل طريقة لبايدن لتوحيد الأمة واستعادة الثقة في الحكومة، هي تحقيق نتائج ملموسة في القضايا التي تهم جميع الأميركيين، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا والاقتصاد.

وقالت كلوبوشار: "نحن بحاجة إلى استعادة انتعاش الاقتصاد، لذا فهو رقم واحد على جدول أعماله، ورقم واحد على جدول أعمالنا، لذلك سيبدأ بما هو أولوية على جدول أعمال الجميع".

تراجع الجمهوريين

من جهته، قال ستيف إسرائيل، عضو الكونغرس الديمقراطي السابق عن نيويورك، إنه من خلال تجربته، عندما "يشعر المشرعون بأن الأمور تمضي أبعد مما ينبغي، فلا بد من التراجع بضع خطوات"، مضيفاً: "أعتقد أن هناك الكثير من الجمهوريين الآن يريدون العودة بضع خطوات إلى الوراء"، لكنه شدد أيضاً على أنه إذا كان بايدن يأمل في تجاوز عهد ترمب، فسيتعين عليه التحرك بسرعة لإظهار أن التعاون في الإجراءات من قبل الحزبين يمكن أن يتحقق.

وقال: "إذا اختبر الرئيس بايدن عزم الجمهوريين بشأن تحقيق فوز سريع وموضوعي بشأن حزمة إغاثة المتضررين من كورونا، أو بشأن استثمارات في البنية التحتية، فسيرسل ذلك رسالة إلى الدولة بأكملها مفادها أن الشراكة وتخطي الوباء ممكنان".

وسيتعين على بايدن أيضاً إجراء عدد من التحقيقات في تصرفات ترمب خلال اقتحام الكابيتول، وفي محاولة الضغط على مسؤولي الدولة لإلغاء نتائج الانتخابات، لكنه قال مراراً إن إدارته ستظل مستقلة تماماً، ولن يتدخل في أي تحقيقات مع سلفه.

أحداث الكابيتول

يقول الديمقراطيون إن هذه هي الخطوات التي يرغبون في أن يتخذها بايدن، ولكن من المهم أيضاً كما قال السيناتور فيرمونت باتريك ليهي: "محاسبة المتورطين في أحداث الكابيتول"، مضيفاً: "علينا التأكد من التعامل مع هؤلاء، لأنه إذا تجاهلناهم تماماً، فسيبدو الأمر وكأننا نقول لأي شخص آخر إنه يمكنك ارتكاب أي جريمة تريدها لأن الكونغرس سيتجاهلها".

حتى الآن، بحسب "أسوشيتد برس"، ألقت السلطات القبض على ما لا يقل عن 90 شخصاً بتهم تتراوح ما بين مخالفات حظر التجول بجُنَح، وجرائم تتعلق بالاعتداء على ضباط الشرطة، وحيازة أسلحة غير مشروعة، وتوجيه تهديدات بالقتل إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

وبينما يؤكد الديمقراطيون أنهم يريدون من بايدن التركيز على القضايا التي تواجه إدارته وليس التحقيقات مع سلفه، إلا أنهم يقولون أيضاً إنه "من المهم معالجة القضايا المنهجية التي كشفتها المعاملة غير المتساوية من قبل الشرطة لمثيري الشغب في الكابيتول"، كما أشار التقرير.

محاسبة الشرطة

وفي سياق الحدث ذاته، لاحظ كثيرون أن استجابة الشرطة لحشد أنصار ترمب الذين كان معظمهم من ذوي البشرة البيضاء، أقل عدوانية بكثير من تلك التي شوهدت في عدد من الاحتجاجات السلمية لحملة "حياة السود مهمة"، حيث كان الحشد أكثر تنوعاً عرقياً.

كانت المرة الأخيرة التي واجهت فيها الولايات المتحدة مثل هذه الأسئلة الخطيرة حول كيفية استجابة رئيس جديد لأفعال سلفه، في عام 1974، حين تولى جيرالد فورد الرئاسة بعد استقالة ريتشارد نيكسون لدوره في فضيحة "ووترغيت".

وفي النهاية، أصدر فورد عفواً عن نيكسون، وهي خطوة لم تكن تحظى بشعبية كبيرة في البداية، ولكن تم اعتبارها لاحقاً خطوة مهمة نحو التعافي.