التضييق الأميركي يدفع "هواوي" للاستثمار في الزراعة والنقل

time reading iconدقائق القراءة - 5
معرض هواوي في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (MWC) في شنغهاي، الصين، 23 فبراير 2021 - REUTERS
معرض هواوي في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (MWC) في شنغهاي، الصين، 23 فبراير 2021 - REUTERS
دبي- بلومبرغ

بعد ستة أشهر من توجيه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضربة قاصمة لأعمال الهواتف الذكية لشركة "هواوي"، يتجه عملاق الاتصالات الصيني إلى بدائل أخرى لتعويض التراجع في أكبر القطاعات المساهمة في إيرادات الشركة.

فمن بين أحدث عملاء الشركة، مزرعة أسماك في شرق الصين، تبلغ مساحتها ضعف مساحة حديقة سنترال بارك الشهيرة في مدينة نيويورك، وذلك لأنَّ هذه المزرعة مغطاة بعشرات الآلاف من الألواح الشمسية المجهَّزة بعواكس "هواوي" الكهربائية، المخصَّصة لحماية أسماك المزرعة من أشعة الشمس الزائدة أثناء توليد الطاقة.

وعلى بعد حوالي 370 ميلاً إلى الغرب في مقاطعة شانشي الغنية بالفحم، تراقب أجهزة الاستشعار اللاسلكية، والكاميرات الموجودة في أعماق الأرض مستويات الأكسجين، وأعطال الآلة المحتملة في حفرة المنجم، وكلها مزودة من قبل عملاق التكنولوجيا.

وستظهر في الشهر المقبل، سيارة كهربائية جديدة لامعة تتميَّز بمستشعر (ليدار) لأوَّل مرة في أكبر معرض سيارات في الصين.

يأتي ذلك والذاكرة حية بكثير من العناوين التي تشير إلى أنَّ هذه الشركة الصينية كانت ذات يوم أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم، قبل أن تتعرض لسلسلة من العقوبات الأميركية تقضي تقريباً على أعمالها الاستهلاكية المربحة.

ومع استمرار الضغط على شركة هواوي من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قام مؤسس الشركة الملياردير رن تشنغ فاي بتوجيه شركته لتوسيع قائمة عملائها، لتشمل مشاريع في مجالات النقل، والتصنيع، والزراعة، والصناعات الأخرى. 

محاولات النجاة

وقال تشنغ فاي، في شهر فبراير أثناء افتتاح مختبر ابتكار تعدين مموِل جزئياً من قبل هواوي: "في الوقت الحالي، من المستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بشطب هواوي من القائمة السوداء للكيانات، نحن نريد فقط العمل بجدية أكبر، ومواصلة البحث عن فرص جديدة للبقاء على قيد الحياة".

واعتبر تشنغ فاي أن المبادرات الجديدة قد تعوِّض الانخفاض في أعمال الهواتف المحمولة، "بصورة أو بأخرى خلال هذا العام"، على الرغم من رفض الشركة تقديم أرقام محددة.

وكانت وحدة "هواوي" الاستهلاكية قد حقَّقت عائدات بقيمة 256 مليار يوان (39 مليار دولار) في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، أي أكثر من نصف إجمالي إيرادات الشركة.

التضييق مستمر

ومع وصول إدارة بايدن، أبلغت هي الأخرى بعض المورِّدين بشروطها الأكثر صرامة على تراخيص التصدير المعتمدة مسبقاً، وحظرت استخدام معدَّات هواوي في شبكات الجيل الخامس.

وتخطِّط الشركة لطرح المزيد من محوِّلات الطاقة الكهروضوئية، إذ تدفع بكين للحدِّ من انبعاثات كربون، والاستثمار في الطاقة المتجددة مع حلول عام 2030 في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وعلى غرار أعمالها في مجال العاكس الكهربائي، تعدُّ الرقائق المطلوبة لأنظمة السيارات في هواوي أقل تعقيداً من معالجات الهواتف المحمولة، ويمكن الحصول عليها جزئياً من مورِّدين أوروبيين، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر.

نشر تقنيات 5G

وتضمَّنت مبادرة أخرى للشركة أطلق عليها اسم (5GtoB) قيام هواوي بنشر تقنية الجيل الخامس في مجالات تتراوح من الرعاية الصحية إلى تصنيع الطائرات، فقد ساعدت الشركة الصين في بناء أكبر شبكة للجيل الخامس، وزوَّدت أكثر من نصف الـ 720 ألف محطة التي تعمل في جميع أنحاء البلاد.

وتسعى الشركة الآن إلى استخدام اتصال الجيل الخامس في البلاد لمساعدة الشركات المتضررة من الوباء على جعل خطوط المصانع أوتوماتيكية، لتنضم بذلك إلى شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "شاومي"، ومجموعة "علي بابا" في جهود تحديث التصنيع، ورقمنة الصناعات التي تتطلَّب عمالة كثيفة مثل التعدين.

*هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ