وسط خطط لنقل المتعاونين الأفغان.. بايدن: لن نترك من ساعدونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، 24 يونيو 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، 24 يونيو 2021 - REUTERS
واشنطن-الشرقوكالات

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إن "الولايات المتحدة لن تترك وراءها من ساعدوها في أفغانستان"، وذلك وسط تقارير عن خطط أميركية لإجلاء مجموعة من المتعاونين والمترجمين الفوريين الأفغان المعرضين للخطر، قبل اكتمال الانسحاب الأميركي، حتى يتمكنوا من إنهاء طلبات الحصول على التأشيرات بأمان.

وكشف بايدن، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أنه سيناقش عدة أمور مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، خلال زيارة الأخير غداً الجمعة، بشأن الأفغان الذي ساعدوا الولايات المتحدة.

وكانت وكالة "رويترز"، نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تخطط لإجلاء 50 ألفاً من المترجمين الأفغان وعائلاتهم.

وقال النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي مايكل ماكول، إن الدول التي سيتوجه إليها الأفراد الذين سيتم إجلاؤهم من أفغانستان، تشمل الإمارات والبحرين وقطر والكويت.

وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، الخميس، إن إجلاء المترجمين من أفغانستان قد لا يستلزم الاستعانة بطائرات عسكرية أميركية.

شعور بالأزمة

ويهدد القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن بإحداث شعور بالأزمة في أفغانستان قبل يوم واحد من لقاء بايدن مع الرئيس الأفغاني أشرف غني لإجراء محادثات تهدف إلى إبراز الإحساس بالشراكة رغم الانسحاب العسكري الأميركي.

ويأتي اللقاء في البيت الأبيض في الوقت الذي يشن فيه مقاتلو حركة طالبان هجوماً كبيراً في أفغانستان، ما زاد من مخاوف الكونغرس الأميركي بشأن المترجمين الأفغان الذين عملوا لصالح الجيش الأمريكي خلال العقدين الماضيين، وشن طالبان عمليات انتقامية بعد رحيل القوات الأمريكية.

وتصاعدت حدة القتال بين القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وحركة طالبان خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تمكن المسلحين من السيطرة على أراضٍ. وبحسب تقدير البنتاغون فإن طالبان تسيطر حالياً على 81% من مقاطعات البلاد البالغ عددها 419.

تأشيرات غير مضمونة

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إنه سيتم نقل المتعاونين وعائلاتهم ممن تقدموا بطلب تأشيرات للقدوم إلى الولايات المتحدة، إلى بلد ثالث، بينما تتم معالجة طلباتهم. 

وأشار إلى أن النقل إلى خارج أفغانستان لا يعني بالضرورة أنه سيتم منح المنقول تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. فيما لفتت الصحيفة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الأشخاص غير المؤهلين بطريقة ما للحصول على التأشيرة، ستتم إعادتهم إلى أفغانستان، أم أنهم سيتركون في بلد ثالث.

طالبان تطمئن 

وتجمدت المحادثات السياسية بين الحكومة وطالبان بشكل كبير، ومن غير الواضح كيف ستؤدي قوات الأمن الأفغانية مهامها بعد مغادرة القوات الأميركية.

وعلى الرغم من طمأنة طالبان الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية على سلامتهم، إلا أنه مع اقتراب موعد الرحيل يتزايد خوف الأفغان الذين قدموا طلبات التأشيرة من أن يستهدفهم المسلحون هم وعائلاتهم لمعاقبتهم على مساعدة القوات الأجنبية أثناء أطول الحروب الأمريكية.

وقال المترجم الأفغاني السابق سامي هوناريار، الذي حصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة بعدما تلقى تهديداً، في مؤتمر صحفي بواشنطن، الخميس، إن الوقت ينفد بالنسبة لمواطنيه، مضيفاً، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز": "رجاءً قوموا بإجلائهم.. هم أشخاص طيبون، ساعدوكم".

تشريع لمساعدة المتعاونين

وقدَّم النائب الديمقراطي سيث مولتون، الخميس، تشريعاً لمساعدة الأفغان الذين عملوا لمصلحة الولايات المتحدة، وذلك وسط دعوات من مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى إجراء تغييرات تشريعية لتسريع عملية إجلاء المتعاونين الأفغان، ومنحهم التأشيرات.

 ورحب مولتون بالأنباء عن عمليات الإجلاء المخطط لها، وقال: "هذا يوم جيد في هذه القصة، لكنه بعيد عن أن يكون الفصل الأخير"، وذلك بحسب ما ذكرته "رويترز".

وكان تقييم استخباراتي أميركي خلص الأسبوع الماضي إلى أن حكومة أفغانستان قد تنهار في غضون 6 أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد، وذلك وفقاً لما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأميركية أعادت النظر في تقديراتها الأكثر تفاؤلاً في السابق، مع اجتياح طالبان لشمال أفغانستان الأسبوع الماضي، وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية المحيطة بها. 

لكن خبراء أميركيين ممن لديهم رصيد من الخبرة في الشأن الأفغاني، دعوا إلى عدم المبالغة في "تقدير إمكانيات طالبان" معتبرين أن الفساد والانقسامات العرقية التي أصابت القوات الأفغانية، منحت الأفضلية للحركة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأشار الخبراء إلى أن احتمالية سقوط الحكومة الأفغانية "ليست حتمية"، في حال بقاء قيادات الجيش الأفغاني بشكل جيد.

اقرأ أيضاً: