
دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إلى "عدم الإذعان لضغوط إسرائيل" بشأن أنشطة طهران النووية، فيما حذر رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي برنيع من خطورة الاتفاق النووي "على المدى المتوسط والبعيد".
وقال كنعاني حسبما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية، إن إيران مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة، الاثنين، بعد 3 أشهر من تبني قرار يحث طهران على تقديم إجابات موثوقة للتحقيقات في آثار يورانيوم تم العثور عليها بـ3 مواقع غير معلن عنها.
وحذر الأطراف الأوروبية في محادثات الاتفاق النووي من "تأثير الطرف الثالث الذي كان ضدّ عملية التفاوض منذ البداية ويحاول الآن إفشالها"، في إشارة إلى إسرائيل التي تعارض العودة للاتفاق المبرم في 2015.
كما نبه إلى "ضرورة تجنب تسييس وتوجيه اتهامات لها لا أساس لها"، بحسب وصفه.
ولفت إلى أنه "من المؤسف دعم الدول الأوروبية بشكل كامل كياناً لديه مئات الرؤوس النووية ويعارض برنامجنا السلمي"، وأضاف أن "طهران ما زالت لديها الإرادة والاستعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق".
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية البيان الصادر عن المجموعة الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) بأنه "مستغرب ومنحرف عن النهج المثمر في المفاوضات".
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "فشل أميركا في حملة الضغوط القصوى درس لمن يعتقد أن التهديدات والعقوبات تمنع الإيرانيين من السعي لحقوقهم".
وذكر كنعاني أن إيران لم تتلق أي طلب لتأجيل المفاوضات النووية إلى ما بعد انتخابات الكونجرس الأميركي، والمقرر لها نوفمبر المقبل.
الموساد يتوعد
في المقابل قال رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي برنيع، إن الاتفاق النووي مع إيران "مفيد على المستوى القريب، لكنه خطير جداً على المدى المتوسط والبعيد"، محذراً من أنه يقرب طهران من تحقيق رؤيتها الإستراتيجية في امتلاك سلاح نووي.
وتوعد إيران قائلاً إن "الاتفاق النووي لن يحميها من عمليات الموساد"، مشدداً على أن بلاده "لن تشارك في لعبة غض النظر التي يقوم بها العالم".
ورأى برنيع في كلمة أمام مؤتمر معهد السياسيات المناهضة للإرهاب في جامعة رايخمن، شمال تل أبيب، أن "المفاوضات النووية لا تشكل عاملاً كابحاً لايران"، محذراً من أن "نشاطاتها الإرهابية تمتد للأراضي الأميركية وأوروبا".
وتابع: "لن نطارد وكلائها، سنلاحق المسؤولين عنهم في طهران وكرمانشاه وأصفهان"، مشيراً إلى أن "المفاوضات النووية تجري بينما تتوسع طهران في نشاطاتها الإرهابية التي لا تقتصر على الإسرائيليين".
وأضاف رئيس الموساد: "صحيح أن إيران تم إضعافها، لكنها ما زالت تقود حملة عالمية لاستهداف إسرائيل واليهود فقط لكونهم إسرائيليين ويهود"، ولفت إلى أن "قمنا في الفترة الأخيرة بإحباط عشرات العمليات في الخارج في قبرص وتركيا وكولومبيا ودول أخرى".
"استهداف إسرائيل"
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "مهر"، الاثنين، عن قائد القوات البرية الإيرانية قوله إن البلاد طورت طائرة مسيرة بعيدة المدى "مصممة لضرب تل أبيب وحيفا في إسرائيل".
وأَضاف البريجادير جنرال كيومارس حيدري، أن الطائرة يطلق عليها اسم "عرش-2"، وهي نسخة مطورة من الطائرة "عرش-1".
وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، قبل ساعات من مغادرته إلى العاصمة الألمانية برلين لصياغة موقف مشترك ضد إيران، إن حملة إسرائيل لإحباط إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 "أظهرت بوادر نجاح أولية".
وأضاف لبيد خلال اجتماع للحكومة: "جنباً إلى جنب مع رئيس الوزراء المناوب نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني جانتس، تقوم إسرائيل بحملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران"، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست".
وأشار إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، إلا أن هناك بوادر مشجعة، لافتاً إلى أنه سيغادر بعد ظهر الأحد، متوجهاً إلى ألمانيا للقاء المستشار أولاف شولتز.