مؤسسة بحثية أميركية: بايدن يقدم تنازلات لإيران مقابل لا شيء

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر وزارة الخارجية وفي الخلفية الوزير أنطوني بلينكن - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر وزارة الخارجية وفي الخلفية الوزير أنطوني بلينكن - AFP
دبي-الشرق

حذرت مؤسسة بحثية أميركية، من أن الرئيس جو بايدن "يهدر رصيد الضغط" الذي فرضه سلفه دونالد ترمب على إيران، و"يقدم تنازلات مسبقة مقابل لا شيء"، سعياً وراء الاتفاق النووي. وطالبت إدارته ببذل المزيد من الجهد لـ"ردع سلوكيات طهران ووكلائها".

وقال مارك دوبوفيتز، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وبهنام بن طالبلو، الباحث في المؤسسة ومقرها واشنطن، في مقال مشترك نشرته شبكة "إن بي سي نيوز"، إن بايدن يشير إلى "تغيير في النهج عن سلفه على نحو فعال". 

وأشار الكاتبان إلى أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، استخدم الأسبوع الماضي، تعبير واشنطن اللطيف التقليدي "لن نحكم مسبقاً"، لتجنب الرد على سؤال بشأن مدى مسؤولية إيران والفصائل المسلحة الموالية لها عن الهجمات الصاروخية الأخيرة في أربيل. 

"تجاهل الربط بين إيران ووكلائها"

وتساءل الكاتبان، عن "أسباب تعمد إدارة بايدن تجاهل الربط بين إيران ووكلائها، أو بذل المزيد من الجهد للحيلولة دون هذا السلوك بشكل علني".

وبينما رجح الكاتبان أن الأمر يُعزى ببساطة إلى أن الإدارة الجديدة لا تزال تقف على قدميها بعد شهر واحد فقط من تولي المنصب، لكن ثمة تفسير أفضل، وهو أن بايدن "يريد إيجاد سبيل للعودة إلى الاتفاق النووي الذي يهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني الذي توصل إليه رئيسه السابق، باراك أوباما، في عام 2015، قبل أن ينسحب منه ترمب في عام 2018".

وأشار الكاتبان إلى أن "استراتيجية إدارة بايدن لحمل إيران على التعاون تتضمن تقديم تنازلات مسبقة لطهران، بما في ذلك فك الارتباط بين التهديدات النووية والإقليمية التي تشكلها". 

ووفقاً للكاتبين، فإنه في المقابل، اتسمت سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها ترمب بإدانات صريحة وردود أكثر مباشرة على العدوان المدعوم من إيران. كما رأى فريق ترمب أيضاً أن تخفيف العقوبات ينبغي أن يحدث فقط مقابل تغيير شامل في سلوك طهران يتضمن وقف تهديداتها الإقليمية.

"طريقة عمل أوباما"

واعتبر دوبوفيتز و بن طالبلو، أن "نهج بايدن مستوحى مباشرة من طريقة عمل أوباما، ويتضمن غض الطرف عن العدوان الإقليمي، وتقديم مساعدة اقتصادية للإشارة إلى دعم المشاركة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات". 

وبحسب الكاتبين، فإن "هذا أمر مؤسف، لأن النتيجة بالتأكيد ستكون هي ذاتها كما كانت من قبل أيضاً، وتتضمن اتفاقاً تفضيلياً ومعيباً بشكل مفرط، يوفر لإيران مسارات متأنية للحصول على أسلحة نووية، لأن قيودها ستنتهي في نهاية المطاف، بينما يُكبل أيدي واشنطن عن استخدام أقوى عقوباتها الاقتصادية، ولا يفعل شيئاً لوقف تحسين القدرات القتالية للنظام (الإيراني) أو قدرات وكلائه".

وأضاف الكاتبان، أنi "ليس مجرد الاستعداد للتغاضي عن دور إيران في الهجمات الأخيرة في المنطقة، ما يوضح ذلك". ولفتا إلى أن "إدارة بايدن فعلت ذلك وهي تبذل ما في وسعها لإغراء طهران بالتفاوض من خلال سياسة التنازلات الأحادية، مع الاستمرار في إعلان الاهتمام الأميركي باستئناف المفاوضات النووية".

وأشارا إلى أنه "في غياب أي معاملة بالمثل، ألغت إدارة بايدن قرار إدارة ترمب، إعادة فرض العقوبات الأممية على أنشطة نووية متعلقة بالجيش الإيراني، ما يمكن موسكو وبكين من تسليح طهران من دون رقابة دولية، كما ستواجه أنشطة طهران في نشر الأسلحة عوائق أقل". 

فضلاً عن ذلك، ذكّر الكاتبان بأن الإدارة أشارت إلى أنها لا تعارض منح قرض من "صندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار، وهو ما يبدو ظاهرياً أنه يهدف إلى الإغاثة من جائحة كورونا، إلا أنهما اعتبرا أن "هذه المكاسب غير المتوقعة ستملأ خزائن النظام من دون الخضوع للرقابة والمساءلة، في وقت تنخفض فيه احتياطاته من النقد الأجنبي إلى أقل من 10 مليارات دولار".

ولفت الكاتبان، إلى أنه "كلما زادت الأموال التي تمتلكها إيران، زادت قدرتها على تمويل وكلائها الإقليميين وتعزيز برامجها الصاروخية والعسكرية والنووية، بغض النظر عن الغرض المخصصة له أموال الصندوق".

أزمة اليمن

وفي ما يتعلق باليمن، ذكّر الكاتبان بأن "الحوثيين يواصلون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على أهداف مدنية سعودية، فيما أغفل بيان صحافي صدر عن وزارة الخارجية بشأن تلك الهجمات، ذكر إيران، على الرغم من أنها تزودهم بالأسلحة والتدريب، كما قرر فريق بايدن حذف الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي فرصة ضائعة أخرى للمطالبة بالمعاملة بالمثل".

ولفت الكاتبان، إلى أن "هذا السيناريو تكرر للأسف، من قبل، عندما كانت إدارة أوباما تتودد إلى طهران لإجراء محادثات نووية في الفترة الممتدة بين الأعوام 2012 إلى 2015، وقيدت سياسات مكافحة الإرهاب والمخدرات تجاه وكلاء النظام مثل (حزب الله) اللبناني، وهو ما كشفته مجلة "بوليتيكو" في عام 2017.

ورجح الكاتبان، أن المرشد الإيراني علي خامنئي سيقرأ شغف إدارة بايدن للدبلوماسية على أنه "موطن ضعف يمكن استغلاله"، ورداً على ذلك، ستفعل طهران ما فعلته طوال عقود، بتكثيف عدوانها.

وختم الكاتبان بالإشارة إلى أن "إيران تراقب واشنطن، وهي تبدأ تفكيك حملة الضغط القصوى لمصلحة الدبلوماسية القصوى".

وأكدا أنه "في غياب الرغبة في إضافة أو حتى الحفاظ على العقوبات الحالية، فضلاً عن الافتقار إلى بذل جهود أوسع نطاقاً للتعامل مع شبكة التهديد الإقليمية للنظام الإيراني، فإن مثل هذا النهج يمكن بالفعل الحكم عليه مسبقاً، بأنه سينتهي بالفشل".