
تعتزم الصين شراء أو زيادة حصصها في شركات الطاقة والسلع الروسية ومن بينها شركات "جازبروم" الروسية للغاز وشركة "روسال" للألومنيوم المملوكتين للدولة، بحسب مصادر مطلعة على الأمر تحدثت لوكالة "بلومبرغ" الأميركية الثلاثاء.
وقالت المصادر للوكالة، إن بكين تجري محادثات مع شركاتها الحكومية ومن بينها: "الصين الوطنية للبترول" و"الصين للبتروكيماويات"، و"شركة الصين للأولومنيوم"، و"الصين للمعادن"، لبحث "الاستثمار المحتمل" في الشركات والأصول الروسية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وكالة الطاقة الدولية، استعدادها للإفراج عن المزيد من النفط لمواجهة ارتفاع الأسعار، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، حظر دخول النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، في إطار العقوبات الأميركية على موسكو بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ليس دعماً لروسيا
وقالت المصادر التي تحدثت لـ"بلومبرغ"، شرط عدم ذكر اسمها لأنها ليست مخولة للحديث علناً، إن أي صفقة من هذا النوع ستكون بهدف تعزيز واردات الصين وتكثيف تركيزها على أمن الطاقة والأمن الغذائي، و"ليس لإظهار الدعم للغزو الروسي لأوكرانيا".
وأفادت المصادر بأن المناقشات في مرحلة مبكرة حالياً ولن تقود بالضرورة إلى صفقة. وبدأت محادثات بين شركات الطاقة الصينية والروسية بالفعل بحسب مصادر منفصلة.
ورفضت شركة "الصين الوطنية للبترول" و"الصين للبتروكيماويات" والمعروفتين باسم مجموعة (Sinopec)، التعليق على تلك التقارير.
ولم ترد "هيئة تنظيم الأصول الصينية" Sasc أو "شركة الصين للألومنيوم" أو "الصين للمعادن" على طلب التعليق. فيما لم يعلق ممثلون عن "جازبروم" و"روسال".
تأمين واردات الطاقة والسلع
وزادت الحرب الروسية على أوكرانيا من الضغوط على بكين لتأمين وارداتها من الطاقة والمعادن مع ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مسبوقة.
وأصدر المسؤولون الصينيون القلقون من تأثير ارتفاع الأسعار على الاقتصاد الصيني، أوامر بمنح الأولوية لتأمين إمدادات السلع حسبما ذكرت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي.
وتعهدت الصين بمواصلة علاقاتها التجارية العادية مع روسيا، رغم الخروج الهائل للشركات الأوروبية والأميركية من السوق الروسي عقب فرض الغرب لعقوبات هائلة على الاقتصاد الروسي.
وفاجأت شركات "بي بي" و"شل" و"إكسون موبيل" النفطية، صناعة الطاقة لدى تخارجها من أصول روسية تبلغ مليارات الدولارات.
وكان وزير الخارجية الصيني، وانج يي، قال الأسبوع الماضي، إن العلاقات الروسية الصينية، ستظل "متينة كالصخر"، رغم تعبير بكين عن قلقها حيال الضحايا المدنيين ودعوتها لمحادثات سلام لإنهاء الحرب.
وتملك "شركة الصين الوطنية للبترول" نحو 20% من مشروع "يامال" للغاز و10% من شركة "آركتيك" LNG.
وعزز البلدان من علاقاتهما الشهر الماضي، حين وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين والرئيس الصيني، شي جين بينج عدة اتفاقيات لتعزيز صادرات الغاز والنفط الروسي وكذلك القمح.
وشارك عملاقي النفط والغاز الروسيين "جازبروم" و"روسنفط" في الاتفاقات التي وقعها الزعيمان خلال الأولمبياد الشتوي في فبراير الماضي.
مخاطر الاستثمار في روسيا
وقالت "بلومبرغ"، إنه ورغم ذلك، فإن أي استثمار في روسيا يظل محفوفاً بالمخاطر التي تتعدى التوازنات الجيوسياسية التي تواجهها الصين، إذ أصبحت روسيا سوقاً "غير قابل للاستثمار" بالنسبة للشركات العالمية مع تدهور الاقتصاد الروسي بشكل سريع.
ومحت العقوبات الغربية مليارات الدولارات من الأصول الروسية كما هبطت السندات الروسية مع ازدياد مخاطر الإفلاس، فيما صعد اليوان الصيني مقابل الروبل، وهو ما يثير أسئلة بشأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ولكن أي استثمار صيني سيعزز من جهود موسكو لتسريع وتيرة ما تسميه "التحول إلى آسيا" عبر صفقات لتوريد الغاز والنفط.
تحركات لتهدئة أسعار النفط
إلى ذلك، أعلنت "وكالة الطاقة الدولية"، الثلاثاء، استعدادها للإفراج عن المزيد من النفط لمواجهة الأسعار المرتفعة حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وقال الرئيس التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، إن أعضاء المجموعة مستعدون للإفراج عن المزيد من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي للطوارئ لتهدئة الأسعار الآخذة في الارتفاع.
وقال بيرول إن الإفراج المنسق عن الاحتياطات الأسبوع الماضي الذي قامت به الولايات المتحدة ودول أخرى مستهلكة للبترول بمقدار 60 مليون برميلاً كان "رداً أولياً"، وأن الوكالة مستعدة لفعل "كل شيء" لخفض الأسعار في سوق الطاقة المتقلب بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشدد على أن الوكالة مستعدة للإفراج عن أي كمية ضرورية. مضيفاً أن الـ60 مليون برميل يساوون 4% من إجمالي الاحتياطي الاستراتيجي للدول الأعضاء في الوكالة.
وقال: "نحن نراقب الأسواق ومستعدون للإفراج عن المزيد من الاحتياطي".